حقوق "اللاجئين اليهود" في الدول العربية؟!
14/9/2012 21:13
عندما فتحت الجريدة في 10/09/2012، فاجأني خبر بالبنط العريض عن مؤتمر حمل عنوان" العدل لللاجئين اليهود العرب من الدول العربية" والذي انعقد في القدس.
وجاء في الخبر أن الهدف من هذا المؤتمر، هو إقامة صندوق يعمل على طلب تعويضات "للاجئين" اليهود على غرار مطلب اللاجئين الفلسطينيين!
رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وجه تحية الى المؤتمر قال فيها: " ان الحكومه ملزمه باحقاق العدل لهؤلاء "اللاجئين", فالعالم العربي أهمل اللاجئين الفلسطينيين واستخدمهم اداة ضد اسرائيل, وفي المقابل استقبلت اسرائيل "اللاجئين" اليهود من الدول العربية وجعلتهم مواطنين فيها".
مثير للاستغراب والتساؤل مدى وقاحة هذه الدولة، التي ما زالت تعتبر سكانها من اليهود العرب "لاجئين", لماذا مثلا لا يعتبر يهودي هرب من المانيا النازية لاجئا، بل صاحب حق، لا افهم لماذا يؤرق هذا الحدث اليهود العرب.
ولكن اكثر ما اغضبني هو محاولة الربط التي تقوم بها الدولة، بين قضيتنا الفلسطينية بهؤلاء اليهود، الذين تجمع كل المصادر على انهم هجروا بلدانهم الى اسرائيل بفعل الاغراءات التي عرضها عليهم قادة ورسل الحركة الصهيونية، بل والعمليات العدائية التي تتهم اجهزة المخابرات الاسرائيلية بتنفيذها في مصر والعراق، مثلا، لجعل اليهود يهربون الى اسرائيل.
ان مافعلته دولة اليهود بفلسطين كانت طهيرا عرقيا بكل معنى الكلمة، فمن اكثرية تحولنا في ليلة وضحاها إلى أقلية على ارضنا، وهنا نحن نتحدث عن احقية المكان والتاريخ وليس عن حفنة من التعويضات عن بعض الأملاك والتي اشك ان اليهود العرب (من كان لديهم مال وقتها) لم يقوموا بتهريبها الى خارج البلاد قبل هجرتهم الى اسرائيل.
دعونا لاننسى ان تهجير اليهود من الدول العربية تم في الاساس على أيدي الدولة اليهودية لأنها ارادت ايدي عامله لتبني دولتها وترسخها على انقاض وطننا وشعبنا الذي حولت غالبيته الى لاجئي نفي المنافي.
لا ارى أي مكان للربط بين القضيتين ، ومن الواضح، بل اعلن المنظمون، ان الهدف هو استخدام هذه القضية كورقة للتفاوض في المستقبل وتضييع حقوق اللاجئين من أبناء شعبنا الفلسطيني.
ولعل المستهجن، أننا لم نسمع حتى الآن أي رد فلسطيني، او عربي، على هذه الخطوة الخطيرة التي تقوم بها اسرائيل، بدعم وتمويل من اليهود الامريكيين.
اهيب بنا جميعا، عدم الوقوف متفرجين امام هذه الجريمة
المصدر