عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 03-Apr-2006, 01:47 PM رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
النافذ
عضو مهم

الصورة الرمزية النافذ

إحصائية العضو






النافذ غير متواجد حالياً

Lightbulb هل تتحول جامعة الدول العربية إلى مزار سياحي

الخبر



: انتهت في الخرطوم اليوم 29 / 3 / 2006 أعمال المؤتمر الثامن عشر للقمة العربية ، وقد اعتذرت المملكة العربية السعودية عن استضافة القمة القادمة ، وأعلن الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى عدداً من القرارات والتوصيات فيما يسمى بإعلان الخرطوم.



التعليق



مع انتهاء أعمال القمة العربية الثامنة عشر ة في الخرطوم ، وإعلان ما يسمى ' بإعلان الخرطوم ' ، فإن كثيراً من علامات الاستفهام ثارت حول قدرة آلية القمة العربية السنوية على الاستمرار ووصل التساؤل أحياناً إلى قدرة جامعة الدول العربية ذاتها على الاستمرار ، وطالب بعض المراقبين بإلغاء الجامعة العربية لأن تكاليف هذه المنظمة لا يقابلها عمل ملموس لتلك الجامعة ، ولكن البعض يرى استمرار الجامعة كنوع من استمرار الحالة العربية ولو كانت حالة شكلية لا تسمن ولا تغني من جوع .

القمة الثامنة عشرة – والتي كان من المفروض أنها تواجه تحديات نوعية خطيرة على المستوى العربي مثل الإساءة إلى الرسول – صلى الله عليه وسلم – في أكثر من دولة غربية ، ومثل الحالة الفلسطينية ، والخلاف السوري اللبناني ومحاولة تدويل أزمة دارفور ومن ثم المخاطر المتوقعة على السودان ومصر ، ثم قبل ذلك وبعده الحالة العراقية . هذه القمة شهدت أولاً انحساراً في مستوى التمثيل فهي الأقل في هذا الصدد ، كما لوحظ غياب زعماء الدول العربية ذات الوزن الثقيل ، ثم أخيراً عدم إعلان قرارات محددة وآلية واضحة لتنفيذها ، والهروب من ذلك بإذاعة بيان ختامي على لسان أمين الجامعة العربية السيد عمرو موسى فيما سمي بإعلان الخرطوم ، وبديهي أن إعلان الخرطوم – أو إعلان الجزائر يتضمن مفاهيم عامة ومواقف غير محددة ، وصحيح أن هناك قرارات بشأن دعم مالي للسلطة الفلسطينية ، ودعم مالي للقوات الإفريقية في دارفور وهي أمور لا بأس بها ، شريطة تنفيذها ولكن باقي القرارات لم تستند إلى آلية للتنفيذ ، بل جاءت أيضاً في عبارات عامة وتمنيات أكثر منها قرارات وهكذا فنحن أمام تراجع واضح في أهمية وأداء الجامعة العربية بل والقمة العربية ، الأمر الأكثر خطورة هنا هو اعتذار المملكة العربية السعودية – وهي دولة عربية من العيار الثقيل عن استضافة القمة القادمة ، ومن ثم عودتها إلى دولة المقر ، وهو بمثابة إعلان غير رسمي بانتهاء زمن القمة السنوية ، لأن عدم استضافة دولة عربية لتلك القمم بالتناوب ، ومن ثم عودتها إلى القاهرة أو دولة المقر يعني عملياً اجتماع روتيني سنوي ، أو الاستبدال بما يسمى بالقمم التشاورية بدون آلية واضحة لطريقة عقدها ، ويمكن أن نتوقع أن تكون القمة الثامنة عشرة هي نهاية للقمم العربية وأن ما يطلق عليه قمة عربية بعد ذلك لن يكون أكثر من اجتماع روتيني داخل مبنى الجامعة العربية بالقاهرة يحضره ممثلي الدول العربية في الجامعة ، أي حتى أقل من وزراء الخارجية ! ! ، القمة أيضاً اتخذت قراراً بالتمديد للسيد عمرو موسى لمدة خمس سنوات قادمة كأمين عام للجامعة العربية ، وصحيح أن عمرو موسى دبلوماسي كفء ويحظى بشعبية في الأوساط العربية ، ولكن هذا بدوره يكرس تراجع دور الجامعة العربية ، لأنه رغم وجود أمين عام كفء فإن الجامعة تؤدي دوراً متراجعاً ومتواضعاً ، وهذا يعني أنها في الطريق إلى التحول إلى حالة متخفية ، أو تعيش في حالة أقرب إلى التجمد منها إلى الحركة ، والمحافظة على جسد لم يعد قادراً على أداء وظائفه .















رد مع اقتباس