[احمد العـتيبي]

رباعية الانقلاب في مِصْر

Ali Abuajamieh
Thursday at 6:12am

رباعية بظلال أمريكية هي رباعية الانقلاب في مِصْر، رباعية مدروسة جرى الاشتغال عليها خارجياً وداخليا.

1- (قيادات الجيش العليا) التي تمَّ ربط ولائها الداخلي بولائها الخارجي في عهد مبارك أثبتت أنَّها الحاكم الفعليّ لمِصْر، لقد دبَّرها السيسي بِلَيْل، خلال 48 ساعة، بضوء أخضر أمريكي.

لقد أدركت الولايات المتحدة الأمريكية، في ظلّ عوامل داخلية وإقليمية، أنَّ من مصلحتها ازاحة الإخوان عن الحكم، في سياق عملها الحثيث لإفشال التجربة من بدايتها. كانت الضغوط كبيرة على الإخوان، وقد صرّح الرئيس مرسي بذلك، على نحو غير مباشر؛ حيث قال وفي أكثر من خطاب: " لقد ناضلنا كثيراً من أجل أن تمتلك مِصْر إرداتها "، " عملتُ جاهداً أن تكون إرادة مِصْر بأيدي أبنائها ". إضافة إلى أنَّ الإخوان بإرثهم التاريخي، على الأقل، لا يستطيعون التماهي مع السياسات الأمريكية ولا القَبول التام ولا التفريط، حتى وإنْ صُوّر للمواطن العربيّ، أنَّ الإخوان أتوا بمباركة أمريكية وأنّهم سقطوا تماماً في شَرَكِها. أمريكا أفشلت.. أمريكا بدأت بالتنفيذ.

2- ( البرادعي ) يتصدَّر المشهد وهذا ما يؤكد أنَّ اليد الأمريكية هي التي مارست كل أنواع العرقلة وهي التي تريد أن تنفذ وتتصدر المشهد الآن.

جبهة الإنقاذ التي مثّلها البرادعي في الاجتماع مع الجيش ومع رأس الأزهر ورأس الكنيسة بالإضافة لكلمته التي ألقاها بمباركة الدين من قبله لا تدع مجالاً للشك أنَّ جبهة الإنقاذ هذه هي قِطاف هذه الأزمة، وهي التي حشدت وفعلّت واختلقت التمرّد؛ فليس كل من في ميدان التحرير جياع ولا أصحاب برامج اقتصادية ولا اجتماعية، معظمهم ضد الإخوان فقط، وضد مِصْر في مسيرة الإصلاح والانعتاق من التبعية فقط، وضِد المساواة وقرار الشَعْب فقط، ومع التبعية والسقوط والرِدة إلى الخلف فقط.

" أليسَ مِنَ المخجل حقّا أن يتكلم أناس مثل البرادعي باسم مِصْر وباسم الكنانةِ والكفّ البيضاء كحمامة جاحدة؟ " كنت قد كتبت الثلاثاء الماضي متوقعاً ظهور البرادعي وتصدرّه للمشهد.

3- ( الدِين في مواجهة الدِين ) هكذا أراده المجتمعون لتخرج المسرحيّة على درجة كبيرة من الإتقان. فما كان حضور شيخ الأزهر وبابا الكنيسة إلا قِناعاً للبرادعي وجبهته، ولِثاماً للجيش وحربته، وإسكاتاً للمشايخ وحَمْلهم على الانخراط في تفصيل الدينِ على مقاسٍٍ يليقُ بالسُوء ولا يليق بجُبَّته!

4- ( المفرقعات ) والألعاب الهوائية، باهظة الأثمان!!... مِصْر الجائعة! المفرقعات والألعاب السياسية.

لقد كان الحَشْد الشعبيّ هو الدافع والمحرّك وقد فتح المجال الأكبر للطعن في الشرعيّة باسم الثورية. لقد التبس أمر هذا الحشد التباساً كبيراً إلى أن أريد له الالتحام . لقد كان واضحاً فيهِ هذا التغوّل، وقد كان واضحاً أنَّ ما تريده المعارضة منه الإقصاء.. الإقصاء فقط، في ظل أجوال احتفالية مُريبة وواثقة! وما الدم الذي أسالوه وما الحرق والتخريب والتهجم على القنوات الإعلامية الذي مارسوه وما الاعتقالات التي بدأت إلاّ ترجمة عمليّة لخطابهم الموتور ونواياهم التي ستتكشف بالتدريج في الفترة المقبلة.

وهنا لا بد من القول بأنَّ الإخوان يتحمّلون مسؤولية كُبرى في غفلتهم عن الشباب وفي إهمالهم للإعلام وفي عدم قدرتهم على إدارة الدولة على النحو الصحيح. مما أدى إلى وصول الأمر إلى هذا المُنتهى!

- بكل أسف مِصْر تعود للوراء فِعْلا. الإخوان الذين بذلوا واضطهدوا على يد الأنظمة طوال عقود أتوا بشكل شرعيّ وبانتخابات نزيهة وبإرادة ثوريّة حقَّا. بالإضافة إلى فكرة المظلومية التي استشعروها وتعاطف الناس معهم بها، وبكل الأسف يخرجون الآنَ أيضاً بفكرة المظلوميّة.

- على الإخوان أن يستفيدوا من هذه اللحظة وعليهم أن يخوضوا معارك مدنية، سياسية، قضائية في الشارع المصري. عليهم أن لا يتراجعوا وأن يصحّحوا الطريق وأن يعالجوا الخِطاب وأن يُبرزوا الشخوص وأن يرسموا خارطة الطريق الحرّة (القادمة) بتحالفات مع أحزاب وقطاعات شبابية وشعبية وطنية وحرّة، يجب العمل عليها من الآن.

علي أبوعجمية