فهد الزهراني ، مرحبًا بك .
والنظام في حقيقته الالتزام بلا إلزام ، وهذا عند العقلاء الذين في الأصل هم الأغلب في المجتمع ؛ لأنّهم يرون في النظام معرفة الوجهة وتحديد المسار ؛ كي يسيروا عليه راغبين لا مرغمين ؛ لمعرفتهم من عقلهم أنه جُعل لمصلحتهم ومصلحة مجتمعهم ، وأمّا من يخالف النظام ؛ فهو الجاهل قاصر العقل ؛ حيث إنه يراه ضدّ مصلحته ؛ لأنه لا يرى إلا مصلحة نفسه كالطفل ، وهذا الجاهل القاصر هو الذي في حاجة إلى قصره على النظام بالقوّة ليس غير .
وهنا لنتذكّر احتفال اليابانيين قبل سنين بنزع آخر إشارة مرور في طوكيو ، وما جاء هذا الأمر منهم إلا لأنّهم يتقيّدون بالنظام المروري من تلقاء أنفسهم راغبين لا مرغمين ، فلو كانوا لا يتقيّدون إلا بالحزم ؛ لما نزعوا أية إشارة في أية دقيقة !
ومن هذا نعرف أن النظام في الأصل لمعرفة المسار ليتقيّد به الأفراد والجماعات لا ليلزموا به ، وأما أدوات الحزم في تطبيقه ؛ فهي لناقصي العقل وقاصريه ، والذين الأصل فيهم القلة في المجتمع ؛ فلا يجعل ما للقلّة من النظام هو الأصل فيه ؛ وعليه فإنّ الخلل الأوّل والأهمّ في ترك الالتزام بالنظام راجع إلى الأفراد أنفسهم بسبب قصور عقولهم أو قلّة وعيهم ، أو تأخّر نضوجهم !
وتعريجًا على تطبيق شرع الله في الدول العربية الذي قد يُسمّى ـ جدلاً ـ نظامًا نرى أن جميع الدول لا تطبّقه حتى الدول التي يحكمها الإخوان المسلمون كمصر وتونس وتركية وقطر ـ يا للأسف ـ ما عدا دولتنا المملكة العربية السعودية ـ حفظها الله من كلّ شرّ ومكر ـ .
هذا .
ووفّقك ربّك إلى ما يحبّه ويرضاه .