|
وحتى نكون قد أعطينا السؤال حقه من الإجابة , ولكي نقطع الشك باليقين , فيما ورد أعلاه نعود لنقول أن الشاعر بندر بن سرور لا يقول الشعر الغزلي إلا في مناسبات تكون أكثرها بحظ الصدفة عندها يتهيض الشاعر وهي عادة الشعراء في كل حيّن وعلى كل غرّه , ولنتأمل قصيدة وهو مايزال في الجيش الكويتي آنذاك , لنرى مدى الصدفة المحضة وكيف تلعب الدور في حياة الشاعر ,
يقول بندر :
يا بجاد لو صادفت وِرعٍ صدفناه = على طلوع صفوف ثاني إعدادي
ابو جديل يوم تدلج زواياه = سبّاح غبّات مع الموج غادي
يمكن يصبّون الذهب من شفاياه = والا بخده يزرعون الزبادي
ومن الخطأ مانُشر حول هذه الأبيات وأن الشاعر قالها وهو لايزال في الثاني إعدادي حيث أنه لم يدخل دولة الكويت إلا مجنداً في الجيش السعودي قبل إلتحاقه في الجيش الكويتي وترقيته لرتبة عريف كما سبق شرحه , أما بتعليمه هو تعلم في محافظة الخرج على وجهه التحديد .
لعل أشهر الجُمل اللتي تكررت بشكلٍ واضح في قصائد بندر بن سرور رحمه الله
جملة ( ماني وأنا بندر ) , لتحتل عنوان ديوانه المقروء ( بندريات ) , فهي تكررت في
7 قصائد وهي :
ماني وانا بندر براعٍ ولد راع = انا الحصان اللي طوالٍ حباله
إبن سلايل خير من شالت القاع = المصطفى الهادي وديع الرسالة
ماني وانا بندر ببيّاع دمه = يقطعك يا بياع دمه و مهفيه
اللي يبيّع لابسات الأزمه = ثورن يبي بيض العماهيج تغنيه
ماني وانا بندر بهيسن ولد هيس = هيسٍ يدنع عند حرمة قصيره
ليا بغيت اجلس ترى لي مجاليس = وليا بغيت انهج دروبي عسيرة
ماني وانا بندر بهيتٍ ولد هيت = هيت مقابل خمّةٍ يكرهونه
من كثر ما جرّبت وأقبلت و أقفيت = قولة هلا من لا يودّك مهونة
ماني وانا بندر على درب الأنجاس = اللي قريبٍ تفلها من لحاها
أنا بدرب الصيرمي عدم الأجناس = زيزوم روق ليا تنصّت عداها
ماني وانا بندر بنصّاي جابان = شيوخ الجموس مناقرين الحليلة
ليا صار لي لازم نصيت ابو فيحان = شيخ الشيوخ مكمّلين الجميلة
صوتي وانا بندر طويل ليا بان = إن ما خشيت الرب ويش اختشي له
ما ينرمي قولن على غير نيشان = و من لا يثبّت حجته ويش هي له
وجملة ياصخيّف الذرعان وليست كما يٌشاع ( سهيف الذرعان ) ؛ فعند البادية حتى يومنا الحاظر تسمى الأشياء النحيلة ( صخيّف ) بتشديد الياء وكسرها , مثل رهيّف , والذرّعان جمع ذراع عند أهل الباديّه فهذه الجملة أشتهرت أيظاً بعد جملة ماني وانا بندر في 6 قصائد وهي على النحو التالي :
ياصخيّف الذرعان انا منك مخطور = مثلي و مثل اللي غدى له بديرة
فرتن مخيف و حدّه الحمل و الجور = زاع أسود الما لين ولع انبيره
ياصخيّف الذرعان زين الدلالي = قلبي تغير ما سمعتي صريره
صرير فرخٍ حده اقطم كحالي = طقه مقافي ريش و اخلف مطيره
ياصخيّف الذرعان ويلك من العار = حتى أيش لو لعنت ماني بملعون
يستاهل اللعنات ثارٍ ولد ثار = اللي ليا جا باخر الوقت ممهون
ياصخيّف الذرعان مافي وسواس = لي حاجة بالعرش و أسعى وراها
اسجد لقادرها على غفلة الناس = أساله الجنة و نكمل عطاها
ياصخيّف الذرعان مانيب مرجوج = رجتني الايام غدرٍ و حيلة
يا بنت لولا الذي على تاسع الفوج = لاترك نجد و عزوة بالقبيلة
ياصخيّف الذرعان لو قلت لا باس = مانيب من يجري الخبيث بوريده
كم فرجةٍ من خوفها الراي ينحاس = على عيال البوم عسرٍ مديده
فهذه من أشهر مطلع قصائد بندر بن سرور , ( ماني وانا بندر ) و ( ياصخيّف الذرعان) , لتأتي في المرتبة الثالثة وبلا منازع ( قم يانديبي ) وهي خاصة في المركوب ( السياره ) , والمرتبة الرابعة ( يالله ) .. ولو تأملنا قليلاً نجد بدايات قصائدة التفاخر بنفسه حيث احتلت , ماني وانا بندر المرتبة الأولى , وبعدها الغزل في ياصخيف الذرعان ومن ثم السيارة وبعدها التوجد , هذه هي حياة الشاعر البدوي حتى في مطلع قصائده نجدها قد أنحصرت حول بيئته ولم يذهب بعيداً , عنها , حتى في شعره الغزلي فهو لم يذهب ولم يتطرق للبعيد , فقط لمعارفهِ وإن تغزل بهن إلا أن
غزله عفيفاً بقصد الردع أو المدح أو الثناء أو الإشادة كما أشاد لعيده في طريقة تحضير القهوه , فهو لم يذهب بعيداً كما يرائي به الناس .
مايقول بندر :
يا بنت ياللي عينها عين شيهان = حرّ قطامي فعوله عطيبه
والقرن ذيل اللي تشعشع للاكوان = بنت الاصيل اللي طويلٍ سبيبه
و الردف يطوي الثوب و العود ريّان = و الخد بارق مزنةٍ مستجيبة
أسايلك بالله خلاق الانسان = الله عليك انتي من أيّا عتيبة
لاحظ معي البيت الثاني الشطر الثاني ( بنت الأصيل اللي طويلٍ سبيبه ) إشارة لمدح أبوها لمعرفتهِ بهِ إلا أنه خانه العُرف بالفخذ , وإلا البنت هي عتيبيه , ومناسبة القصيدة الأصلية أن الشاعر ذهب إلى موطنه الأصلي هجرة القراره ورئيسها كما أسلفنا الشيخ سلطان ابو سنون الحبردي لزيارة أحد أقاربه وبعد أن ( سيّر عليهم ) , أراد أن يعود إلى بيتهِ فتعطلت السياره مابين هجرة القرارة وهجرة تسمى الشبيكيه , وكما هو معلوم تغير البنيان وتغير أحوال الناس , هناك من أرتحل وهنا من سكن لتو , وهذه هي حال الدنيا , فلما تعطلت السيارة أتت فتاة ترعى الغنم قريبة من بندر وأشارت عليه أن يذهب لأبوها , فذهب بندر إلى ابو الفتاة ورحب بهِ وأكرمه وخرج لصيانة السيارة ومد يد العون له , وبندر لم يعلم من يكون هذا الرجل ومن هذه الفتاة غير انهم ينتسبون إلى قبيلة عتيبه فقط , وبعد مرور الأيام تكررت زيارة بندر إلى هذا الرجل وتوطدت العلاقة بينهم , يقول بندر في هذا الخصوص:
سرى البارق اللي روس مزنه تنصت غال = على هجرة بن سنـون وأدنـى الشبيكيـة
على شان خلـي جعـل يسقيهـم الوبـال = وإليـا عـودت مالـي ومـال الحبرديـة
يتبع |
|