*فالغضب قد تمكن وقرار الانتقام قد اتخذ، ففرض عليه الاقامة الجبرية، وهو عقاب يدرك مناف أنه مؤقت، وأنه ما أن يتفرغ له حتى ينتقم منه الانتقام الذي يليق به من وجهة نظر الأسد، فقد كان مناف يعرف شخصية الاسد وانتقامه ويعرف أن المسألة مسألة وقت، فقرر الهرب، وهو هرب لم يكن بالأمر السهل، فقد كان شبه مستحيل، ولكن قدرته على الهرب تكشف ارتخاء قبضة النظام حتى على المؤسسة العسكرية والمخابرات المخترقة.