الجمعة 18 يناير 2013
انتفاضة الجزائر اعتراضا على المشاركة في الحرب على الإسلاميين في مالي
شهدت الجزائر ثورة عارمة بسبب مشاركتها في الحرب على الإسلاميين بمالي وسماحها للقوات المسلحة الفرنسية باستخدام أجوائها.
وانتقد السياسي والكاتب الصحفي علي ذراع الموقف الجزائري، وقال "إننا في كل مرة نقف أمام تذبذب في الموقف الجزائري في معالجة القضايا الحساسة، فكما رأينا ارتباك النظام في التعامل مع الأزمة الليبية، ها هو اليوم يكرر نفس الخطأ".
وأضاف أن "النظام لا يولي اهتماما إلا للأنظمة الغربية التي نصبته، لأنه لا يُعقل أن يُسمح بضرب أشقاء لنا مسلمين وعرب، هم مضطهدون أصلا من الحكومة المالية الأفريقية النصرانية، ومستعمِرتهم السابقة فرنسا".
وتساءل المتحدث عمن "سيدفع فاتورة هذه الحرب، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار الدفع بعشرات الآلاف من الجنود الجزائريين إلى الحدود لتأمينها بعد غلقها، وكذا عشرات الآلاف من النازحين الماليين الهاربين من جحيم الحرب".
كما انتقدت الأحزاب الإسلامية بشدة الموقف الجزائري. وقال نائب رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري إنه "مؤسف أن تتعامل السلطات مع هذه القضايا في غياب تام للشفافية.
وأضاف "نحن نتخوف من هذه الخطوة، ولا نريد أن يأتي يوم يضطر فيه أبناؤنا في الجيش إلى أن يتورطوا في هذه الحرب".
وقال بيان من حركة النهضة إن الشعب الجزائري فوجئ بإشعال نار الحرب في مالي، عكس ما كانت تسوق له السلطة الجزائرية من اقتناع الغرب بنظرة الجزائر للخيار السلمي.
من جهة أخرى، تحركت مجموعة من القوات الفرنسية من العاصمة المالية باماكو باتجاه الشمال في حين قام المسلحون الإسلاميون بقطع الاتصالات السلكية واللاسلكية عن مدينة غاو لمنع وصول المعلومات إلى القوات المالية والفرنسية.
وبدأت منذ الثلاثاء مجموعة مكونة من حوالي ثلاثين مركبة مدرعة في التحرك من مطار باماكو باتجاه الشمال، وذلك في أول تحرك بري منذ أن شرعت فرنسا في عملية عسكرية يوم الجمعة الماضي لوقف زحف تحالف من الجماعات الإسلامية صوب الجنوب، معتمدة على توجيه ضربات جوية لمعاقل المسلحين