جرت هذه القصة على
الشاعر جحيش السرحاني من اهالي الجوف وبعض الرواة نسبها لغيره ، وحصل انه عندما كان طاعن بالسن وكف بصره صار كثيرا ما ينصح اولاده ويوجههم الى طريق الخير والشهامه ، لان كل انسان يحب ان يكون اولاده احسن منه وطيب اجداده ، وفي يوم من الايام كان جحيش يقوده ولد ولده للصلاة بالمسجد ، ولصغر سن الولد ما كان يعرف قدر جده فأراد انه يدفعه في حفره بالطريق ، وكان جحيش يعرف مكان هذه الحفره قبل ان يكف بصره ، وعندما احس بالحفره رجع وجنب عنها ، فلما صلى بالمسجد رجع الى اولاده وقال ابياتا اولا يتشره على اولاده اللي يرسلون معه صبي صغير ، ثانيا يذكر انه تحمل متاعب وصعوبات في البحث عن لقمة العيش لهم ، كما ذكر انه يفز قلبه حين يبكي واحد منهم وحثهم فيها على العمل الطيب والمحافظة على الاخلاق والصدق ، وفعلا بعد ان قال شعره هذا لازمه ابنه الكبير وقام بخدمته باقي حياته حتى توفاه الله ، قال جحيش السرحاني :
قال الذي يقرا بليا مكاتيب = ياللي تقرون العمى من عناكم
ياعيال شوفوا لحيتي كلها شيب = وهذا محل اقعودنا في ذراكم
قمت اتوكأ فوق عدل المذاريب = وقصرت خطانا يوم طالت خطاكم
دينتكم دين وليـَه مواجيب = عطوني السلفه جزا ما وزاكم
احبكم وارطب القلب ترطيب = ويفز قلبي يوم يبكي حداكم
يما توشلعت القبايل تقل ذيب = من خوفتي يقصر عليكم عشاكم
صيور ماهو عاوين بيننا الذيب = لامت ما افرق طيبكم من رداكم
ياعيال انا ليَه عليكم مطاليب = نصيحة تبقى الكم من عماكم
المذهب المذهب ترى المذهب الطيب = ترى ردا المذهب يبور نساكم
وترى النمامه من كبار العذاريب = واكل البلاسه مايطول لحكام
ياعيال وان صوتوا ضيوف ومعازيب = ترى الجواب الزين ملحة اقراكم
وشكرا لكم على التواصل
--------------------------------------------------------------
زماننا غير زمانهم وحتى نتذكر الاولين
اخوكم ابن نجد