على الرغم من مرور أكثر من 16 عاما على اختفاء الملازم أول مطلق بن سنان العتيبي
والذي دخل الكويت إبان الغزو العراقي الغاشم في مهمة رسمية عام 1411هـ ولم يعد
وانقطعت أخباره، إلا أن الأمل لا يزال يحدو والديه وزوجته وأبناءه آملين في عودته خاصة أن هناك أنباء كانت تصلهم قبل الإطاحة بنظام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين عن وجوده حيا داخل الأراضي العراقية، وانقطعت هذه الأخبار بدخول القوات الأمريكية إلى العراق.
"الوطن" التقت بوالد العتيبي الذي تجاوز السبعين من عمره، وكان متفائلا بعودة ابنه
على الرغم من مرور تلك السنوات على غيابه. وقال: لست حزينا على استشهاد مطلق إن كان قد استشهد فهو فداء للوطن ولكنني أخشى أنه لا يزال حيا، وأنه كان يقبع في سجون العراق طوال تلك السنين. وأعلن العتيبي عن استعداده لتقديم ابنه فهد الحاصل على درجة البكالوريوس ليكون بديلا عن شقيقه المفقود. وقال العتيبي إنه خدم الوطن أكثر من 33 عاما في القوات المسلحة
، وكان سعيدا بتقديم أبنائه لخدمة الوطن. وأضاف: أسعى حاليا لإلحاق ابني فهد بإحدى الكليات العسكرية لخدمة الوطن. وقد حاولت جاهدا أن يشفع لي فقدان شقيقه في قبوله، ولكن لم يحدث ذلك، فقد فوجئت بأن الجهة التي كان شقيقه يعمل بها تمنحنا مشهدا بأن مطلق كان يعمل بها، وتمت إحالته للتقاعد كشهيد بعد غيابه في مهمة رسمية أثناء حرب الخليج. وناشد والد المفقود مطلق ولاة الأمر بقبول تبرعه بابنه لخدمة الوطن وإحلاله في موقع شقيقه المفقود.
كما أبدى فهد العتيبي شقيق المفقود استعداده للعمل في أي موقع بديلا لشقيقه المفقود خدمة للوطن. وأشار فهد إلى أن أسرته عانت طوال السنوات التي مرت من ظروف نفسية صعبة، فلم يتأكد لهم استشهاد مطلق فيفرحوا، ولم تنقطع الأخبار التي تبعث الأمل في نفوسهم بين الحين والآخر بأنه مازال حيا. وأشار إلى أنه خريج جامعة أم القرى، وكان يذهب يوميا من الطائف إلى مكة للدراسة بالجامعة، ويعود
في نفس اليوم للوقوف بجانب والديه المسنين. وقد أثرت تلك الظروف النفسية على مستواه الدراسي وتحصيله، ولكنه استطاع بتوفيق الله أن يتغلب على تلك الظروف ويحصل على الشهادة الجامعية. ويضيف فهد أنه حلمه الوحيد أن يكون في الموقع الذي كان فيه شقيقه مطلق، وأن يخدم الوطن الذي قدم مطلق روحه فداء له.
من جهتها، بدت أم مطلق متماسكة، وكأنها لم تفقد ابنها، بل حملت "الوطن" نقل مناشدتها لولاة الأمر بوضع ابنها الثاني فهد في موقع الابن المفقود. وقالت: لم نفقد مطلق مادام أنه استشهد في سبيل الوطن، فهو وجميع إخوانه فداء له، متمنية أن ترى فهد في موقعه.
يذكر أن الضابط المفقود كان برتبة ملازم أول عند فقدانه في عام 1411هـ، وتدرج في السلم العسكري إلى أن وصل إلى رتبة مقدم، ولكن أنهيت خدماته في عام 1425هـ بالتقاعد. وكان متزوجا ولديه ولد و3 بنات أصغرهن الآن في المرحلة الثانوية، وكانت والدتها حاملا بها عند غياب زوجها
منقووول من جريدة الوطن
نسال الله ان يرده الى اهله سالما ومعافا