[خلف القثامي]

من النادر أن تجد رجلا متعدد الهوايات والميول، إلا أن ذلك جُمع في الأمير نايف بن عبد العزيز ولي العهد وزير الداخلية - يرحمه الله - طيلة حياته قبل أن يسلم روحه إلى بارئه، حيث عرف عنه ولعه برياضتين عريقتين هما القنص، وركوب الخيل، فجمع أندر الأحرار والأصايل في مربطه.

فمن هوايات الأمير الراحل حب القراءة بشكل عام وخصوصاً في مجالات: ''العلوم الشرعية والتاريخ والآداب، والسياسة''، وممارسة الرياضة البدنية بشكل يومي منتظم، إضافة إلى القنص والسباحة وركوب الخيل والاهتمام بتربيتها، واحتفظ - يرحمه الله - بعدد من الخيول العربية الأصيلة ذات السلالات العريقة.

ولم يكن سياسيا صاحب بصيرة نافذة فحسب، ولا رجل أمن بدرجة ممتاز، بل كان رجلا شاملا مليئا بالطاقات الخلاقة التي نجح خلال مشوار حافل بالبذل والعطاء والتضحية في توظيفها لصالح بناء وطن أبي شامخ يحفه الأمن والأمان من كل جانب.

وولع الأمير نايف بن عبد العزيز برياضة الصيد، وبالصحراء، والصقور منذ صغره، وعرف عنه - يرحمه الله - أنه اقتنى عدداً كبيراً من أفضل أنواع وفصائل الصقور على مستوى العالم، كما أنه مرجعاً لهواة الصقور لخبرته الواسعة في هذا المجال ونظرته الثاقبة في أنواعها وفصائلها ولهذا أُطلق عليه لقب ''سيد صقارين الجزيرة''، حيث جمع أندر الطيور كـ''بكر''، و''عباث'' الذي نظمت فيه قصائد عدة أبرزها ما سطره


الشاعر عبد الله بن عون عندما اصطاد 18 حبارى:

يا أهل الطيور اللي تصيد الثلاثي

تحطيمكم لأكبر عدد مثل الأضغاث

لو تجمعون ذكورهن والأناثــــــي

أكبر عدد ما حطمه غير عبّـــــاث

النادر اللي فالهدد ما يثاثــــــــــي

لافرّعه راعيه ماهوب لثـــــــــــــاث

ومن المفارقات العجيبة، أن ابن عون بكى الأمير نايف في قصيدته ''عباث'' التي نظمها قبل أعوام عدة بقوله:

شيخٍ بصكات السنين العباثــــــــي

أيا قديم أمجاد قوم بالأجــــــداث

عساي ما استعرض عليه المراثي

آمين ياحيٍ للأموات بعّـــــــــــــاث

لا قيل منهو قلت مبري وعاثـــــي

نايف ملاذ اللي له الوقت غثّـــــاث

المستغيث إليا التجا واستغاثـــــي

عنده يغاث وخير أساميه غيّـــــاث