عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 17-Feb-2006, 09:41 PM رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
غشام نجد
مشرف سابق
إحصائية العضو







غشام نجد غير متواجد حالياً

افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله
الاخ : @هجاد@
عدت زيارتك فاتكلمت وصدقت نعم ولا حول ولا قوة الا بالله والله
هذاعراق السمريون وحمورابي وبغداد أبوجعفر المنصور
هل كل ما نشاهده على الفضائيات من قصف يومي ولا إنساني للأبرياء ولعراق حمواربي ولبغداد أبوجعفر المنصور ولعاصمة الرشيد ولحاضرة العرب والمسلمين ولتاريخ وحضارة الرافدين العريقة بكل أسلحة الدمار هذه للتخلص من أسلحة الدمار؟.

وهل حقا تهدف الولايات المتحدة وبريطانيا بهذه الحرب البشعة، التي يرفضها أكثر من 85% من سكان كوكب الأرض، لحماية الديمقراطية في العالم؟ وهل هذه هي الديمقراطية؟.. وهل تعريف الديكتاتورية اليوم هو ما يضعه الأقوياء لنا كما وضعوا تعريفهم للإرهاب؟.. وهل فعلا أصبح العالم لا يملك أي آلية تحمي الدول الصغيرة من بطش الدول الكبيرة؟ أي تاريخ وأي زمن هذا الذي نعيش فيه؟ إنه رجوع سريع إلى شريعة الغاب والإنسان البدائي الذي لا يعرف غير القوة اسلوبا لحل خلافاته.. فأين المدنية وأين الحضارة من كل ما نحن فيه اليوم؟.

يطالبون بالتحقيق مع العلماء العراقيين منفردين وخارج وطنهم بعيدا عن سيطرة ومراقبة حكومتهم، بينما الشعوب العربية تقمع وتمنع من التظاهر والتعبير بحرية عن رفض هذه الحرب البشعة... يطالبون بتحقيق الديمقراطية في العراق بينما الديمقراطية تعاني الأمرين في جميع الدول العربية الواقعة تحت الهيمنة الدكتاتورية والاستخباراتية الأمريكية.. يسعون إلى تحرير الشعب العراقي بينما جميع الشعوب العربية مستعبدة، وهل الحرية والديمقراطية تأتيان فوق حاملات الطائرات المحملة بجميع وسائل الموت والدمار؟ وهل تنشر الديمقراطية أصبحت مصطلحا تحارب به الإنسانية والسيادة والوطنية؟.

الشعوب العربية قاطبة رافضة لهذه الحرب الإجرامية في حق العراق والعراقيين..والشعوب العربية قاطبة غاضبة اليوم وهي تشاهد تلك المشاهد الإجرامية لألوف القنابل والصواريخ الأمريكية وهي تنزل على جميع المدن العراقية.. والشعوب العربية قاطبة تشعر بالإهانة والإذلال وهي ترى قوى البطش الأمريكية تستبيح الأراضي العراقية، والشعوب العربية قاطبة غاضبة من حكوماتها لعدم اهتمامها بما يجري لهذه الأرض العربية ولهذا الشعب العربي الأبي.. ورغم كل ذلك لم تعتن أي حكومة عربية (غير ديكتاتورية!) بالقيام بأي عمل يتفاعل مع مشاعر هذه الشعوب ولو بكلمات فيها شيء من الحياة والحياء أو بمواقف فيها شيء من الإيمان والوطنية والسيادة، فأين هي الحكومات العربية التي تدعي السيادة والكرامة؟ إنها حكومات تعيش في واقع بعيد جدا عن واقع شعوبها كما تفتقد أدنى قنوات التواصل بينها وبين شعوبها، ويذكرني معظم ما يصدر عن القادة العرب هذه الأيام بقصة ماري انطوانيت عندما أبدت استغرابها من ثورة الشعب الفرنسي في شوارع باريس وهي ملكتهم، وعندما أجابوها بأنهم جياع لا يملكون الخبز ليأكلوه قالت لهم: فليأكلوا «بسكويت أو كيك». إن العراق الذي عاش أكثر من ثلاثة عشر عاما تحت حصار ليس له مثيل على مدار التاريخ لايزال، رغم كل محاولات الإذلال، قادرا على المقاومة ومصارعة الأعداء ويجب ان نقر بأن أهم أسباب تلك المقاومة الباسلة هو ان العراق شعبا وحكومة يتفاعل بمشاعر ومواقف موحدة وغير غريبة عن الواقع العراقي، وهم يعرفون لماذا يحدث لهم ما يحدث، أي أنهم يملكون من الثقافة والوعي السياسي ما هو أعمق من الخلافات التي يمكن حلها داخليا وبشتى الطرق.

أما الدليل الآخر على ذلك الاتحاد في المشاعر والمواقف بين الشعب العراقي وحكومته فهو ان جميع التوقعات التي وضعتها بيوت الدراسات ومؤسسات المساعدات الإنسانية بنزوح الملايين من العراقيين إلى خارج العراق بمجرد بداية الحرب، جميع هذه التوقعات فشلت فلم تسجل هذه المؤسسات خروج أي عراقي هربا من الحرب، لا بل ان مختلف النشرات الإخبارية تؤكد النزوح المعاكس إلى الداخل أي رجوع اعداد كبيرة من العراقيين الى داخل العراق للمقاومة صفا بصف اخوتهم هناك، في الوقت الذي نشاهد هروب اعداد كبيرة من شعوب بعض الدول العربية كما هربت رؤوس أموال خليجية وعربية للخارج مع بداية الغزو الأمريكي للعراق، فما هو التفسير لهذه الظاهرة؟ أليس هو حالة الاتحاد في المشاعر والمواقف بين الشعب وحكومته في الحالة الأولى والعكس تماما في الحالة الثانية؟ أليست هذه ظاهرة تستحق الدراسة؟
منقول















رد مع اقتباس