إن غلاء المهور ظاهرة غير محمودة وغير مقبولة شرعا، وهي توجد في بعض الجماعات التي تسود فيها العصبية أو المظاهر الدنيوية، ونسي هؤلاء الذين يتغالون في المهور أن الله- سبحانه وتعالى رغب في الزواج، وحث عليه ودفع الناس إلى الإقبال على الزواج دون النظر إلى المال أو الجاه، فقال- سبحانه وتعالى- {إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله} والرسول صلى الله عليه وسلم بين أن طريق اليسر والبركة في أيسر المهور، وأقلها وأجمعت الأدلة على أن الزواج الذي يتم بدون عناء أو أعباء هو زواج مبارك تسوده المحبة والوئام.
لقد ترك الشارع قيمة المهر للناس حسب طاقاتهم وأحوالهم، وعلى الذين يجرون وراء المغالاة بكافة أشكالها عليهم أن يرجعوا إلى صوابهم قبل أن يفوتوا الفرص على بناتهم وأخواتهم ويكونوا سببا في إيقاف مسيرة الزواج، ويخالفوا بذلك سنة نبيهم محمد عليه الصلاة والسلام الذي يمنع من الظلم والشقاق وعامل الدين هو عامل الأمان الذي يحفظ الأسرة ويؤمنها في حياتها ومستقبلها.
إن قضية غلاء المهور ينتج عنها:
1- عزوف الشباب عن الزواج، والبحث عن سبيل آخر لإشباع الغرائز الجنسية لديهم، وشعورهم بالقهر والإحباط من المجتمع.
2- زيادة عدد العوانس في المجتمع وما يصاحبها من تأثير اجتماعي سيئ على الأسرة، وشعور بالإحباط لدى الفتاة، والكره لوالديها اللذين حرماها من تكوين أسرة لها، وكذلك قد يؤدي ذلك إلى تطور سلوك خارج عن العادة والتقاليد.
3- انحلال أخلاقي عام، وعلى المدى الطويل للأسف يراه عامة الناس ولا يراه والدا الفتاة.