عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 02-Apr-2006, 02:19 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
النافذ
عضو مهم

الصورة الرمزية النافذ

إحصائية العضو






النافذ غير متواجد حالياً

Lightbulb من يمسك زمام الجماهير

الجماهير في كثير من الأحيان – على المستوى السياسي - لا تُسطر التاريخ، ولا تَصنع الحدث، وإنما يُصنع بها الحدث، وتُساق الجماهير ـ بالنخبة ـ لأمر قد لا تريده هي، ويكون عكس ما تحركت إليه، وسرقة مجهود الجماهير صناعة يُتقنها الكثير. وقد مرَّ التاريخ بأمثلة كثيرة على ذلك، وجُلّها من واقعنا المعاصر.

في ثورة 1919م عقب انتهاء الحرب العالمية الأولى، لم تحصل الأمة المصرية على استقلالها ـ كما وعدهم الإنجليز ـ فهبت الثورة واشتعلت أيامًا، وكان محركو الثورة هم شيوخ الأزهر وطلبة العلم فيه، فقد كانت صبغتها دينية، وكانت ثورة عارمة، ثم جاء المحترفون وسرقوا الثمرة!!

ولم يحدث شي.. أي شيء مما قامت من أجله الثورة، اللهم إلا أنها أخمدت، وأخرجت للأمة أبطالاً مزيفين!!

وُضع زمام الأمة في يدّ سعد زغلول, فمشى بالأمة في دروب المحتل. ومشت خلفه الأمة 'الثائرة' 'الغاضبة' على المحتل، مشت وهي فرحه مسرورة تهتف 'للزعيم'!!

وتكرر 'الفيلم' مرات على مسافات تاريخية قريبة جدًا، ولم يستطع أحد أن 'يحرقه'، ثارت الجماهير في الجزائر، وكان 'نضالاً' انتهى بـ'طائفة مشابهة'.

وشب النضال ضد اليهود في بيت المقدس وأجوار بيت المقدس، وانتهى الأمر بـ'منظمة فتح' ثم منظمة 'التحرير الفلسطينية' ثم ياسر عرفات الذي دخل فلسطين في منتصف العقد الماضي واستقبلته الجماهير استقبال الفاتحين!!

والمقصود أن الجماهير أصبحت لعبة 'للنخبة'. هكذا حقيقة، يُلجأ إليهم لتمرير المشاريع عن طريق ما يسمى بـ'الديمقراطية'، ويُلجأ إليهم لتحريك قضايا معينة من خلال ما يعرف بالتظاهرات.

واليوم في حادث سبّ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الصحف الدانماركية والأوربية، الجماهير هي الفاعل الحقيقي، ولكن من يأخذ بزمامها؟!

هناك حالة صحية ظهرت في هذه الأحداث، ويجب ـ من وجهة نظري ـ الالتفات إليها وترشيدها، وهي أن الجماهير أصبحت على درجة من الوعي أكثر مما كان، وسبب ذلك ـ من وجهة نظري ـ انتشار عامة طلبة العلم والمثقفين ثقافة دينية صحوية ـ إن صح التعبير ـ بين الجماهير.

والمطلوب هو ترشيد هذه الظاهرة أو الاهتمام بها، بمعنى إعطاء أهمية للخطاب الشرعي الذي يتناول فقه الواقع.

ـ عامة المثقفين من شباب الصحوة هم القنوات الفرعية التي يتغذى منها جسد الأمة 'الجماهير'، أو قل هم دعامات البناء، وهم يضبطون الركب خلف العلماء ليسير في خطوات مطمئنة. وهذا يعكس ولا شك أهمية 'المقال' و'التحليل الشرعي للحدث'، وأهمية الخطاب الديني الذي يتكلم عن فقه الواقع من منطلق شرعي، ويعكس أيضًا أهمية الاستكثار من هؤلاء, ولا بد من تنصيب زعامات فكرية صحوية للأمة الإسلامية، فها هي الجماهير يقظة ثائرة، منصته لخطاب 'الشيوخ'.. فمن لها؟!

نريد أصحاب التفكير العميق، نريد أن يفسح الوعاظ الساحة قليلاً، ليتقدم المربون. وأصحاب النظرة البعيدة. أولئك الذين يخطون التاريخ حقيقة.

أظن أننا نضجنا و'لسنا أغبياء لدرجة كافية' أن يأتي أحد ويمد يده في كيسنا ويأخذ ما ادخرناه في سني غربتنا. ونعود ثانية للغربة كي نجمع من جديد.

إن لليوم حديثًا لن يسمع غدًا، وإن السوق قد نصبت، وعما قريب يعود الحضور بين رابح مسرور، وخاسر مغبون.

الاطلاع علي اخبار الهيلا ظغط علي الوصلو التاليه
http://www.alhaila.net/m/showthread....d=1#post181918















رد مع اقتباس