عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 13-Jul-2006, 09:06 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
نبض المشاعر
مراقب سابق
إحصائية العضو







نبض المشاعر غير متواجد حالياً

Exclamation «®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»عندما نهزم«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»

\
/
\
/
\
/



«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»عندما نهزم«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»



(أكتب هذه الكلمات بعد انقضاء مونديال عام 2006 بعجره وبجره ، ذاك أن بعض البجر تجدر الإشارة إليه والوقوف عنده ، وإن كان هو في ملمحه السريع الآني ليس ذا دلالة كبيرة ، إلا إذا علمنا أن تلك الملامح ما هي إلا تمظهرات ضرب ثقافي غائر في ذهنيتنا المشوشة) ، إذ إن أحدهم وهو دكتور متخصص في علوم الشريعة الإسلامية قد كتب مقالاً يوم الأحد الفائت في صحيفة « الشرق الأوسط « يقول فيه ما نصه :
« لقد لفت انتباهي أداء المنتخب السعودي، وشكرت اللاعبين الذين بدوا بروح عالية ، خاصة أولئك الذين سجدوا لله شكراً عند تسجيل الهدف السعودي في المرمى التونسي، وكذلك أعجبت بما سمعت من مواظبتهم على الصلاة، هذا الأداء يجعلني أتساءل عن أسباب ضعفنا الكروي في العالم « هذا النص المجتزأ من جملة مقال مضحك جدا يثير تساؤلات عدة هي من حيث المضمون ذات قدم عميق ، بيد أن الجدة هنا هو ذلكم التحول المفاجئ من مستوى خطاب ستر العورة في اللباس الخاص بلعبة كرة القدم ، وقضية صرف الوقت فيما لا طائل من ورائه ليكون الصارف تحت طائلة المسؤولية يوم الحساب ، ومعضلة حليّة أخذ الراتب الاحترافي من عدمه ، كل تلك المسائل التي أنهكتنا دهرا طويلا يتم القفز عنها سريعاً وتتجاهل بطريقة فاضحة من الشخص ذاته الذي كان يخوض من قبل غمار حرب ضروس على مثل هذه الجزئيات وغيرها ، وإن التمسنا إحسان الظن وحمل الأمر على محمل التجدد العقلي والمواكبة العصرية فثمة أمران لا يمكننا التجافي عنهما البتة :
الأول : أن الشيخ الفاضل قد تعجب من مواظبة اللاعبين على الصلاة !! تعجب مرة واحدة ، ليوحي للقارئ ومنذ الوهلة الأولى أن خلفية ما مسبقة تنبئ عن مدى ظلامية رؤية الشيخ إزاء أولئك اللاعبين ولتعرفنهم في لحن القول ، فمع أن الكلمة قد تعد سبق لسان و لربما قلم إلا أنها معبرة جدا وتخالج معاني لطالما كانت تتردد على أسماعنا عبر منتجات الوعظ من هذر للأحكام والتوصيمات تطال جمعاً غفيراً من شرائح مجتمعنا ، ومازلـت أذكر جيدا - وأنا الذي ما زلت في العقد الثالث من عمري - كيف أن الجدل تفاقم في فترة سابقة حول أوبة الفنان محمد عبده من عدمها ، وكيف أن الألسنة قد تزاحمت مستهلكة مصطلح ( التوبة ) في تجل سافر لإلصاق مفهوم المعصية بالفن كما التصق أيضا بلعبة كرة القدم في قصة اعتزال الكابتن سالم مروان وخروج إبانها أشرطة مرئية وأخرى مسموعة تسخّر حادثته لصالح الترهيب الوعظي الفظيع ، ويا لسخرية الأقدار ، إذ لم يمهلنا الدهر طويلا حتى فاجأنا بالفنان محمد عبده يستضاف في برنامج « البينة « التابع لقناة اقرأ ، لكن المرة هذه يوصم بلقب هو لم يكن في حسبانه البتة ألا وهو مسمى الفنان (الملتزم) !! غريبة هي تناقضات أولئك الصحب ، ولا تكاد تنقضي عجائبهم ، في حقب زمنية ليست بالمتباعدة ، ليكتشفوا ولو بعد حين أن من كانت ترجى توبته يوما ما أصبح هو الممثل الأدنى للفن الملتزم ، والسؤال الذي يلحّ هنا ترى من أي شيء كانت ترجى توبته من قبل ؟ وعلى أي شريعة يتكىء أولئك عندما يحادّون قوماً باسم الدين ثم يوادّونهم أيضاً باسم الدين ؟ مع الأخذ بالاعتبار أن الفنان و لاعب الكرة لم يتغيرا البتة وإنما الذي تغير هو المتدين فقط ؟! أترك الإجابة لكم ، فالحقيقة هنا ليست في عوز .
أما الأمر الثاني فهو سؤال ينم عن ضعف عارم بمفهوم السببية الكونية ، ذلكم السؤال المتردد كثيرا في حالتنا هذه وهو كيف أن اللاعبين يواظبون على الصلاة ويسجدون لله شكرا حالة تسجيل الهدف ثم يهزمون ؟ وعلاوة على ذلك يهزمهم من لا يسجد لله سجدة ؟ بالله عليكم لو أن أحدا ما قد قال إننا نهزم في كرة القدم لأننا لم نتمسك بكتاب الله وسنة رسوله ماذا عساكم كنتم ستقولون له ؟ حقيقة لست أدري لماذا إذا كان العقل المنطقي لا يقبل تعمية مثل هذه في أمر بسيط كهذا فما باله يقبلها في آخر حضاري أشد وطأة وله تأثيراته الوجودية والكونية ؟ عندما نسمع صبح مساء من يردد صارخا ضاجا أسماعنا يقول : « إن سبب تخاذل المسلمين هو عدم تمسكهم بكتابهم وسنة نبيهم « ألا يعترينا سؤال بدهي عن ماهية الإنسان وماهية قيمه التي تؤهله لأن يستمسك ؟ إننا لا نملك حال سماعنا الصارخ سوى أن نهمهم في توأدة وخشوع متعامين عن الفعل الحضاري الذي يجب علينا سلوكه وتفعيله ، وهكذا تغيب المعقولية والاتساق ما بين النظرية والتطبيق ، فإن كان التمسك بالموروث يعني بالدرجة الأولى المعاصرة فهو يظل عند البعض معناه النكوص والرجوع إلى ما وراء العصرنة من التخلف والرجعية ، وإلى هذه اللحظة ما زالت نداءات التحريم تزجرنا في كل حين تدعو إلى هجر كل ما هو من قبيل الفن والإبداع تحت مسوغات التفسير الأحادي للنص الديني ، إن وظيفة العقل بالدرجة الأولى هي في الكشف عن حقيقة الواقع ثم تنظير كيفية التعامل معه من خلال المعتقد والتجربة والوجدان والفكر وهذه هي الهدايات الأربع كما سماها من قبل الإمام محمد عبده ، ولست أروم التغلغل في تقعيد فكري هنا كلا ، إنما الذي أود الإلماح إليه أن الاعتبارات الوجدانية ليست هي المحرك الأساس في تفاعلات سنن هذا الكون ، بل التداولية المذكورة في القرآن خاضعة لمعايير منضبطة قائمة على طبائع العمران والإنسان المطلقين ، ولعل المثال الذي أضربه الآن يوضح هذه الصورة : فمثلا لو أن الفريق السعودي كان أعبد أهل الأرض فهذا لا يعني بالضرورة أنه أقواها بل ربما كان أضعفها ، لاسيما إذا اختصر مفهوم الطاعة على ما يراد ترويجه لها من قصرها على الوجدان دون الحراك حتى يُظن أن الفوز يكون سماوياً دون بذل آلته ، والأمر بنظيره في المستويات الكبرى ، وإن الله لينصر الدولة الكافرة العادلة على المسلمة الظالمة ، فأقرب الناس بإطلاقهم للعدل أقربهم لتملك زمام الوجود الدنيوي والعكس بالعكس ، هذا على مستوى القيمة الواحدة قيمة العدل والحال منسحب على بقية أخواتها . هكذا ببساطة ندرك كيف ولماذا تخلفنا نحن وتقدم الآخرون ، وإن كان من أمر أختم به مقالي هذا فهو التفكّه على ما صرّح به شيخ قد وصم نفسه في خاتمة مقاله بـ « داعية إسلامي « من كونه قد شاهد مباراة المنتخب الفرنسي والمنتخب الألماني ( الشيخ قد خلط هنا ففرنسا لم تلعب ضد ألمانيا !! ) وحمد الله على الأداء الموفق للاعب المسلم زين الدين زيدان الذي سره كما يقول الشيخ كون زيدان مسلماً يعتز بانتمائه الإسلامي ويصرح بأنه متشبع بروح الإسلام وأن الدين الحنيف يمثل مرجعيته الروحية هو وأفراد عائلته ، وبغض النظر عن عدم صحة هذا التصريح إلا أني كنت أتساءل بيني وبين نفسي : يا ترى هل شاهد الشيخ مباراة المنتخب الفرنسي مع منتخب إيطاليا والتي أقيمت بعد كتابته مقاله ؟ أم أنه سيظل على موقفه الأول حتى بعد الفعل الشنيع الذي جرى من زيدان ؟ أم أنه سيتحرز في المرة المقبلة من إقحام رؤاه الدينية في جزئيات هو لا يكاد يلاحقها فضلا عن أن يكتب عنها كسائر كثير من الأمور الحياتية ؟ أتمنى أن تكون الأخيرة هي جوابه ، ولا يهمني بعدها إن كان حبه لزيدان من أجل مهارته في اللعب أم لكونه مسلماً فقط ، ثم لا تسألني بعدها أيها القارئ العزيز لماذا نسجد لله ونُهزم !.






هنا كانـــ مروريـــــ

معــ كلـــ الودــــ















التوقيع
دنيــــا ومــن يـــــدري كلــــ شــــئ يصـــير فيهــــا
رد مع اقتباس