أعود إلى ما بدأت به في مقالي السابق ، فأقول :
استمر خميني في تطاوله على الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام وخاصة خاتم الأنبياء والمرسلين عليه الصلاة والسلام فقال أيضاً في خطبته التي ألقاها بمناسبة ذكرى مولد الإمام المهدي في 15 \ 8 \ 1400 :
" إن السبب الذي أطال سبحانه وتعالى من أجله عمر المهدي عليه السلام ، وهو أنه لم يكن بين البشر من يستطيع القيام بمثل هذا العمل الكبير حتى الأنبياء ، وأجداد الإمام المهدي عليه السلام لم ينجحوا في تحقيق ما جاءوا من أجله …"
وقال أيضاً :
" ولو كان الإمام المهدي عليه السلام قد التحق إلى جوار ربه ، لما كان هناك أحد بين البشر لإرساء العدالة وتنفيذها في العالم …
فالإمام المهدي المنتظر عليه السلام ، قد أبقى ذخراً لمثل هذا الأمر ، ولذلك فإن عيد ميلاده – أرواحنا فداه – أكبر أعياد المسلمين ، وأكبر عيد لأبناء البشرية ، لأنه سيملأ الأرض عدلاً وقسطاً … ولذلك يجب أن نقول : إن عيد ميلاد الإمام المهدي عليه السلام هو أكبر عيد للبشرية بأجمعها … عند ظهوره ، فإنه سيخرج البشرية من الانحطاط ، ويهدي الجميع إلى الصراط المستقيم ، ويملأ الأرض عدلاً بعدما ملئت جوراً …
إن ميلاد الإمام المهدي عيد كبير بالنسبة للمسلمين ، يعتبر أكبر من عيد ميلاد النبي محمد ولذلك علينا أن نعد أنفسنا من أجل مجيء الإمام المهدي عليه السلام …
إنني لا أتمكن من تسميته بالزعيم ، لأنه أكبر وأرفع من ذلك ، ولا أتمكن من تسميته بالرجل الأول ، لأنه لا يوجد أحد بعده وليس له ثان ، ولذلك لا أستطيع وصفه بأي كلام سوى المهدي المنتظر الموعود ، وهو الذي أبقاه الله سبحانه وتعالى ذخراً للبشرية ، وعلينا أن نهيئ أنفسنا لرؤياه في حالة توفيقنا بهذا الأمر ، ونكون مرفوعي الرأس …
على جميع الأجهزة في بلادنا … ونأمل أن تتوسع في سائر الدول ، أن تهيئ نفسها من أجل ظهور الإمام المهدي عليه السلام وتستعد لزيارته …." .
أيها القارئ : هل نظرت إلى احترام خميني للأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام ؟ هل تأملت كيف يرى أن ميلاد المهدي أكبر من ميلاد النبي محمد عليه الصلاة والسلام ؟
أترك الإجابة للقارئ النبيه .
أخي : بقي أن تعرف ما موقف علماء أهل السنة مما قاله خميني ، هذا ما سآتي به بإذن الله .
أيها القارئ الباحث عن الحقيقة :
لقد أثارت تصريحات خميني التي ذكرتها لك آنفاً موجة غضب واستنكار في صفوف المسلمين وأوساطهم ، وأعلنوا أنها تصريحات غريبة ومناقضة لأصل العقيدة الإسلامية ولروح الإسلام والسنة النبوية الشريفة . وقالت هذه الأوساط عبر فتاوى وبيانات أصدرتها : إن ما جاء في أقوال خميني ، يعد خرقاً فظيعاً لمبادئ الإسلام ، وطعناً في شخص الرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام ، الذي جاء مصلحاً وهادياً للبشرية ومنقذاً لها . وقد أكدت هذه الأوساط أن ما قاله خميني يعد خروجاً على كل ما قررته العقيدة الإسلامية ، وأجمع عليه المسلمون في شخص الرسول وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين الكريم محمد عليه الصلاة والسلام ، الذي جاء فيه قوله تعالى وقد أبدى المسلمون في كل مكان المزيد من الاستغراب والدهشة بسبب عدم صدور أي تكذيب أو نفي لتلك التصريحات المهووسة . وفيما يأتي من برقيات وفتاوى الاحتجاج والاستنكار لتصريحات خميني الغريبة ، ودحض مضمونها الخارج على الإسلام ، والمتنكر لرسوله عليه الصلاة والسلام . أولاً : استنكرت (( رابطة العالم الإسلامي )) بشدة تصريحات خميني حول ما أسماه بظهور المهدي المنتظر لتحقيق ما عجز عنه الأنبياء
وقال بيان أصدرته الرابطة بهذا الشأن ، نشر في جريدة أخبار العالم الإسلامي بتاريخ 9 رمضان 1400 : إن العبارات التي وردت في كلمة وجهها خميني يوم 15 شعبان الماضي ، وأذاعها راديو طهران ، تعارض معارضة صريحة العقيدة الإسلامية ومبادئ الدين الإسلامي الحنيف ، وتحوي مناقضة صريحة للإسلام وما جاء به القران الكريم ، والسنة النبوية المطهرة ، وما أجمعت عليه أمة المسلمين وعلماؤها .
وذكرت الرابطة أن تكذيباً أو نفياً لهذه التصريحات لم يصدر من طهران ، على الرغم مما تحويه من إنكار لتعاليم الكتاب والسنة وإجماع الأمة على أن نبينا عليه الصلاة والسلام هو خاتم الأنبياء والمرسلين ، وهو المصلح الأعظم للبشرية جمعاء ، حيث أرسل بأكمل
اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا الرسالات وأتمها ، كما قال تعالى
، وقال عليه الصلاة والسلام : تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك .
واختتمت الرابطة بيانها داعية الله تعالى أن يجنب المسلمين مزالق الفتن ما ظهر منها وما بطن ، ويلهمهم سبيل الرشد وأن لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
أقول : هذا هو بيان الرابطة ، وسآتي ببقية بيانات العلماء في باقي أرجاء العالم الإسلامي لاحقاً بإذن الله .
والله الهادي إلى سواء السبيل .
ذكر الخميني الهالك في كتابه الحكومة الإسلامية ، بأن الأئمة بلغوا منزلة ، لم يبلغها نبي مرسل ولا ملك مقرب . فماذا يرجى من هذا الإمام المزعوم بعد هذا الكلام الكفري .
(يتبع المشاركة مجزأة للضرورة)