عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 19-Jun-2006, 01:50 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
النافذ
عضو مهم

الصورة الرمزية النافذ

إحصائية العضو






النافذ غير متواجد حالياً

افتراضي


جزاك الله خير يابوضيف الله


بقلم:مها كريم
يقول الله في كتابه العزيز { المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير املا}( الكهف-46)
الكل منا رجالا ونساءً كبارا وصغار يتعامل بالزينة ان كانت على صعيد اللباس ، او استعمال وسائل زينة في البيت وخارجه وحتى في وسيلة النقل، لتكون الزينة سببا في تجميل الأجواء التي نحيا بها، والله أمرنا وتحديدا أمر الرجال بالزينة، عند كل مسجد ولكن أن يجعل الله المال زينة الحياة الدنيا فهو أمر نعرف كيف نتعامل معه ويشعره الجميع ويحس بمتعة وجود المال من خلال وسائل وطرق صرفه التي نقضي من خلالها احتياجاتنا اليومية المعيشية والترفيهية، ومن خلال ان نقرض الله عز وجل في ابواب الخير المتعددة.



ولكن الله عز وجل جعل مع زينة المال زينة الأبناء، جعلهم زينة الدنيا، فلم يجعل العمارات ولا القصور ولا الحدائق ولا الزهور هي الزينة الوحيدة التي هي نتاج زينة المال، بل الابناء هم زينة ، فكيف نزين الدنيا بهؤلاء الأبناء؟
من البديهي ان حرمان الواحد من المال وضيق الحال في الحياة أمر يجعل هذا المحروم ينظر الى الدنيا بمنظار قاتم، خال من البهجة والسرور ، واشد منه ان يحرم الانسان من زينة الاولاد والبنات، فتجد محروم المال يكد ويجتهد ويحيا في قلق دائم من أجل توفير اساسيات في الحياة اليومية وأبسط الأمور، وكذلك من يحرم من نعمة الولد نجده لا يكف عن طرق أبواب الأطباء وأهل الاختصاص،بعد طرق باب الله عز وجل من أجل ان يكحل عينيه بطفل يسعى بين يديه.
وحديثنا ليس فقط للمحرومين من هذه الزينة فقد يكون في حرمان الله لهم هذه النعمة، من ورائها الخير الكثير، ان هم صبروا وحمدوا الله تعالى، ولكن حديثنا اليوم مع اولئك الذين زين الله عيونهم بأبناء يتراكضون ويسرحون ويمرحون من حولهم، وحديثنا هو كيف تعاملتم مع هذه الزينة وهذه النعمة؟ هل شكرتم الواهب وسألتموه برهم؟ نعم، الحقيقة التي لا جدال فيها أنه بالشكر تدوم النعم وتدفع النقم. إن آداء واجب الشكر على المال يكون بكسبه من الحلال وصرفه بالحلال وشكر اللسان، ولكن هل سألنا أنفسنا كيف أشكر ربي على الأبناء زينة الدنيا؟لتدوم لي هذه النعمة وليحفظها ربي؟ وحتى لا تنقلب هذه النعمة الى نقمة، وبهذا يقول الله عز وجل { ان من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم}( التغابن-14) فخوفا من انقلاب النعمة نقمة، لا بد من وقفة مع آية اخرى لتكون نوراً لنا نسلطه على سبل تعاملنا السليم مع أولادنا فيقول الله عز وجل { يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا }( التحريم-6).
نعم، في نظرة سريعة لواقعنا الذي نحيا ولو أخذنا بعض الطلبة في معظم مدارسنا لوجدنا ان هناك من الطلاب من يسيء التعامل مع اساتذته وطلاب صفه، ولا يمر أسبوع دون استدعاء لوالد هذا الطالب فتجد ان الوالد يخجل من تصرف ولده بدل ان يكون ولده سببا للفخر والاعتزاز ، وبطبيعة الحال الوالدان هما الأساس في إعداد ولد صالح يفخران به ، او ولد يكون سببا للقلق الدائم.
وقد يعتقد البعض ان مشاكل الابناء امر عادي في المدارس وبعد انهاء المدرسة يمكن ان " يعقل" الولد، ولكن الأمر المقلق فعلا ان بيوتنا لا تخرج ابناء يزينون الدنيا-الا من رحم ربي- فقد ينتقل الولد من المدرسة الى الحياة الواسعة وهو يحمل طاقة أكبر من السلوك السلبي، ولست هنا بصدد علاج اجتماعي لواقع الأبناء فهذا الأمر له أهله من أصحاب الاختصاص.
ولكن كم أتمنى أن يكون كل أبناء المسلمين وبناتهم زينة لأهلهم ولنا ولكل الدنيا في هذا الظرف العصيب الذي نحياه من إيذاء لاسم الحبيب والتطاول على شخصه الكريم، وليس أفضل من رد على هذه الإساءة إلا أن يحمل الأبناء مشاعل الهداية المحمدية،ويكفيك أيها الأب ويا أيتها الأم ومنذ اللحظة الأولى لميلاد ابنك أن تبحث في سنة الحبيب المصطفى وماذا عمل احتفالا بالمولود، وتدريجيا تؤدبه على آداب الطعام ليأكل بيمينه ومما يليه، وبعدها أن تعمل بقوله صلى الله عليه وسلم :" أدبوا أولادكم على ثلاث خصال :حب نبيكم وحب آل بيته وتلاوة القرآن، فإن حملة القرآن في ظل عرش الله يوم لا ظل إلا ظله مع أنبيائه وأصفيائه".
فإذا أحب أولادكم النبي من خلال تعريفكم لهم على شخصه وسنته والآداب التي علمنا إياها فنعم الأبناء هم ونعم الزينة، وإذا حفظوا كتاب الله فستضيء الدنيا من حولهم نورا ببركة القرآن ، انظروا الى حفظة كتاب الله الذين يعتلون المنصة وفي ذكرى ميلاد الحبيب المصطفى فوالله الذي لا اله الا هو إني لأشعر وأنا أشهد هذه اللحظة أنني أنظر الى حراء والنبي صلى الله عليه وسلم يتلقى القرآن أو أنني بين يدي كتبة الوحي، أو أنني أمام جيل عايش زمان النبي صلى الله عليه وسلم من الصحابة الطاهرين الأنقياء ، نعم هذه الزينة التي نريد وهكذا تحلو الدنيا.
ثم أيها الأهل الكرام راقبوا نمو ابنائكم واذا اقتربت لحظة البلوغ فابحثوا واسألوا أهل الاختصاص لتتعرفوا على طبيعة هذه المرحلة التي يتحول فيها الأبناء وينطلقون من مرحلة الطفولة الى مرحلة النضج فيتعلم الأبناء سنن الفطرة وآداب التعامل مع الآخرين وحدود التعامل السليم خاصة ونحن في مجال اختلطت به الأمور.
ولنعمل منذ الصغر على جعل العلوم الشرعية في سلم أولوياتنا كآباء ومربين ومن ثم علوم الدنيا.
لا يوجد من يتمنى من الآباء الشر لأولاده والكل يتمنى الخير دائما ، ولكن حتى لو تم فقد الولد نتيجة الوفاة، وصبرت أيها الأب فقد بشرك الله ببيت اسمه بيت الحمد، ولو كان الأمر معكوسا وتوفاك الله وتركت ولدا صالحا في الحياة فبدعاء هذا الولد ينالك الخير ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم :" اذا مات ابن آدم انقطع عمله الا من ثلاث: علم ينتفع به أو صدقة جارية أو ولد صالح يدعو له".
ويا أيها الآباء :" بروا آباءكم تبركم أبناؤكم" فلا تعجب من عقوق ابنك وعصيانه لك ، فقد يكون عقابا لك من الله على معصية عصيت بها والديك ، وما أحوجنا آباء وأمهات ومربين ونحن نتعامل مع أبنائنا زينة الدنيا أن نرجع بضع سنوات الى الوراء ونجعل لحظة من الوقت نفكر فيها حين كنا صغارا ومراهقين كيف تعاملنا وكيف كانت مشاعرنا لنتمكن من فهم مشاعر أبنائنا وبناتنا -حفظهم الله لنا ولدينه- آمين.















رد مع اقتباس