كانت أحدى الفتيات على نصيب كبير من الجمال ومن بيت شرف وكرم , أرادها أحد أعيان الحي بعدأن افتتن بها وحاول أن يحصل منها ولكنه اخفق ولم يزل يعاود محاولاته ويرمي شباكه عسى ولعل .
ولما علمت أنه لن يتركها أرادت أن تعطيه درساً خاصاً عسى أن يكون فيه زاجر ورادع فأرسلت مع إحدى النساء وصية له تخبره أنها بحاجة الى المال ولا ترغب من ماله الخاص وإنما من مال غيره وبحكم أنه رجل له مكانته طلبت منه أن يخبر جماعة المسجد ويقول لهم أن في هذا الحي من هو محتاج والصدقة فيه مخلوفة ويكرر ذلك الطلب ثلاث مرات في كل مرة يقول هذا القول وفي فترات متباعدة .
ولما وصلت المرأة المرسولة إليه وأخبرته الخبر وجد في هذا منفذ لعله يصل الى مايريد , فطلب من جماعة المسجد في المرة الأولى وبعد فترة كرر الطلب مرة أخرى وبعد فترة أعاد الطلب مرة ثالثة ولما تجمع لديه بعث لها بأن تحضر في المكان الفلاني وفي الوقت الذي حدده لها عند ذلك ذهبت إليه وأخذت معها بعض نساء الحي ولما رأها بهت واحتار فلما اقتربت منه قالت يا فلان ماالذي حملك على هذا , أتظن أن المال مهما كثر سوف ينزلني عن شرفي وعفتي , هذا المال الذي جمعته لا أريده ولكن قل لي بربك كيف وضعك حينما مددت يدك المرة الأولى تطلب المال وكيف حالك في المرة الثانية والثالثة فقال : في المرة الأولى أغمض عيني وفي المرة الثانية أسارقهم بالنظر مسارقه وفي المرة الثالثة لا مبالاة عندي .
فقالت : فإنني لو انزلقت معك في الرذيلة لأصبحت في كل مرة أزيد في التمرد والخروج من عفتي وشرفي حتى أنسلخ منها فأتركني بعفتي وخف الله في نفسك وفي محارمك ثم قالت هذه الأبيات :
حنا شرفنا ما نبيعه بالاطماع . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . الشيخ مثلك ما يخوع تخواع
ليا اندنس عرض الفتى والخبر شاع . . . . . . . . . . . . . . . .. . . سلم العرب بين الاجاويد ما ضاع
لوحدنا من بعض الأيام عازه . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . العز والطولة بدرب العزازة
ما ينتجبر مثل كسر القزازة . . . . . . . . . . . . . . . . . . .. . . . . . . . ومن ضيعه ربي يعجل نجازه
منقول
ابوثنتين