أشكرك على إثارة هذا الموضوع لعل طالب الحقيقة والإنصاف يجد فيه بغيته .
وإن كان لي من كلام في هذا الموضوع فإنني أشير إلى حيلة أهل الضلال والابتداع والأهواء في صد الناس عن الحق بعد ظهوره ؛ فهذا التاريخ يحدثنا عن المشركين أنهم أطلقوا على المسلمين لقب الصابئة لردع الناس عنهم وعن سماع الحق الذي عندهم ، ويحدثنا ـ كذلك ـ بعد قيام دولة الإسلام وخلافته عن المعتزلة حينما أفحمهم أهل السنة و الحديث والأثر كأحمد وغيره فأطلقوا عليهم لقب الحشوية ليصدوا الناس عنهم وعن كلامهم وردودهم وسماع الحق منهم ، ويحدثنا ـ أيضًا ـ عن هؤلاء الصفوية الرافضة والصوفية القبورية الذين أطلقوا على دعوة التوحيد ونبذ الشرك والتعلق بالأضرحة والأموات على يد الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأتباعه لقب الوهابية ليصدوا الناس عنهم وعن دعوتهم الحق ، وها هو يحدثنا وهو ما نراه نحن على أرض الواقع حيث نجد أن الإخوان طلاب السلطة ولو بالثورات والانقلابات والشبهات وتحليل المحرمات وتحريم المحلالات والتعاون مع دول الكفر يطلقون على كل من ينتقدهم في سوء تصرفاتهم وقبح أفعالهم وضلالهم وانحرافهم إما لقب جامي إن وجدوا هذا المنتقد ملتحيًا ، وإما لقب ليبرالي إن وجدوه حليقًا ؛ ليشوشوا على الناس نقدهم لهم ولو كان بالحق وعينه !
فهذه حيلة ـ كما جاء في التاريخ وأيده الواقع المشاهد ـ كل ضال ومبتدع منذ فجر الإسلام إلى اليوم !
اللهم ، أرنا الحق حقًا ، وارزقنا وإخواننا المسلمين اتباعه ، والباطل باطلاً ، وارزقنا ـ جميعًا ـ اجتنابه ،،،
وتحيّة عطرة .