[أبو مرحبا]

بسم الله الرحمن الرحيم

يتضح جلياً للقارئ مدى تعلق الكاتبة بشعر "نزار قباني"، وقد أسمته شاعر المرأة ففي الحب لا قبله ولا بعده "هذا رأيها نبرأ لله مما كتبته إذا كان في الحب لا قبله ولا بعده فأين مساحة الحب الباقية لله سبحانه وتعالى وأين هي من حديث النبي صلى الله عليه وسلم : (( والذى نفسى بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده )) ..

لكن هل صحيح أن نزار القباني
أنصف المرأة أم قطعها أنصافاً بسكين شعره البذيء , وجعلها عارية يتغزل بها متى شاء يشتمها متى شاء يستعبدها يقيدها .... وهل أنصف المرأة التي من المفترض أن تكون الأم والزوجة والأخت والتي كثيراً ما قرأنا في شعر نزار بأنها مجرد حبيبة يستبدلها بحبيبة أخرى متى ما مل منها .

وهو القائل :
لم تبق زاوية بجسم جميلة" ...." إلا وقد مرت بها عرباتي لم يبق "...." أبيضُ أو أحمر".... " إلا وقد زرعت به راياتي فصلت من جسد النساء عباءة"...." وبنيت أهراماً من.... أعذروني لم أستطع كتابة بعض الكلمات واستبدلتها بنقط ليعرف القارئ أنها كلمات بذيئة تشوه معالم الأدب الرفيع .

هل هذا من أنصف المرأة , إذاً أين هو ممن أنصفها حقيقة ,, ممن جعلها الحبيبة الحنونة الصادقة الصدوقة القائدة المجاهدة ,, أين هو ذلك المنصف الحقيقي , الذي لم يجعلها مجرد جسد يمحوه بممحاة الشعر ويرسمه من جديد ,, فيجعل هذا الجسد ممدداً على أوراق التشريح فيشرح أجزاءه جزأً جزأً ,, فيمدح هذا الجزء تارة ويلعن ذاك الجزء تارةً أخرى . أين هو من الدين الذي كرمها ومن الرجل الذي أنصفها ,, محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم الذي يقول : ((خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي (( استوصوا بالنساء خيرا فإنهن خلقن من ضلع أعوج وأعوج مافي الضلع أعلاه إن ذهبت تصلحه كسرته وإن استمتعت به استمتعت به , وبه عوج فاتقوا الله وأحسنوا في النساء )) .

لم نقرأ للكاتبة أي كلام عن هذا الرجل الذي جعل للمرأة مكانة , كرمها وأحترمها وصانها ولم يجعلها مجرد "دمية في أيدي العابثين " إنما جسد وروح مُكرمةٌ مطهرة .

هذه القصيدة بالذات التي أوردتها
في بداية روايتها تختصر على القارئ البحث عن المغزى والمعنى من هذه الرواية , عن الهدف أو بالأصح التشهير البذيء الذي تعرضت له كل فتاة تنتمي لهذا الوطن وتعريض شباب الوطن لمادة سهلة للاستهزاء على شاشات الفضائيات العربية , فكأن المجتمع السعودي كله أربع فتيات مضطربات نفسياً ، وكأن شبابنا ليس إلا شباب يتربع على مقاهي شيكاغو وباريس بصحبة العاهرات .

لكل من يكره المجون , أسطر هذه العبارات ليعرف أن دفة الحياة تسير باتجاه الأفق الأوسع , وأن هذه الحياة ليست كلها طلبات دنيوية , أو حريات شخصية أو مجتمعات كانت بالأمس مضرب المثل في الدين والأخلاق , واليوم أصبحت مجتمعات متخلفة معقدة لا تساير الركب .

بل أن الله سبحانه وتعالى وضع لكل شيء قانونه في الحياة , وكرم بني آدم وميزهم بالعقول , وإلا فما الفرق بين المجتمع البشري , وعالم الحيوان , إن لم يكن هناك قانون يحكم الغرائز , وينظم المجتمع , ويقضي على الشرور , وإلا سنصبح مجتمع ينهش بعضه بعضاً بسبب كثرة الرذائل وقلة الوعي , وهروب الأدب والأخلاق .

التوقيع

إن قلَّـت الوزنـه وربعـي مشافيـح ** أخلـي الوزنـه لربعـي واشـومـي