[نبض المشاعر]

	وسط زخم الشعارات تضيع الحقائق، وتختلط الرؤى الهادفة بالأحلام والأوهام، هذا باختصار تلخيص المشهد العربي الراهن، الذي يكسو الساحة السياسية حالياً، مع تشرذم واضح وعدم اتفاق على أبجديات المواجهة تجاه القضايا والأحداث المسيطرة على المشهد العام، ابتداء من القضية الرئيسية فلسطين، والتي توارت خلف الكواليس بفعل ما جرى في العراق أو ما يجري في لبنان. المملكة كانت شجاعة لأقصى درجة، وهي تحدد خطورة المرض المزمن ووصفة الدواء، ولن نبالغ إذا قلنا إن الصوت السعودي الذي "شخص" المشكلة جذب أصوات العقل والحكمة في العالم العربي، واستطاع أن يفرض عقلانيته لتطغى على تجاوزات الآخرين أو تهورهم أو وهمهم بأن بإمكانهم جر العرب جميعاً لمغامرة غير محسوبة، لن تخدم هذا الطرف أولاً ولن تخدم العرب ثانياً والأخطر أنها تصب فقط في أجندة أخرى تماماً وللأسف غير عربية على الإطلاق. شجاعة المملكة لم تقف عند البيان السعودي، ولم تقف عند الموقف السعودي في مؤتمر وزراء الخارجية العرب، بل تخطته عملياً باستجابتها الفورية لما يعانيه لبنان، شعباً وحكومة جراء العدوان الوحشي الذي قطع أوصال هذا البلد الشقيق، وتقديم خادم الحرمين الشريفين لمبلغ 50 مليون دولار كإغاثة عاجلة، ليكون الدعم السعودي هو الأول عربياً، كما كان البيان السعودي هو الأول والأقوى عربياً أيضاً. الآخرون يثرثرون، ولا يهمهم ما يحدث على الأرض للمواطن البسيط، وللدولة التي أعلنت "منكوبة" وللمرافق التي دمرت وكأنها لم تكن، الآخرون يثرثرون ويعيشون في أوهام غير واقعية بالمرة، يتحدثون عن النضال ولا يطلقون رصاصاتهم إلا عبر الميكروفونات، ويتحدثون عن الجهاد، وهم يحتمون في أفخم الفنادق والقصور، تاركين للمغرر بهم التضحية بأنفسهم وأبنائهم في أعمال غير منطقية، يهيجون الجماهير بكلماتهم وشعاراتهم ويحاربون عبر الفضائيات والمحطات، ويعجزون عن التقدم خطوة واحدة للأمام بشرف، فلا هم عاشوا من أجل مبدأ ولا هم ماتوا دفاعاً عنه. المملكة قدمت النموذج نصحاً ودعماً، ولن تلتفت لمزايدات الآخرين الذين ما زالوا حتى اللحظة يتفرجون، فهذا هو دورهم الوحيد الذي لا يجيدون غيره! هنا كانـــــ مروريــــ معــ كلــ الودــ

التوقيع

دنيــــا ومــن يـــــدري كلــــ شــــئ يصـــير فيهــــا