عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 29-Dec-2005, 01:16 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
د. العتيبي
عضو
إحصائية العضو






د. العتيبي غير متواجد حالياً

Post تعالوا بنا نذم ننقد حتى الإغراق !!

بين الإغراق في المدح والذم تموت الحقيقة موتاً لاحياة لها من بعده الي يوم يبعثون!!

يسمع السامع أن زيدا ملك كريم , ثم يسمع عنه أنه شيطان رجيم , فيخرج منه صفر اليدين , لايعلم أين مكانه من هذين الطرفين !!
يسمع الآخر عن كتاب كذا أنه لم يصنف مثله , وأنه يبتاع بوزنه ذهبا , ويسمع آخر ينفض يده ويقول : حقه أن يحرق , وأن تبول عليه جاريه!!
نسمع عن دوله ما أنها خلافة راشده لاشبيه لها الا عهد الفاروق , ونسمع منديا آخر أنها دولة ضرار لادولة إسلام!!
نسمع عن جماعة او طائفة أنها الفرقة الناجية والطائفة المنصورة , وهناك آخر يقول : إنها من كلاب أهل النار!!

كذا أحكامنا فإما أن نقيم من 100 أو من الصفر , ليس لدينا تقديرا لبحر حسنات وسيئات , وليس لدينا قدرة أن نعطي الدرجة من 20 أو 40 أو 80 مثلا , بل إما نبلغ به الثريا أو نلصقه بالثرى.

إننا بحاجه لمراجعه أدبيات نقدنا وتقييمنا للآخرين , ثم لنستشعر أولا أننا سنوقف على كل كلمة لفظناها ليقال لنا ( قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ), وسيهتف بنا ( ستكتب شهادتهم ويسؤلون).

علينا أن نكون أكبر عمقا وتقديرا لحجم الآخر حتى نؤدي ماله وماعليه , وكفانا استخفافا بعقول الناس أن نكيل التبجيل والتقديس على شخص يعرف الناس أنه لاشئ .

كل كاتب لدينا فهو أكبر الكتاب , وكل شاعر أشعر الشعراء , وكل مؤلف أعلم العلماء , وكل خطيب رئيس الأمة , وكل فقيه إمام الدين , فأين الفاضل والمفضول , وأين الرئيس والمرؤوس ؟ وكيف يكون زيد اليوم أفضل من عمرو , وغدا عمرو أفضل من زيد ,وأين ملكة التمييز ومنهج العدل الذي وهبنا الله إياه لنميز بين درجات الناس ومنازلهم ( ولايجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى)

إن الحقيقة بين الكاذب والكاذب كالجبل بين الجاذب والجاذب , كلاهما ينتهي به الآمر الى الانقطاع.
أيها الأحبة : إنكم لاتستطيعون أن تكونوا رجالا عادلين في أحكامكم وآرائكم , إلا إذا أصلحتم نفوسكم أولا , وتعلمتم كيف تستطيعون أن تتجردوا من أهوائكم وأغراضكم قبل أن تتناولوا غيركم.

أيها الأحبة : إن عجزتم عن أن تكونوا عادلين , فكونوا راحمين , فارحموا أنفسكم واعفوها من الدخول في مآزق أنتم عاجزون عنها , وارحمونا فقد ضاقت صدورنا بهذه المتناقضات , وسئمت نفوسنا تلك المبالغات.

د. العتيبي

( وهذه أول ماسطرته يراعتي على متصفحكم , فتقبلوه بقبول حسن , وأنبتوه نباتا حسنا بتفاعلكم.)















رد مع اقتباس