عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 16-Jul-2006, 07:35 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ابو ضيف الله
مشرف عـام

الصورة الرمزية ابو ضيف الله

إحصائية العضو






ابو ضيف الله غير متواجد حالياً

افتراضي المقاومة العراقية ملهمة المقهورين في العالم

المختصر/محسن خليل

دورية العراق / في بلد مثل النرويج حيث لاتملك سوى نواة جيش وحيث يمكن احتلالها برسالة بالفاكس تطالب بالاستسلام، لماذا كتب اكاديمي عسكري فيها يطلب من بلاده انشاء جيش سري شعبي يستلهم من خبرات المقاومة العراقية التي "تمكنت من تحطّيم معنويات القوى الأمريكيّة الجبّارة " .. عندما كان الأمريكان يعدّون لحرب أحتلال العراق كان العراق يعدّ للمقاومة

ورغم أننا لا نعرف الكثير من التفاصيل عنها ، لكننا نعرف أن تحالفا واسعا من القوى العالمية والاقليمية والمحلية يتجحفل ضدها ويزج كل ما يتيسر لديه من إمكانات وقدرات لضربها وتصفيتها من أمريكان وبريطانيين وأيطاليين وشركات ثم أولئك الذين يدعمون الأحتلال من جيوب العملاء العراقيين من مختلف الطوائف والاعراق ويفرض عليها حصارا من كلّ دول الجوار والدول العربية. مما يسمح بالقول أنّ مقاومة فيتنام لاحتلال امريكا لم تعد أسطورة ، بل الأسطورة التي فاقت العلم العسكري وغيّرت تصورات العسكر هي المقاومة العراقية.

ميزانيّة النرويج تخصّص مبلغ صغير يموّل بناء جيش رمزيّ، لا للدفاع عن الوطن بل للمشاركات الرمزيّة. أمّا جيش حماية الوطن ويطلق عليه (الجيش السرّي الداخلي) فهذا بقي أيضاً رمزيا. فهو نواة لجيش وليس جيشاً قادراًُ على المقاومة أنطلاقاً من العقيدة العسكرية للنرويج التي تقول أنّ روسيا أو أمريكا أذا أحتلّت النرويج فمن الأنتحار مجابهة الأحتلال بمقاومة شعبيّة. وأنّ أحتلال هذه الدول العظمى للنرويج لا يتم بجيش بل برساله بالفاكس تطلب من النرويج الأستسلام. ومن الحكمة أن لا تخوض النرويج أي معركة ضدّ أيّ أحتلال.

وللتوضيح ...فى عام 2004 أي عندما لم يكن العالم يعرف على وجه الدقّة تأثير تهاوي معنويات الجنود الأمريكان في العراق، كتب (هوكون راندال) رئيس نقابة الدفاع النرويجي وهو رئيس تحرير مجلة فصليّة بعنوان (دفاع النرويج) باللغة النرويجيّة يقول "أنّ النرويج لم تكن تولي أيّ أهمّية في مسألة الدفاع عن البلد تجاه أحتلال محتمل. فقد كان الموقف دائماً أننا في حالة الأحتلال علينا أن نستسلم لأننا غير قادرون على فعل شيء. ولذلك أهمل بناء الجيش السّريّ الشعبي في النرويج. ويضيف راندال قائلا : أمّا الان فقد ظهرت تجربة جديدة يجدر أن نتعلم منها. تجربة تصيب عقيدة الاستسلام للمحتل بالفشل. ذلك لأننا اليوم نشهد أنّ صواريخ بدائيّة تطلقها عربات تجرّها الحمير تمكنت من تحطّيم معنويات القوى الأمريكيّة الجبّارة في العراق. فالمقاومة المحلّية لها تأثير فاعل "....

هذا ما قاله أحد العقول الأكاديميّة العسكرية في النرويج قبل عامين أي عام 2004. ولذلك طالب الحكومة النرويجيّة بزيادة ميزانيّة دعم الجيش السرّي أعتماداً على تجربة المقاومه العراقيّة...المقال ترجم الى الأنكليزيّة ونشر. وفي الترجمة الانكليزية حذفت من المقال الاشارة الى المقاومة العراقية والدروس التي تقدمها للعالم ،لأنّ النسخة الأنكليزيّة يقرؤها الأمريكان وسوف لا يرضون على جملة تفضح حقيقة أنّ المقاومة العراقيّة فاعلة يتعلّم منها، لا الأصدقاء فقط، بل الأعداء.

أعتمد الامريكان أستراتيجية الصدمة والترويع ضد الجيش والشعب في العراق خلال الغزو وفي مرحلة الاحتلال ...أرعاب الأمريكان للشعب العراقي أنتج المزيد من الوعي للمواجهة والمقاومة...أمّا الرعب المقاوم الذي صنعته المقاومة ضد المحتل وشركاته وعملائه فقد شل مشروع الاحتلال وبث الرعب في صفوف جنوده وجعل الالاف منهم يهربون من العراق وبعضهم أستعان بالمقاومة لتهريبه الى خارج العراق ، فيما أحجمت قطاعات واسعة من الشباب الامريكي عن التطوع في جيش بلادهم. وهي حالة سببت كثيرا من الحرج للبنتاغون والادارة الامريكية ..في الوقت نفسه تحولت المقاومة الى رادع لكل من يستغل ظروف العراق ليجمع المال على حساب فقر شعبه ومعاناته . ونجحت ضرباتها في جعلت الكثير من الشركات الداعمة للأحتلال والخادمة لهُ تجمع أغراضها وترحل.

المقاومة لم تضرب تجار الحروب ومستغلي دماء الشعوب في أوطانهم، بل ضربت أولئك الذين أرادوا أستغلال مأساة العراقين تحت الاحتلال لجني ارباح الحرب القدرية وخداع الشعب العراقي ودعم قاتلي أبنائه ومحتلّي وطنه من أمريكان وعجم وصهاينة وموساد ومن يتعاون منّ العراقيين معهم.

الاحتفال الامريكي بمقتل الزرقاوي ، يخفي من الرعب أكثر مما يفصح عنه من الابتهاج الحقيقي،والتضخيم الامريكي للنتائج التي قالو ا أنها ستترتب على مقتل الزرقاوي ستنعكس عاجلا بطريقة سلبية على الامريكان وحكومتهم العميلة ، فقد ربطوا بين الزرقاوي وبين المقاومة وزعموا أن مقتله فتح الباب لهم لتصفية ( الارهاب) في العراق ،واردفوا هذا الاحتفال المفتعل بزيارة بوش المرعوبة الخائفة للعراق وبتطبيق خطة امن بغداد .. ماذا ستقول الحكومة العميلة وادارة بوش بعد أن وجدوا ان عمليات المقاومة تصاعدت منذ مقتل الزرقاوي ؟ وماذا سيقولون وهم يرون ان خطة أمن بغداد قد تحولت الى مصيدة للقوات العميلة وقوات الاحتلال ؟ثم أن القاعدة نفسها لن تتوقف بل ستزيد من عملياتها ، الاهم في هذا الصدد أنّ النسبة الأكبر من المقاومة هي للجيش العراقي والتنظيمات المرتبطة به ،أمّا الزرقاوي فأنه الحركة الأقل ضعفاً وهامشية في العراق.

ومعظم تنظيمات المقاومة لا تعترف به كأحد فصائلها. لكن من طبيعة الذهنية الأمريكية هي أنها تركز على أضعف نقاط عدوها وتضخمه وتجعل منه بعبع وحين تضربه تجعل العالم يشعر بنصرها. كما أنّ النزوع الطائفي في خط الزرقاوي منبوذ من كلّ العراقيين وهذا ما جعله (العدو الضروري المطلوب) للأمريكان لأنه يتساوق مع التوجه الطائفي لمن جاء على الدبابة الأمريكية ويتخفى في المنطقة الخضراء.

بعد فشل المحتل وحكوماته العميلة من تحقيق نصر عسكري على المقاومة في ارض العراق وتيقنه باستحالة تحقيق مثل هذا النصر، شرع بتنفيذ صفحة جديدة من المخادعة للاجهاز على المقاومة والفصائل الجهادية... فقد أوكل العدو الى بعض عملائه غير المكشوفين من المحسوبين ظاهرياً على المجاهدين او ممن ارتدوا لبوس المقاومة زوراً، ومن بعض الشخصيات التي لاتنكر وطنيتها وحبها للعراق ولكنها سطحيه في رؤيتها للامور، الى طرح مشاريع ومبادرات امريكية، ظاهرها خادع براق يدغدغ العواطف ويمني بعض النفوس بالاماني تحت ذريعة تحرير العراق من النفوذ الصفوي الفارسي بـ (التعاون مع امريكا) ،

وأعطاء امريكا الامتيازات التي تريدها وحماية مشروعها في العراق والمنطقة مقابل إنهاء الوجود الفارسي الصفوي. وكأن المعركة هي لأنهاء الوجود الفارسي، وكأن امريكا لاعلاقة لها بهذا الوجود، وكأنها لم تقم بتزوير الانتخابات وفرض الدستور ولم تعين الجعفري وصولاغ والمالكي ولم تطلق ايدي الاجهزة الصولاغية في العراقيين قتلاً وذبحاً وتنكيلاً...أنها لعبة امريكية قذرة تحيك خيوطها المخابرات الامريكية والمندوب السامي الامريكي زالماي خليل زاد وتنفذها مخابرات عربية وخليجية بحجة دعم المقاومة في العراق او تحت ذريعة إنهاء الوجود الفارسي الصفوي .

ان امريكا هي رأس الكفر وان هذا الرأس يترنح وعلى وشك السقوط ،وان الوجود الفارسي الصفوي مرتبط بشكل مباشر بالوجود الامريكي وان من قطّع أوصال الطاغوت الامريكي قادر بعون الله على دحر الخنزير الفارسي وطرده من ارض العراق .

أن تصفية الاحتلال الايراني للعراق الشريك للأحتلال الامريكي ، لا تحققه مناورات ساذجة يصممها الامريكان أو وكلاؤهم من الحكام العرب ، بل يتم ذلك بالمقاومة والمقاومة وحدها ، وللأحتلالين في وقت واحد ، ويجب ان يكون واضحا أن مصير الاحتلال الايراني مرتبط بمصير الاحتلال الامريكي وطالما ان المقاومة قد أدمت الاحتلال الامريكي وجعلته يترنح ويفقد توازنه ، فانها اقدر على سحق الاحتلال الايراني ، ولذلك كل فصل بين الاحتلالين هو خديعة امريكية تنال من المقاومة وتسيء اليها وتسهل تصفيتها .وعلى أحرار العراق والعرب اعتماد معيار واحد في تصنيف الاحتلالين الامريكي والايراني والتعامل معهما بأسلوب واحد وهو المقاومة ثم المقاومة ، لا فرق بين هذا وذاك ، وعلى الذين تخدعهم أو خدعتهم الشعارات الايرانية التي تقول( الموت لأمريكا .. الموت لأسرائيل ) أن يفكوا لنا هذا الطلسم الذي يجمع أمريكا وأيران في خندق واحد ضد المقاومة العراقية، ويجعل كل الاطراف المرتبطة مع أيران تؤيد حكومة عميلة في بغداد دخلت العراق على دبابات المحتل لمجرد أن عناصرها موالية لأيران ؟

وكيف يرفعون لواء المقاومة في لبنان وفلسطين ويعارضونها في العراق ؟ أذا ارادت ايران ان تراوغ وتضلل وتخدع لتحقيق مصالحها القومية فهذا شانها ، ولكن ليس من حق من يزعم أنه عراقي أو عربي أن يضع نفسه أداة بيد ايران لتحقيق مصالحها القومية على حساب وحدة العراق واستقلاله ووحدة شعبه .أن الذين ينتصرون لأيران ضد التهديدات الامريكية ،عليهم قبل ان يفعلوا ذلك أن يطالبوا ايران بوقف دعمها للأحتلال الامريكي في العراق ،وسحب قوات الحرس الثوري والمخابرات الايرانية من العراق وان تطلب من الاحزاب والشخصيات الموالية لها في العراق الانسحاب من العملية السياسية التي يقودها المحتل والالتحاق بالمقاومة العراقية .. في هذه الحالة يمكن الحديث عن موقف أيراني جدير بالدعم والتضامن ، وبخلافه ، ليس هناك مايبرر الاصطفاف مع ايران سوى الشعوبية أو الارتزاق ..

ان نهضة الامة وتحقيق مشروعها الحضاري مرهون بسواعد المقاومة والمناهضين للأحتلال وبجدهم وجهادهم بعد الاتكال على الله القدير ... وان البشرية المقهورة بالتحكم الرأسمالي الصهيوني ترنوا اليهم لخلاصها من الطاغوت الامريكي البريطاني الرأسمالي الجشع ومن الحليف الايراني ، فالى الجهاد ثم الجهاد .. المقاومة ثم المقاومة .. ومواصلة الطرق على رؤوس المعتدين المحتليين فأن روحهم المعنوية قد انهارت وارادتهم للقتال قد خارت وقدرتهم على المطاوله قد أستنفذت و جنودهم في اضعف حالاتهم النفسية واشدها انحطاطاً وتدهوراً وهذا هو بداية النهايه...















التوقيع
قال الشافعي رحمه الله: أركان الرجولة أربع: الديانة والأمانة والصيانة والرزانة.

قال الخليل ابن أحمد: التواني إضاعة, والحزم بضاعة, والإنصاف راحة, واللجاجة وقاحة.


اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي

اللهم أنصر من نصر الدين وأخذل من خذل الدين
رد مع اقتباس