عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 08-Jun-2013, 11:46 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
احمد العـتيبي

رابطة محبي الهيلا

إحصائية العضو







احمد العـتيبي غير متواجد حالياً

افتراضي أردوغان فى مرمى نيران قنوات الليل

أردوغان فى مرمى نيران قنوات الليل


قناة ليل مصرية استعادت ذكريات كاميراتها في ميدان التحرير أو أمام قصر الاتحادية فملأت شاشتها باحتجاجات ميدان تقسيم في تركيا وعنونت بثها المباشر بـ"ميدان تقسيم الآن".

قناة ليل أخرى بثت بابتهاج تظاهرة لبضع مصريات احتجاجًا على منع الخمور والقبلات في تركيا ونقلت على لسان إحداهن ما معناه أن احتساء الخمور وأشياء أخرى يدخل في باب الحرية الشخصية التي لا يجوز قمعها.

زبائن تلك القنوات أفرطوا في ملء كئوس الحقد والضغينة والتشفي كأن أردوغان سيرحل غدًا. أحدهم قال إنها النهاية القريبة لعصر حكم "الإسلامويون".

واحدة من العلمانيات المصريات توقعت استعادة المرأة التركية لحقوقها التي قهرها أردوغان وحزبه "الإسلامي" اللذان أعاداها إلى عصر "حريم السلطان" في إشارة إلى مسلسل يحمل الاسم نفسه انتقده رجب طيب أردوغان ورآه مسيئًا لأعظم سلاطين الدولة العثمانية وهو السلطان سليمان القانوني ابن السلطان سليم الأول.

المراجع التاريخية في الغرب تلقبه بالسلطان سليمان العظيم، فرغم توليه الحكم في سن الـ25 وصل بالدولة العثمانية إلى أقصى درجات الازدهار والقوة والتمدد فصارت أمة لا تغرب عنها الشمس. كانت سيدة العالم بلا منازع، وبلغت أوج مجدها في العلوم والاقتصاد والسياسة والقوة العسكرية.

مع ذلك جرى اغتياله بحكايات موضوعة عن العشق والغرام في الحرملك السلطاني. إذا كان الأمر كذلك بخصوص سلطان حكم في القرن السادس عشر فإن ما يتعرض له أردوغان لا يفاجئنا كثيرًا رغم انتقاله كذلك بتركيا من دولة مريضة متهالكة اقتصاديًا ومتقزمة سياسيًا إلى ازدهار وقوة اقتصادية وعسكرية ضخمة سددت كامل ديونها لصندوق النقد الدولي وأصبحت دولة مانحة.

الغضب إذن ليس بسبب بناء مول تجاري وإزالة حديقة، فقد سبق له عندما كان رئيسًا لبلدية إسطنبول هدم أكبر مقلب للزبالة والحشرات وأقام مكانه مشروعًا سياحيًا ضخمًا يدر أكثر من ملياري دولار. سددت إسطنبول أثناء رئاسته للبلدية كل ديونها ونجحت في اجتذاب ملايين السياح وبناء الكثير من المصانع والمرافق الخدمية والمراكز التجارية والحدائق وغرس آلاف الأشجار.

إحدى ناشطاتنا قالت "نحن لا نريد حكم إسلامي في مصر أو في تركيا" مع أن الرجل عندما تولى رئاسة البلدية عام 1994 حرر طائفة من النساء يعملن في بيوت الدعارة بإسطنبول من الاستعباد الجنسي والرقيق الأبيض.

لم يُصدر قرارًا بالمنع أو الحظر وهذا ما عرفته منه شخصيًا عندما قابلته في تلك الأيام بمكتبه في البلدية. قال لي إنه ببساطة أوجد فرص عمل نظيف لهؤلاء النسوة تاركًا لهن حرية اتخاذ القرار، والنتيجة أن بيوت الدعارة أغلقت من تلقاء نفسها لأنها لم تجد من تعمل فيها.

العلمانيون في تونس يخشون تكرار ذلك في بلدهم، فقد ارتفع صراخهم خشية أن تغلق حكومة حزب النهضة بيوت الدعارة بشارع عبدالله غيش بالعاصمة ويتم تسعير الخلوة بعشرين دينارًا وفق تقرير بثته إذاعة مونت كارلو صباح الثلاثاء 5 يونيه الحالي. تحدث صاحب أحد تلك البيوت بوضوح عن شروط الانضمام للعمل كحجم الصدر والخلفية وغير ذلك من مظاهرمشينة للنساء!..

العلمانيون الأتراك مثل نظرائهم المصريين لا يعترفون بصناديق الانتخابات التي لن تأتي بهم كما اتهمهم أردوغان في تصريحاته الأخيرة. فعلوا ما فعله سابقا شرحهم في مصر من حرق لمقرات حزب العدالة والتنمية إلى محاولات مستمينة لاقتحام مكتبه في إسطنبول وأنقرة لإعلان سقوطه.

صحفهم وقنواتهم هاجمت بسعار غريب مشروع قانون لحظر الإعلانات عن المشروبات الكحولية ومنع القبلات بين الجنسين في الشوارع والميادين، ووصفت ذلك بالأسلمة التي تقوض بنيان الدولة العلمانية.

مجلة "اتلانتيك" الأمريكية قالت إن هذا القانون خطوة جديدة لتحويل المجتمع التركي كله إلى مجتمع إسلامي، وأن حكومة حزب العدالة والتنمية قامت بأسلمة المناهج الدراسية وخصصت نصفها لمناهج دينية، وأعادت فكرة ارتداء السيدات للحجاب في مؤسسات الدولة من خلال أسس دستورية وقانونية.

العلمانيون المصريون الذين أطلوا من قنوات الليل علقوا بأن ذلك جرس إنذار لما ينتظر مصر من خلال "الأخونة". أحدهم أضاف أن أردوغان "تأخون" في إدارته للأزمة، زاعمًا أنه يغير "هوية البلاد" مع أن الناس انتخبته لإدارة الدولة.

إنه اللعب بالألفاظ والضحك على العقول.. هل أردوغان لم يحسن إدارة الدولة بعد كل ما سجله من نجاحات؟ وهل هوية تركيا الخمور والقبلات وبيوت الدعارة؟!















رد مع اقتباس