السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.................................................. .................................................. .................................................. ..
عن انس رضي الله عنه قال : كنا جلوسا مع الرسول صلى الله عليه وسلم فقال (( يطلع عليكم الان رجل
من اهل الجنه)) فطلع رجل من الانصار تنطف لحيته من وضوئه ، قد تعلق نعليه في يده الشمال ، فلما
كان الغد قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك ، فطلع ذلك الرجل مثل المره الاولى ، فلما كان اليوم
الثالث قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل مقالته ايضا ، فطلع ذلك الرجل مثل حاله الاولى ، فلما قام
النبي صلى الله عليه وسلم تبعه عبدالله بن عمرو بن العاص الى ان قال له _ اردت ان اوي اليك لأنظر ما
عملك فأقتدي به ، فلم ارك تعمل كثير عمل ، فما الذي بلغ بك ما قال صلى الله عليه وسلم ؟ فقال : ما هو
الا ما رأيت ، غير أني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشا ، ولاأحسد أحد على خير أعطاه الله
إياه . فقال عبدالله : هذه التي بلغت بك وفي روايه قال : اخذ مضجعي وليس في قلبي غمر على احد
قال ابن منظور : والغمر : الغل والحقد
عن سفيان بن دينار قال : قلت لأبي بشير : اخبرني عن اعمال من كان قبلنا ؟ قال : كانو يعملون يسيرا
ويؤجرون كثيرا ،قال : قلت : ولم ذاك ؟ قال : لسلامة صدورهم .
ومن جميل ما يذكر في هذا المقام : ان بعض الفضلاء لما سمع حديث انس المتقدم ما فتئ وهو يقول : (
اللهم اغفر لي ولمن ضلمني ) وياله من فضل عند الله ، لايلقاه الا من كمل ايمانه وسمت نفسه ،وسلم
صدره لإخوانه المؤمنين ، فروض نفسه وطو عها على ذلك {وما يلقها إلا الذين صبروا وما يلقها إلا ذو حظ
عظيم }
طهر الله قلوبنا احنا وياكم من كل غل وحقد وغش وضغينه