عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 29-Jan-2013, 12:57 AM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
احمد العـتيبي

رابطة محبي الهيلا

إحصائية العضو







احمد العـتيبي غير متواجد حالياً

افتراضي

6/تابع

وجوب الأدب الحسن بين الزوجين:

إن الأدب الحسن والخلق الحسن واجب بين الزوجين -وهو ما يقال عنه: الاحترام المتبادل- وهذا هو المصباح الذي يشع في جو الحياة الزوجية بأنوارها وضيائها، فالزوج يحب أن يشعر باحترام زوجته إياه، وأنها تسعى إلى إيجاد التفاهم معه بالفطرة السليمة، فيجب على الزوجة أن تذكره ذكراً حسناً، وأن تفخر به أمام أهلها وأمام أهله، فالزوج الذي تقدره زوجته يزيد من تقديره لها، والزوجة التي يقدرها زوجها يزيدها تقديراً له.

وأما تلك التي تبخس من قدر زوجها، فلا تعترف بفضله، ولا تعتز به، فهي تفوت على نفسها حق تقدير زوجها لها، وكذلك الزوج الذي لا يعترف بفضل زوجته ولا يعتز بها، فهو يجر على نفسه سخط زوجته عليه.

وما أجمل أن يكون الاحترام المتبادل بين الزوجين قائماً على الدوام، وأن يكون عن طيب خاطر وراحة نفس، لأنه يصبح مع الزمن أمراً طبيعياً، حيث يكون كل منهما حريصاً على حفظه لشعور الآخر.

وما عسى أن يكون هذا التبادل الإيجابي بين الزوجين إلا أن يعكس على حياتهما المودة والألفة والمحبة.

إن الكلمة الطيبة بين الزوجين لتعمل عملها الفاعل في تحقيق التفاهم، حتى يشعر كل من الزوجين أنه بحاجة إلى الآخر، لاستكمال سعادته، وكلنا يود أن يقدر وأن يذكر بخير، وأكثرنا لا يألو جهداً في إتقان عمله إذا سمع كلمة حمدٍ، أو عبارة تقديرٍ، فالطريق إلى قلب الزوجة أن تدعها تدرك أنك تعرف قيمتها ولا تنكرها.
آداب الزوجة وأخلاقها في بيت الزوجية:

إن آداب الزوجة في بيت الزوجية لها آثارها الطيبة في الحياة وهذا تفصيلها: إن الزوجة الكريمة في أعين الرجال هي التي لا تنسى أنها أنثى، فكلمة امرأة عند معظمهم تعني "الأنوثة"، والأنوثة تعني بدورها الرقة والجاذبية والدلال.

إن كل امرأة تعنى بمظهرها الخارجي، وتسلك سلوك الأنثى، فتحرص على إبراز رقتها، وإظهار جاذبيتها، وتتحلى بدلالها، مثل هذه المرأة تعطى الدليل على تقديرها لأنوثتها، وتبرهن على رغبتها المشروعة في أن تجذب وترضي زوجها.

ومن أدبها: أن تراعي الأولويات:

تعمل الزوجة الكريمة غالباً وفق لنظام الأولويات، وفي هذا النظام تحتل العلاقة بين الزوجين –العاطفية والجسدية- المقام الأول.
فلا تهتم المرأة بشيء مثل اهتمامها بزوجها، لأنها تعلم أن هذا هو أحد مقومات السعادة الزوجية. يقول أحد كبار علماء النفس: "إن المؤسسات الزوجية الناجحة هي التي تقوم على (نظام الأولويات) المدروس دراسة وافية". وهذا يعني أنه لا ينبغي للمرأة أن تترك حبها لأولادها واهتمامها بهم يطغى على حبها واهتمامها بزوجها.

ومن أدبها: أن تكون منطقية في متطلباتها:

وفي المثل الطريف: "إن المرأة لا تريد إلا الزوج، فإذا حصلت عليه أرادت كل شيء!".

بعض النساء يدفعن أزواجهن في سبل شائكة وملتوية لا قبل لهم بها، ثم يثرن ويتذمرن إذا أعلن الزوج عدم قدرته على تحقيق شيء من تلك المتطلبات.

وهذا يؤدي وفقاً لطبيعة الأمور بالحياة الزوجية إلى طريق مسدود بالعقبات المصحوبة بالمشاحنات؛ مما يعني نزاعاً في صميم تلك الحياة قد يترتب عليه انهيارها.

وقد اعتبر معاذ بن جبل المرأة التي من هذا القبيل من الفتن وعلى الخصوص فتن السراء، التي يخشى على المؤمنين منها.. فعن رجاء بن حيوة، عن معاذ بن جبل قال: "إنكم ابتليتم بفتنة الضراء فصبرتم، وإني أخاف عليكم من فتنة السراء: وهي النساء، إذا تحلين بالذهب، ولبسن ريط الشام، وعصب اليمن، فأتعبن الغني، وكلفن الفقير ما لا يطاق"(71) .

ومن أدبها: أن لا تختلق النكد:

إن سعادة الرجل في حياته تتوقف على مزاج زوجته أكثر من أي شيء آخر.

وقد تتمتع المرأة بكل فضيلة أخرى تحت الشمس، ولكن هذه الفضائل كلها تصبح لا وزن لها ولا قيمة إذا كانت المرأة ذات "مزاج نكدي".

فالمزاج النكدي للمرأة يسبب من التعاسة للرجل ما يسببه السفه.
وتدل الاستقراءات العديدة لكثير من الزيجات على أن النكد الذي تختلقه المرأة هو من أكبر العوامل التي تقوض صرح السعادة الزوجية.

وقد قال كثير من الرجـال: إن أسوأ صفة من الممكن أن تتصف بها المـرأة هي: "اختـلاق النكد".

ومن أدبها: أن تحافظ على صورتها الحلوة:

لعل أول ما يجعل الرجل يتعلق بالمرأة هو صورتها الحلوة التي رآها عليها أول مرة. ولكن للأسف بعض النساء ينسين هذه الحقيقة بعد الزواج؛ فيهملن أنفسهن شيئاً فشيئاً؛ فتراها في المنزل منكوشة الشعر، أو تعصبه بإهمال، ورائحة المطبخ تستقبلك منها، وتظل مرتدية الملابس التي كانت تؤدي بها سائر أعمال المنزل، متجاهلة الذوق العام والآداب المرعية والجوانب النفسية والجمالية، ولا تزال مصرة على هذا الإهمال لاسيما بعدما يجيء العدد الكافي من الأولاد؛ فها هي قد كبلت الرجل. فلا يستطيع فراراً!!.

ولذلك لا نندهش عندما نجد زوجة يهملها زوجها، ويتطلع إلى غيرها، بينما نجد زوجة أخرى قليلة الجمال ولكنها تمتلك قلب زوجها وعواطفه بحفاظها على أناقتها، وحرصها على نظافتها وبهاء زينتها وملبسها.

ومن أدبها: أن تتحلى بـ "اللباقة":

تضع الزوجة الكريمة في حسبانها دائماً أنه ليس هناك أجدى من "اللباقة" في تحقيق الانسجام مع الرجل، فهي السحر الذي يسمح لها أن تنفذ إلى أعماق قلبه ووجدانه في أغلب الأحيان.

واللباقة تعني بكل بساطة: الكلمة المناسبة، الفعل الدائم، ورد الفعل الذكي.

أو بعبارة أخرى: إن المرأة اللبقة هي التي تلبس لكل حالٍ لبوسها، وتستطيع أن تحول الموقف المضاد بذكاء الكلمة والفعل إلى صالحها.

وأيضاً مما يرويه المؤرخون في الدلالة على لباقة بعض النساء: أن خالد بن يزيد بن معاوية وقع يوماً في عبد الله بن الزبير منافس بني أمية اللدود، وأقبل يصفه بالبخل، وكانت زوجته رملة بنت الزبير أخت عبد الله جالسة، فأطرقت ولم تتكلم بكلمة، فقال لها خالد: مالك لا تتكلمين؟! أرضىً بما قلته أم تنزهاً عن جوابي؟! فقالت: لا هذا ولا ذاك! ولكن المرأة لم تخلق للدخول بين الرجال، إنما نحن رياحين للشم والضم! فما لنا وللدخول بينكم؟! فأعجبه قولها ورجاحة عقلها.

ومن أدبها: أن تحرص على تحصيل خبرات جديدة:

تتميز بعض النساء عن غيرهن بقدرتهن المتواصلة على تعلم كل جديد، والاستفادة المتوالية من خبرات الآخرين وتجاربهم؛ انطلاقاً من الإيمان القوي بأن أفضل وسيلة "للتجدد" هي التعلم المستمر وإضافة خبرات جديدة إلى خبراتها السابقة.

ومن أدبها: أن تكون مستقلة الشخصية عن أمها:

أحياناً بعض الزوجات تحتم عليها الظروف أن تظل بعد الزواج طفلة تعتمد في كل شيء على أمها، ولا تستطيع أن تتصرف في شؤونها وشؤون زوجها إلا على ضوء ما تمليه عليها والدتها؛ مما قد يضيق به صدر الرجل الذي يريد لزوجته أن تكون شخصية مستقلة تصدر في أفعالها عن وعي ناضج وتفكير شخصي واعٍ.

ومن أدبها: أن تجيد معاملة أهل الزوج:

كثيراً ما تحدث مصادمات بسبب عدم القدرة على التعامل مع أهل الزوج، فقد يكون أحدهم لا يحسن اختيار ألفاظه، أو سيء التصرف، ولاسيما الحموات.

والمرأة العاقلة هي التي تستطيع كظم غيظها، وتلتمس الأعذار لمن تتعامل معهم، ولا تعتبر زوجها مسؤولاً عن تصرفات أهله، فلا تزر وازرة وزر أخرى.

ومن أفضل الأساليب التي تلجأ إليها الزوجة الحكيمة أنها تضع نفسها موضع حماتها، وتعاملها بالشكل الذي تحب أن تعامل هي به عندما تصبح حماة. وعندما تشعر الزوجة هذا الشعور، وتعمل من ذلك المنطلق فسيهون عليها كثيرٌ من المنغصات التي تعكر عليها صفو علاقاتها بزوجها.

ومن أدبها: أن تعلم أن النظافة أبقى لها من الجمال:

والزوجة الكريمة تعمل دائماً على أن يأنس منها زوجها التجمل والزينة، وتحرص على أن تبدو نظيفة في نفسها وفي بيتها وكل متعلقاتها؛ لأنها تعلم أن النظافة أبقى لها من الجمال، وأن الزوجة المهملة لنظافتها تصبح منفرة لزوجها ومن أعجب الأعاجيب أن هناك من النساء من تصر على أن ترتدي أجمل الثياب وتتحلى بأنواع الحلى حين تخرج من المنزل أما في البيت فلا جمال ولا زينة ولا .........

ومن أدبها: أن لا تفرط في الزينة ومجاراة خطوط الموضة:

فهي واثقة بنفسها، وليس لديها شعور بالنقص يدفعها إلى خوض مجالات غريبة تحاول بها تعويض هذا النقص، في حين أن المرأة التي تشك في نفسها، وينتابها شعور بالنقص تجاه الأخريات من أترابها، تحاول أن تؤكد شخصيتها في دائرة الأنوثة بالاستزادة من الزينة وبإتباع أحدث الموضات، معتقدة أن في هذا تعويضاً للشعور بالنقص، وأنها بذلك سيمكنها أن تفوز باهتمام الرجل.

ولكن .. هيهات! .. فليس بالإسراف في الزينة والموضة تستطيع المرأة أن تفوز بالرجل، وإنما يمكنها ذلك بأشياء أخرى كثيرة.

ومن أدبها: أن تكون أمينة عليه مخلصة له:

والزوجة الكريمة مخلصة لزوجها حتى لو كانت لا تحبه، فطالما ارتبطت به بعلاقة الزوجية التي تعد من أرقى العلاقات الإنسانية فإنها تحترم تلك العلاقة أبداً.

ولن تدوم علاقة قامت على الخيانة والخداع، فكما أن للظلم نهاية، فإن للخداع أيضاً نهاية، لكنها غالباً ما تكون مؤلمة، والخاسرة طبعاً هي المرأة.

ومن أدبها: أن تكون غير مسرفة في الاختلاط مع الجيران:

ولا تُدْخِل أحداً دارها إلا بإذن زوجها. فكثر الاختلاط بالجيران، والتداخل المستمر معهم، من الأسباب التي تجلب كثيراً من المتاعب، ويتمخض عنها غالباً احتكاكات غير لطيفة.

ومن هنا فإن مـعظم الرجال ينظـرون بعين التقدير للمرأة التي تدرك تلك المسـألة وتعمل وفقاً لها.

ومن أدبها: أن تعيش الحاضر فقط:

كثير من النساء يلححن في سؤال أزواجهن عن نزواته السابقة، وما هي أوصاف من تعلق قلبه بها.. والواحدة منهن عندما تسأل زوجها مثل تلك الأسئلة تؤكد له أنها لن تغضب ولن يؤثر ذلك فيها.

وإذا استجاب الرجل لهذا الإلحاح، فإنه يكون قد وقع في أكبر الأخطاء التي تؤثر تأثيراً مباشراً على علاقة المرأة به؛ لأنها مهما أقسمت له بأغلظ الأيمان أن صراحته لن تؤرقها، فهي تخدعه وتخدع نفسها.. فأي اعتراف من الرجل بعلاقاته السابقة أو بشعوره تجاه بعض النساء، يكون أشبه بفتيلة مشتعلة يضعها في حياته الزوجية من الممكن أن تشـعلها ناراً في أي لحظـةٍ؛ فالمـرأة لا تنسى.

ومن أدبها: أن لا تعتبر المال أصدق دليل على الحب:

من النساء من يعتقدن أن إنفاق الرجل المال عليهن أصدق دليل على الحب، فكلما أنفق الرجل أكثر اعتقدن أنه يحبهن أكثر، وكلما قصر في الإنفاق أو عجز عنه، اعتقدن أنه قد كف عن حبهن.

وهذا الاعتقاد ليس له مكان في عقل المرأة الصالحة، لأنها تدرك تماماً أن مظاهر الحب متعددة، منها الكلمة الطيبة، والسلوك المعبر، والعاطفة الجياشة، وقد يكون المال إحدى الوسائل التي يلجأ إليها بعض الرجال للتعبير عن حبهن.. أقول إحدى الوسائل، وليس كل شيء.. فهو ليس المقياس الأوحد التي تقيس به المرأة الصالحة الكريمة حب الرجل، وفي أحيان كثيرة لا يعتبر مؤشراً –على الإطلاق- على أن الرجل يحب، بل قد يكون إحدى وسائل الإغراء والغواية.

ومن أدبها: أن لا تكون مسرفة في طعامها وشرابها:

والزوجة الكريمة امرأة معتدلة في كل شأنها، لا تُفْرِط ولا تُفَرِّط. فهذا دأبها وديدنها دائماً وأبداً ... ومن مظاهر ذلك أنها لا تسرف في طعامها وشرابها استجابة لمقتضيات العقل وتنفيذاً لأوامر الله تعالى عندما قال: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}(72).

ومن أدبها: أن لا تكون مهملة:

والزوجة الكريمة امرأة حريصة غير متهاونة أو مهملة؛ فعندما تفتح باباً لا تنسى أن تغلقه، وإذا أخفت شيئاً لا تنسى موضعه، وإذا اعتبرت بحادثٍ لا تنسى عبرته، ولو ائتمنها أحد على سر لا تنسى أن تكتمه.

ومن أدبها: أن تقدر الأمور بقدرها؛ فلا تقلب الميزة عيباً:

عندما تحكم الزوجة الكريمة على الأمور؛ فإنها تقدر كل شيء بقدر، فتقييمها مثلاً لصفات الرجل يظل ثابتاً سواء أحبته أم كرهته، لأنها تملك الحد الأدنى من الموضوعية التي تعصمها عن بخس الناس أشياءهم.

ومن أدبها: أن لا تحمل في عقلها سجلاً أسود عن الماضي:

والزوجة الكريمة ذات قلب أبيض، لا تحمل في عقلها سجلاً أسود ضخماً تدون فيه كل نقائص زوجها، صغيرة وكبيرة.

ومن أدبها: أن تتخذ موقفاً إيجابياً تجاه عيوبها وعيوب زوجها:

لاشك أن الزواج يعتبر بمثابة الضوء الساطع الذي يسلط على الشخصية، فيكشف عن عيوبها ونقائصها في وضح النهار، والزوجة الكريمة هي التي تتخذ موقفاً إيجابياً من تلك العيوب، سواء كانت عيوب الرجل أم عيوبها هي.

أما موقفها من عيوب الرجل فينبغي عليها ألا تحاول دائماً أن تنتقد تصـرفاته، كأنها مكـلفة بذلك.

ومن أدبها: أن تتنزه عن الشجار والجدال:

الشكوى ... التعبير ... التحقير ... الزراية ... الاستخفاف ... ألوان منوعة من التعذيب النفسي التي تختص الزوجة في إحداها أو فيها جميعاً.

وأسوأ ما في "النقار" أنه قد يبدأ عفواً، ولكنه سرعان ما يتحول إلى عادة راسخة؟!.

فالزوجة التي تبدأ وهي في سن العشرين تتساءل متى يتسنى لزوجها أن يشيد لنفسه بيتاً كما فعل صديقه "فلان" تستحيل في سن الأربعين إلى زوجة مصابة بداء "النقار المزمن"!.

ومن أسوأ مظاهر "النقار" أن تعير المرأة زوجها بغيره من الناس.

ومن أدبها: أن لا تدفع زوجها إلى التهور:

عندما يحدث تصادم ما مع الأهل أو الأصدقاء أو الجيران، في غياب الرجل.. فإن ردود أفعال النساء تتباين من واحدة إلى أخرى عند حضوره.

فالحمقاء تجد لذة خبيثة في تجسيم النزاع، وتحويره وتهويله! زاعمةً أنها قد أهينت في صميم كرامتها، وأنها ليس لها رجل يعرف كيف يدافع عنها، ويلزم خصومها المعتدين حد الاحترام والأدب!.

ولذلك فقد قال سليمان بن داود في حكمته: "المرأة العاقلة تبني بيتها، والسفيهة تهدمه".

نعم!؟ إن المرأة العاقلة تبني بيتها لأنها تعمل على أن يضبط زوجها نفسه، وتحرص على هدوء أعصابه، ولا توغر صدره؛ فلا تحرف الأحداث، ولا تهول ما حدث من سوء فهم أثناء غيابه؛ لأنها تعلم أن تهاويل المرأة أفعل من النفس والقلب لدى الرجل من السموم، وأفعل من نفسه من وقع الإهانة المباشرة، مما قد يسوقه إلى ارتكاب فعل يترتب عليه أسوأ النتائج.

ومن أدبها: أن لا تضع نفسها مواضع التهم:

من العادات السيئة التي يتحلى بها كثير من الناس سرعة الظن السيئ بالآخرين لأتفه سبب أو لأقل اشتباه.. وإن كان المرء لا يملك أن يغير من عادات هؤلاء شيئاً فإنه يمكنه ألاً يعطيهم أي فرصة أو أدنى مبرر لكي يظنوا به ظن السوء؛ فيتجنب مواضع التهم، ويبعد عن مواطن الاشتباه. وهذا أوجب ما يجب على المرأة الصالحة؛ فهي لا شك أنها عفيفة طاهرة قانتة حافظة للغيب بما حفظ الله، ولكن مع ذلك قد تفعل فعلاً أو يصدر عنها قول –وهي حسنة النية- فيظن بها الظانون ظناً هي أبعد ما تكون عنه، ولذا فقد قال تعالى: {فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ}(73).



___________________________________

(70)أخرجه مسلم كتاب الإيمان باب بَيَانِ تَحْرِيمِ إِيذَاءِ الْجَار(1/293) حديث رقم (47) وغيره
(71)
(72)سورة الأعراف , الآية (31)
(73)سورة الأحزاب , الآية (32)


يتبع/7















رد مع اقتباس