بسم الله الرحمن الرحيم
يا من بلغ من العمر الخمسين أو الستين أو التسعين ، ماذا تنتظر ؟ هل بقي من عمرك مثل مضى ؟ و ماذا عما مضى من عمرك ّ اما ذهبت لذته و بقي عليك تبعته ؟ و كأنه أذا جاء الموت و ميقاته ؟ قال ا الشعراء الله عز و جل { أفرأيت إن متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون}. تلا بعض السلف هذه الاية و بكى ، ثم قال إذا جاء الموت لم يغني عن المرء ما كان فيه من اللذة و النعيم.
و في صحيح البخاري عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : أعذر الله إلى من بلٌغه ستين سنة و في الترميذي أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين ، أقلهم من يجوز ذلك.
فيا أبناء العشرين ! كم مات من اقرانكم و تخلفتم ؟
و يا أبناء الثلاثين ! أصبتم بالشباب على القرب من العهد فما تأسفتم .
و يا أبناء الأربعين ! ذهب الصبا و أنتم على اللهو قد عكفتم.
و يا ابناء الخمسين ! تنصفتم المائة و ما أنصقتم.
و يا أبناء الستين ! انتم على معترك المنايا قد اشرفتم ، اتلهون و تلعبون ؟ لقد اسرفتم.
يا من يفرح بكثرة مرور السنين عليه إنما تفرح بتقص عمرك قال أبو الدرداء و الحسن : إنما أنت ايام كلما مضى منك يوم مضى بعضك
إنا لنفرح بالأيام نقطعها و كل يوم مضى يدني من الجل
فاعمل لنفسك قبل موت مجتهدا فإنما الريح و الخسران في العمل
قال وهب بن منبه .. قرات في التورات إن الله مناديا ينادي كل ليلة يا ابناء الربعين ! زرع قد دنا حصاده يا ابناء الخمسين ! هلموا إلى الحساب مذا قدمتم يا ابناء الستين لا عذر لكم يا ابناء االسبعين !عدو انفسكم من الموتى.
أعيني تبكيان على عمري تناثر عمري من يدي و لا أدري
إذا كنت قد تجاوزت ستين حجة و لم أتأهب للمعاد فما عذري.
^^^ معــ كلــ الودـ^^^
التوقيع |
دنيــــا ومــن يـــــدري كلــــ شــــئ يصـــير فيهــــا |