رمضان يحمل الدليل !
يوسف بن محمد العتيق
في أكثر من مرة، وفي عدة مجالس ومناقشات مع بعض الباحثين توجه إلى كتب التراث بشكل عام وكتب التراث التاريخي تهمة أنها كتب تؤرخ للساسة والقادة، وأن هذه الكتب أغفلت توثيق المشاهد الاجتماعية (!)، هكذا يرى غير واحد من الباحثين من أن هناك تقصيرا في مدونات التاريخ القديمة تجاه المشاهد الاجتماعية وعادات الناس وتقاليدهم، وفي ظني أن هذه التهمة غير صحيحة، بل لعلي أطلق (تهمة) تجاه أصحاب هذه التهمة، واتهامي لهم بأنهم هم أنفسهم مقصرون في دراسة كتب التاريخ التراثية، ولو فتشوا بين جنبات هذه الكتب ودروسها جيدا لوجدوا الكثير من النصوص والنقول المهمة في هذا المجال، ولنأخذ على سبيل المثال شهر رمضان الكريم الذي نتفيأ هذه الأيام ظلاله فلو انبرى أحد الباحثين وجرد المطولات التاريخية وكتب التراث وبخاصة الرحلات لوجد نصوصا مهمة عن العادات والتقاليد والموروث الاجتماعي للناس في هذا الشهر الفضيل، لأنه وكما لا يخفى على القارئ الكريم فإن جل ما يكتب قديما وحديثا عن رمضان مندرج في الحديث عن العبادات الرمضانية.
عموما هذه خاطرة أتت في ذهني عند الحديث عن رمضان، ولعلي لا أختم حديثي هنا قبل أن اهنئ كل مسلم ومسلمة بهذا الشهر الكريم، وفي الوقت نفسه أشكر الزملاء الذي تفاعلوا مع الوراق واندرجت مشاركاتهم في الحديث عن موضوعات لها صلة بالصوم لكن في إطار تراثي كما تشاهدون في الوراق هذا اليوم، وهم بحسب ورود مشاركاتهم الأساتذة نايف بن غبن وحنان آل السيف وعبد الحكيم العواد ومحمد بن ناصر أبو حمراء.
للتواصل:
Tyty88@gawab.com