عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 15-Aug-2006, 11:35 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
نبض المشاعر
مراقب سابق
إحصائية العضو







نبض المشاعر غير متواجد حالياً

افتراضي مبروك انتصر حزب الله

مبروك انتصر حزب الله





هاقد اتضحت الأمور شيئاً فشيئاً وبدأت تتكشف زوايا معتمة من المشهد كانت بعيدة عن جبروت النور وقهره فبعد شهر من العدوان على لبنان وافقت إسرائيل على قرار مجلس الأمن القاضي بوقف إطلاق النار ليثبت للجميع أن الهمجية التي سادت السلوك الإسرائيلي في عدوانه والوحشية التي مارستها إسرائيل ضد كل شيء له علاقة بالإنسان كانتا فرسين أعرجين في رهان خطير على نصر لم يتحقق على مستوى الأرقام والحسابات المادية لساحات المعارك قد تبدو خسارة لبنان فادحة فهناك ما يزيد على ألف شهيد ومن الجرحى عدد يفوق ذلك بكثير وقرابة عشرين ألف منزل مهدم أصبح سكانها في عداد اللاجئين والمشردين داخل وخارج لبنان بالإضافة للخسارة في البنية التحتية للكهرباء والاتصالات وشبكة الطرق والجسور. لكن الأرقام كذلك لن تكون سعيدة بالنسبة للحكومة الإسرائيلية فما يزيد على مائة قتيل في صفوف أفراد الجيش الإسرائيلي والمدنيين و أكثر من ذلك العدد جرحى بالإضافة الى الخسارة المادية على مستوى المعدات العسكرية فهناك ما يزيد على مائة معدة عسكرية دمرت بالكامل من ضمنها دبابة الميركافة بطرازاتها الأربعة وبارجة وقوارب بحرية عسكرية , بالإضافة الى ما يقارب المليار دولار كانت تتكلفها إسرائيل لكل يوم من أيام الحرب أي ما يزيد على 30 مليار دولار تقريباً.
لكن هل هذا هو كل شيء بالنسبة لإسرائيل؟ أم أن ثمة تكاليف أخرى على الصعيدين السياسي والاقتصادي وكذلك على الصعيدين الأمني والنفسي للرأي العام ستضطر إسرائيل إلى دفعها وبشكل عاجل؟ الذي تؤكده لنا التجارب الإسرائيلية التي خاضتها في مواجهة المقاومة اللبنانية والفلسطينية أن ما ستتحمله من ثمن في العادة يكون باهظاً على كافة الصعد فاقتصادياً تمر إسرائيل بأسوأ فترات أدائها الاقتصادي خصوصاً بعدما أثبت حزب الله أن ذراعه الصاروخية قادرة على إصابة أكثر المناطق الصناعية والاستثمارية في إسرائيل أمناً ونظراً للطبيعة الجبانة لرأس المال فهو حتماً سيفر إلى المناطق الأكثر أمناً في العالم إذا لم نستثن انهيار قطاع السياحة خصوصاً السياحة الدينية التي يضخ من خلالها آلاف الحجاج الغربيين ملايين الدولارات في الاقتصاد الإسرائيلي.
ولم تنجح السياسات المتطرفة للحكومات الإسرائيلية إطلاقا في توفير الأمن لشعب إسرائيل الذي أصبحت صفارات الإنذار وحالة الطوارئ هي الأصل في يومه ولا أدل على ذلك من الهجرة العكسية التي يمارسها الإسرائيليون هرباً منها إلى دول العالم الأخرى والسعي الحثيث للحصول على جنسيات تلك الدول والاستيطان فيها. بل لقد ساهمت تلك السياسات المتطرفة في تحطيم أسطورة الجيش الإسرائيلي وسحق ثقة الشعب في جيشه الذي كان يظنه لا يقهر بالفعل وساهمت كذلك في هز الروح القتالية لدى الجندي الإسرائيلي وزيادة شعوره بالخوف رغم مستويات التجهيز والتسليح العالية مقارنة بأفراد المقاومة اللبنانية أو الفلسطينية على حد سواء. وأنا أقتطف لكم جزءاً من رسالة لأحد الجنود الإسرائيليين نشره مترجما الدكتور عبد الوهاب المسيري في كتابه (من الانتفاضة إلى حرب التحرير الفلسطينية) لتروا بأنفسكم مستوى الهلع والخوف الذين يشعر بها الجندي الإسرائيلي في مواجهة المقاومين فيقول: (أخاف من الموت بلا سبب كالأبله على الرمال النتنة المسماة قطاع غزة، لا أعرف أن أطير عندما يطلقون علي النار، عدت من الانتفاضة الأولى ومن حرب لبنان ومن الانتفاضة الثانية، عدت بحالة جيدة بمحض المصادفة، لا أؤمن بالمصادفات وبالحظوظ ولا أعتقد أن لكل طلقة عنواناً لكن أنا أيضاً ليس لي عنوان، إذا مت فسأموت كالأبله، أبله لم ينتبه له أحد ... أشعر بأن أولئك الجالسين في أبراجهم العاجية لا يتابعون إطلاقاً ما يحدث لي ولكتيبتي، وربما لنا جميعاً). هذه الرسالة كانت في الانتفاضة الأخيرة فكيف شعوره أثناء هذه الحرب؟ إلى أن يبدأ الإعلام الإسرائيلي نشر نتائجها النفسية والاقتصادية والسياسية فلن نتوقع أنها كانت أحسن حالاً.
وعلى المستوى السياسي فإن إسرائيل لم تستفد شيئاً ولم تحقق أي هدف فحزب الله باق وبقوة أكبر وبوجود أكثر ثقلاً والجنود الإسرائيليون لم يحرروا وهي مضطرة إلى التفاوض ومبادلتهم بأسرى عرب وداخلياً فستعصف هذه الحرب بالحكومة الحالية لا محالة حيث وفرت الخسائر الإسرائيلية والاستنكار الدولي للوحشية الإسرائيلية أرضية صلبة تنطلق منها أصوات المعارضة بشكل أقوى من ذي قبل.
أما حزب الله فقد أثبت مجدداً - وكما كنا نتوقع - أن المقاومة هي السلاح الأقوى في وجه إسرائيل وفي وجه أي مشروع هيمنة استعماريو والذين راهنوا على ضعف المقاومة ورأوا في الحرب فرصة للقضاء عليها فهم بلا شك في موقف لا يحسدون عليه وهم يرونها بأم أعينهم تنتصر نصراً مزدوجاً ليس في جنوب لبنان فقط بل وفي غزة بعد أن وافقت إسرائيل أيضاً هناك على مبدأ تبادل الأسرى.. فلمن ترسل التعازي..


هنــا كانــ مروريـــ

معــ كلــ الودــ















التوقيع
دنيــــا ومــن يـــــدري كلــــ شــــئ يصـــير فيهــــا
رد مع اقتباس