بنو صهيون يرقصون فرحا بالهدنة مع حماس
سادت حالة من الفرح في شوارع شمال الكيان الصهيوني بعد دقائق من إعلان القاهرة مبادرة اتفاق وقف إطلاق النار بين الجانبين الفلسطيني والصهيوني.
ونقلت عدد من القنوات الفضائية مظاهر فرح المستوطنين الصهاينة لدى علمهم بأخبار وقف إطلاق النار وشعورهم العام تجاه الخطوة.
وظهر عدد من الشباب الصهيوني وهو يرقص ابتهاجًا وسط شوارع شمال إسرائيل.
ننشر بنود اتفاق التهدئة بين الكيان الصهيوني والمقاومة
أعلن وزير الخارجية المصري عن تفاهم بين فصائل المقاومة الفلسطينية والكيان الصهيوني على وقف متبادل لإطلاق النار يبدأ من الساعة التاسعة من مساء الأربعاء 21/11/2012م.
وينص الاتفاق حسبما أعلن نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق:
أ- يقوم الكيان الصهيوني بوقف كافه الأشكال العدائية العسكرية والإجراءات على قطاع غزة برا، بحرا وجوا بما في ذلك الاجتياحات وعمليات استهداف الأشخاص.
ب- تقوم الفصائل الفلسطينية لوقف كافة العمليات من قطاع غزة باتجاه الجانب الإسرائيلي بما ذلك إطلاق الصواريخ والهجمات على خط الحدود.
ج- فتح المعابر وتسهيل حركة الأشخاص والبضائع وعدم تقييد حركة السكان او استهدافهم في المناطق الحدودية ويتم التعامل مع إجراءات تنفيذ ذلك بعد ٢٤ ساعة من دخول الاتفاق حيز التنفيذ.
ومن المقرر أن يعقد كل من رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل والأمين العام لحركة الجهاد رمضان شلح مؤتمراً صحفياً في هذه الأحيان من مساء هذا اليوم لتوضيح تفاصل الإتفاق الذي تم التوصل إليه بواسطة مصرية.
خبراء: مرسي اجتاز الاختبار الصهيوني وأعاد لمصر دورها
اتفق عدد من الخبراء السياسيين المصريين على أن نجاح القاهرة في إبرام اتفاق بين الكيان الصهيوني والفلسطينيين بشأن الهدنة يؤشر إلى استعادة مصر لدورها الإقليمي سريعًا تحت قيادة الرئيس محمد مرسي بعد أن نجح في اجتياز اختبار العدوان الصهيوني على غزة بمعاونة قوى إقليمية مهمة وفي مقدمتها تركيا، وسبب للكيان الصهيوني هزيمة على المستويين السياسي والدبلوماسي.
وفي تصريحات خاصة لمراسلة وكالة الأناضول للأنباء، قال مصطفى كامل السيد أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة إن "هذا الاتفاق يعكس دورًا فاعلاً وقويًا لمصر ما بعد الثورة" كما يؤشر على أن "دورها اختلف على الساحة الإقليمية خاصة في مسار القضية الفلسطينية الصهيونية" وأصبح أكثر انحيازًا ودعمًا للجانب الفلسطيني خلافًا لما كان عليه الحال قبل الثورة.
وأشار السيد إلى أن مصر تعاملت بصورة مفتوحة مع الدول الإقليمية مثل تركيا وتعاونت معها بقوة، كذلك مع الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة وروسيا والصين وغيرها.
واعتبر أن الإنجاز الحقيقي يتمثل في أن مصر نجحت في "الإيقاف المبكر للعدوان الصهيوني" حيث لم يدم سوى 8 أيام في حين دام عدوان 2008 - 2009 على غزة 18 يومًا كما نجحت في منع الاجتياح البري للكيان انجاز اتفاق تهدئة مشرف سبب "هزيمة سياسية ودبلوماسية للكيان الصهيوني.
وبحسب السيد، فإن كل ذلك يعزز بقوة دور مصر الإقليمي فالكيان لم يجد دولة تقف بجانبها بينما ذهبت الدول العربية إلى غزة بعد فتح مصر لمعبر رفح، كما أن نجاح هذه الهدنة مستقبلاً سيثبت أن مصر رجعت قائدًا لتلك المنطقة.
وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن هناك خطوات أخرى على مصر اتخاذها وهي "إقناع الكيان الصهيوني بالالتزام بالهدنة وتنفيذ بنود الهدنة من فتح المعابر مع قطاع غزة ووقف الاغتيالات".
وأضاف أن الإدارة الأمريكية لعبت دورًا مهمًا في دعم مصر، فإذا كانت أعلنت عن دعمها المباشر للكيان، إلا أنها لعبت من وراء الستار دورًا آخر تمثل في الضغط على الكيان الصهيوني لعدم القيام بالعملية البرية، وهو ما ساعد جهود مصر لوقف العدوان.
واعتبر الخبير السياسي أن جهود مصر لوقف العدوان ساهمت في تبني الولايات المتحدة لموقف قوى داعم لمنح مصر قرضًا حيويًا بقيمة 4.8 مليار دولار من صندوق النقد الدولي، وهو ما تحقق بالفعل قبل يومين فقط.
متفقًا معه، قال للأناضول حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إن "مصر تستعيد دورها الإقليمي بسرعة فقد كانت أحداث غزة اختبارًا صهيونيا لمصر إلا أنها نجحت في اجتيازه بنجاح".
من جانبه، قال نجاد البرعي، الناشط الحقوقي، إن "موافقة الكيان الصهيوني على فتح المعابر سيعد انتصارًا كبيرًا حققته لمصر لا يقل عن انتصار حزب الله على العدوان الصهيوني في 2006 وربما أكثر"، مشيرًا إلى أن "الإدارة المصرية تسير في اتجاه سليم نحو سياستها الخارجية".
وذهب عدد من التعليقات الإسرائيلية في اتجاه المحللين المصريين فتحت عنوان "هكذا طورنا مرسي": كتب رؤوبين بدهتسور في صحيفة "هآرتس" قائلا: "يصعب التصديق أن رئيس الوزراء ووزير الدفاع الصهيوني خططا لتحسين مكانة رئيس مصر حينما استقر رأيهما على الخروج من العملية (إنهاء العدوان)، لكن هذا بالضبط ما حدث، وأصبحت إسرائيل متعلقة بالإرادة الخيّرة لمرسي الذي بقي الأمل الوحيد لإحراز اتفاق وقف إطلاق نار".
وفي الصحيفة نفسها كتب تسفي برئيل تحت عنوان "لماذا دُهش بيريز؟" يقول إن الرئيس الصهيوني شمعون بيريز "فوجئ بموقف الرئيس المصري من الأزمة في غزة، بعدما كانت وسائل الإعلام الصهيونية قد شهّرت بالرئيس مرسي تشهيرا شديدا".
ويضيف أن "بيريز قال في لقاء مع مبعوث اللجنة الرباعية الدولية توني بلير إنه لم يكن يتوقع أن يحاول مرسي أداء دور في تخفيف التوتر، وتابع أن مرسي "فاجأ الكيان الصهيوني بجهوده لتخفيف التوتر وأصبح الآن زميلا، فهو صديقنا القريب الذي يُذكرنا فجأة بمصر التي تعودنا عليها في عهد حسني مبارك، ولم يعد الكارثة التي وقعت على الشرق الأوسط والكيان، ولم يعد يرمز إلى الشتاء الإسلامي أو إلى الدكتاتورية المخيفة".
آخر تعديل رقاد يوم 22-Nov-2012 في 01:49 PM.