ومن أي عتيبة
لقد عادت الثورة بزعامة فيصل الدويش أعنف مما كانت عليه سابقا ، فقد عاث الدويش وقبائل العجمان في الأرض فسادا، فقتلوا وسلبوا ولم يتورعوا عن أي عمل إجرامي، وانتشرت الثورة إلى القبائل عتيبة بزعامة مقعد الدهينة، فكادت تنقطع المواصلات بين الحجاز ونجد من جهة، وبين نجد والخليج العربي من جهة أخرى، فأخذ الملك عبد العزيز يدرس وجوه الحيلة ويختار الحل الأفضل، فأمد أمراءالاحساء، والقطيف، والقصيم، وحائل بالمال والسلاح والرجال،وعاد من الحجازمسرعاً ووصل الرياض وحشد جميع أهل نجد من الحاضرة والبادية، وأهل الهجر المخلصين له والناقمين على الدويش، وقد سير عبد العزيز جنوده مع كل الجهات لتأديب العصاة الخارجين عليه أينما وجدوا، وقد ظفر الأمير عبدالعزيز ابن مساعد بن جلوي أمير حائل بعبد العزيز بن فيصل الدويش ومعه ثمانمئةمن رجال مطير وقليل من العجمان فتصادم معهم في (أم رضمة)وقتلهم عن بكرة أبيهم ولم ينج منهم أحد،وفيهم عبدالعزيز الدويشبعد معركة شديدواستمرت بضع ساعات، وذللك في يوم 4 ربيع الثاني عام 1348 هـ .
وسير خالد بن محمد بن عبد الرحمن الفيصل ومعه سرية من الجند إلى عتيبة لتأديب مقعد الدهينة ومن تبعه من عتيبة ، وبنى عبد الله، وأمر عمر بن ربيعان رئيس قبائل عتيبة الروقة الموالين لابن سعود أن يسير لمساعدة خالد بن محمد.
وخرج محمد بن سحمى أحد رؤساء قطحان ومعه جند كثير من الحجاز لهذه الغاية.
وخرج خالد بن منضور بن لؤي ومعه جند كثير من أهل الخرمة، ورنية وماحولها لتأديب الخارجين عليها أيضا.
ولما رأى مقعد الدهينة ومن معه من العصاة من عتيبة، وبنى عبدالله من مطير أن الأخطار أحاطت بهم من جميع الجهات تشتتوا وتفلرق شملهم وفر مقعد الدهينة وقليل معه من العصاة، وذهبوا إلى مقلر الدويش وانضموااليه مع العجمان، ثم قام الدويش ومن معه من العجمان، ومطير وعتيبة بعدة هجمات على عرب (العوازم)بين الاحساء والكويت وكان نصيبهم الفشل في جميع هجماتهم، فقد قتل منهم العوازم عدداً غير قليل ودحرهم على أعقابهم خاسئين.
وبعد أن فشل الدويش في هجماته على (العوازم) رحل ونزل على الحدود الشمالية، وكان عبد العزيز قد زحف بتلك الجنود التي ذكرها سابقا، زحف في شهلر رجب سنة 1348هـ طالبا الدويش، وعندما وصل الصمان التقى بقسم من عرب مطير التابعين للدويش يرأسهم ابن عشوان فأغارت عليهم خيل ابن مسعود وسيارته، وأخذت جميع أموالهم من الابل والاثاث، وقتلت معضم رجالهم، ثم استمر الملك في زحفه، وبعد أسبوع واحد صادفت جيوش ابن سعود قسما من العجمان العصاة وعاى رأسهم ابن الأصقه فشنت الغارة عليهم بالخيل والسيارات فقتلتهموغنمت جميع أموالهم.
فاتصل هذا الخبر بالدويش فتحطمت آماله من جديد، وضاقت عليه الأرض بما رحبت، وأزعجه أيضا خبر وصول ابن سعود إلى أطراف الكويت فكتب ألى الملك عبد العزيز كتاباًمؤرخاًفي 28 رجب عام 1348 هـ يقول فب
الجزء لأول الطبعة الثانية