عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 03-Aug-2013, 11:34 AM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
احمد العـتيبي

رابطة محبي الهيلا

إحصائية العضو







احمد العـتيبي غير متواجد حالياً

افتراضي الابتهاج الصهيوني بإضعاف السيسي للجيش المصري

الابتهاج الصهيوني بإضعاف السيسي للجيش المصري

الثلاثاء، 30 تموز 2013 00:37
د. صالح النعامي

بكل صراحة وبدون أية مواربة، ترى كثير من النخب الصهيونية الحاكمة فيما يحدث في مصر بمثابة تحول استراتيجي هائل لصالح الكيان الصهيوني. فالوزراء والجنرالات والمستشرقون والمعلقون الصهاينة يبدون غير مستوعبين ما يحدث في أرض الكنانة، سيما في أعقاب توجيه حكم التخابر مع حركة حماس للرئيس محمد مرسي. فقد قرأ الإسرائيليون هذا التطور بأنه جاء بمثابة رسالة طمأنة بعث بها قادة الانقلاب من العسكر لكل من الكيان الصهيوني والغرب. ولم تصل الأمور إلى هذا الحد فقط؛ بل أن نفتلي بنت، أكثر وزراء نتنياهو تطرفاً يعتبر أن اتهام مرسي بالتخابر مع حماس مؤشر على أن الشراكة الاستراتيجية بين مصر وإسرائيل ستتعاظم بشكل غير مسبوق. وإن كان هذا لا يكفي، فإن ما يجري في مصر من مهازل، دفع زئيف إلكين نائب وزير الخارجية الإسرائيلي أن يقول مازحا وشامتاً تعقيباً على اتهام مرسي بالتخابر مع حماس:" بإبمكاننا إرسال عناصر حماس لمحاكمتهم في مصر بعد اتهام مرسي بالتخابر معها".


الاحتفاء الصهيوني بدور السيسي في إضعاف الجيش المصري

هناك الكثير من الانجازات التي ترى النخبة الصهيونية إن إسرائيل حققتها بفعل ما أقدم عليه عبد الفتاح السياسي دون أن تبذل تل أبيب أي جهد، وعلى رأس هذه الانجازات إضعاف الجيش المصري جراء زجه في التناحر السياسي الداخلي. وقد أجمع كل من الجنرال المتقاعد رؤفين بيدهتسور، رئيس هيئة أركان سلاح الجو الإسرائيلي سابقاً، ورئيس هيئة أركان الجيش الأسبق دان حالوتس، وعاموس جلبوع، رئيس لواء الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية سابقاً، على أن أهم خطوة نجمت عن الانقلاب الذي قاده السيسي ليس عزل مرسي وإسقاط حكم الإخوان المسلمين، بل اندفاع الجيش المصري نحو مسار لن يؤدي إلا إلى أضعافه، على اعتبار إن هذا التطور يمثل مصلحة استراتيجية عليا لإسرائيل، مع العلم إن الثلاثة أكدوا أن الجيش المصري هو الجيش الذي لازالت إسرائيل تحسب له حسابا كبيرا. فقد قال بيدهتسور: " حتى في أكثر الأحلام وردية لم يكن لإسرائيل ان تتوقع حدوث هذه النتيجة، فاندفاع الجيش المصري نحو السياسة على هذا النحو غير المسبوق يعني عدم إحداث أي تغيير على موازين القوى القائم بيننا وبين العرب في المستقبل ولفترة طويلة، على اعتبار إن آخر ما سيعني قادة الجيش المصري في المستقبل هو تعزيز قوته العسكرية، حيث سيكون جل تركيزهم على تحسين قدرتهم على الإمساك بزمام الأمور في البلاد ". في حين دعا عاموس جلبوع الولايات المتحدة لتوظيف تأثيرها القوي على قادة الجيش المصري واقناعهم بمواصلة القيام بنفس الدور الذي كان يقوم به العسكر في تركيا قبل قدوم أردوغان، بحيث يضمن الجيش المصري عدم صعود الجهات المتطرفة للحكم في القاهرة، ولم يفت جلبوع التذكير بإن هذه مصلحة إسرائيلية وأمريكية. أما دان حالوتس، فقد قال: "رغم سعادتنا بإسقاط مرسي، إلا إن أهم ما تم حتى الآن هو تحييد الجيش المصري وإضعاف قوته عبر شغله في الواقع السياسي الداخلي لسنين طويلة في المستقبل".


يخططون للتحكم في نتائج الانتخابات المصرية مسبقاً

هناك إجماع داخل وسائل الإعلام الصهيونية على إن انشغال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في توفير الدعم للانقلابيين في مصر جعله يجمد اهتمامه بالمشروع النووي الإيراني. فقد استجاب السيناتور الجمهوري راند بول استجاب لطلب نتنياهو، ووافق على أن يتولى قيادة تحرك داخل الكونغرس يهدف إلى تقليص فرص الإسلاميين في العالم العربي في الوصول للحكم عبر صناديق الاقتراع. وكما أوضحت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي مساء الأربعاء الماضي، فإن دول شرع بالفعل في اقناع أعضاء مجلسي الكونغرس بتبني مشروع قرار يدعو الرئيس باراك أوباما للوقوف على رأس تحرك عالمي لتجنيد أموال بهدف تقديم يد المساعدة للدول العربية التي شهدت ثورات ربيع عربي، أو تلك التي تشهد حراكات جماهيرية مطالبة بالإصلاح، لتحسين الظروف الاقتصادية وتعزيز صدقية القوى الليبرالية والنخب المرتبطة بأنظمة الحكم، مما يسهم في النهاية في تقليص فرص الإسلاميين بالفوز بأية انتخابات، سيما في مصر. وفي ذات السياق، كشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي النقاب عن إن رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أفيف كوخافي يبحث في زيارته الحالية في واشنطن سبل تقديم العون لقادة الانقلاب العسكري في مصر. وحسب الإذاعة فإن كوخافي أوضح لقادة البنتاغون والسي آي إيه أهمية دعم قادة العسكر في مصر بدون أي تردد، على اعتبار إن عزل مرسي يمثل فرصة لإحداث تحول استراتيجي من الطراز الأول ويحسن من مكانة إسرائيل والولايات المتحدة في الغرب بشكل غير مسبوق.

بيت القصيد، إسرائيل معنية بانجاح الانقلاب ومعنية أكثر من ذلك توظيفه بشكل كامل لصالحها، وهي تبدو مستميتة من أجل توفير الدعم للانقلابيين، لدرجة إن الكثير من الأوساط الإسرائيلية قد باتت تحذر من خطورة التحرك العلني لإسرائيل لدعم الانقلاب، خشية أن تتضرر إسرائيل كثيراً في حال فشل الانقلاب في النهاية وعاد الإسلاميون للحكم في القاهرة.















رد مع اقتباس