بسم الله . والحمد لله .
لم يتفاجأ أحدٌ ـ أبدًا ـ بوصول مرشح الإخوان : محمد مرسي إلى الرئاسة ؛ لأنّه كان المتوقّع فوزه على منافسه : أحمد شفيق ؛ لعلاقة هذا الأخير بنظام حسني مبارك السابق ، ولكن كم تفاجأ الجميع حينما أعلن مباشرةً هذا مرسي بعد وصوله إلى الرئاسة وإعلان اسمه رئيسًا لمصر استقالته الكلية غير المبرّرة من جماعة الإخوان وجناحها السياسي حزب الحرية والعدالة الذي أوصله على أكتاف أنصارها إلى الرئاسة الذين كانوا يحملونه على أعناقهم تحت لهيب الحر في أزقة مصر وشوارعها ، ويهتفون له : عاشَ ، عاشَ .. فها هو لما وصل إلى العرش انحاشَ !؟
وينبغي أن نشير إلى أن هذه الحادثة ليست بمستغربة عند تلكم الجماعة عند مَن يعرف تاريخ مصر السياسي فقد فعل هذا الإخواني مرسي مثل ما فعله من قبل الإخواني المنشق جمال عبد الناصر حذو القذة بالقذة ، الذي بايع في ذلكم الزمان بيعة الإخوان ، فأصبح واحدًا منهم عليه ما عليهم وله ما لهم ، فلمّا وصل إلى الحكم وتربّع على سدته ركلهم برجله ، وحثا التراب في وجوههم بعد أن ساندوه وساعدوه بالعتاد والرجال والجهد والمال ؛ حتى وصل إلى منية البال ..!
ثم جاءه بعده خليفته الإخواني المنشقّ الآخر : السادات الذي فعل بهم ما فعل به سلفه إلا أنه كان أشفق بهم منه ؛ حيث لم يحثُ التراب في وجوههم ، بل اكتفى بالصفع لغواربهم !
والحقيقة أن هذه حقيقة الإخوان على مرّ الزمان ، حقيقتهم النابعة من هدفهم ومقصدهم ، وهو الرئاسة و الحكم ؛ فما أن يصلَ أحدهم إلى سدته إلا تنكّر لجماعته ، وقلب لهم ظهر المجنّ فغدا عدوهم بعد أن كان أخاهم ، وناكرًا لجميلهم ، وضاربًا بالوفاء عُرض الحائط ؛ ليكشف لكل عاقل أنّ هذا هو طبع وحقيقة الإخوان : النكران للإخوان على مرّ الزمان !
* عاشق الحقيقة *
5 / 8 / 1433
هـ
| التوقيع |
الآراء كثيرة مُتباينة .. وتبقى الحقيقة واحدة .. تراها العين التى ترَى بالعقل من منظار النقل و الهُدى ، لا العين التي ترَى من منظار الفِسق والهَوى !؟
.
.
|