و لم تفنى يا أخي !
كثرة العدد لا تعني حسن التنظيم و لك عبرة في جيش الفرس العرمرم حين واجهته بكر بن وائل و لك عبرة في جيش المسلمين و الذي رغم كثرته إلا أن هوازن نجحت في كسره أول معركة حنين و أيام حرب الفجار أربعة فلربما حضرت جميع قيس في يومين أو ثلاثة منها بينما حضرت هوازن و سليم وحدهما في أول يوم من أيام حرب الفجار
و المصادر التاريخية واضحة جدا في وصف حرب الفجار :
من كتاب الأغاني للأصفهاني ( ت 356 هـ )
(( ذكر الخبر في حروب الفجار وحروب عكاظ
وكانت هذه الحرب بين قريش وقيس عيلان في أربعة أعوام متواليات ))
و يقول في موضع آخر (( حملت قريش و كنانة على قيس من كل وجه فانهزمت قيس كلها إلا بني نصر فإنهم صبروا ))
و في موضع آخر (( ثم تراضوا بأن يعدوا القتلى فيدوا من فضل فكان الفضل لقيس على قريش وكنانة فاجتمعت القبائل على الصلح وتعاقدوا ألا يعرض بعضهم لبعض ))
من كتاب (الروض الأنف والمنهل الروي في ذكر ما حدث عن رسول الله وروى) للإمام أبي القاسم الخثعمي السهيلي ( ت 581 هـ) شرح كتاب السيرة النبوية لابن هشام الحميري البصري ( ت 218 هـ) :
(( قال ابن هشام : فلما بلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أربع عشرة سنة أو خمس عشرة سنة فيما حدثني أبو عبيدة النحوي ، عن أبي عمرو بن العلاء - هاجت حرب الفجار بين قريش ، ومن معها من كنانة وبين قيس عيلان ))
و يقول في موضع آخر : (( على كل قبيل من قريش وكنانة رئيس منهم وعلى كل قبيل من قيس رئيس منهم .
))
و قال ابن إسحاق : (( هاجت حرب الفجار ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - ابن عشرين سنة وإنما سمي يوم الفجار بما استحل هذان الحيان كنانة وقيس عيلان فيه المحارم بينهم . وكان قائد قريش وكنانة حرب بن أمية بن عبد شمس ، وكان الظفر في أول النهار لقيس على كنانة حتى إذا كان في وسط النهار كان الظفر لكنانة على قيس ))
و في موضع آخر : (( كانت للعرب فجارات أربع ذكرها المسعودي ، آخرها : فجار البراض المذكور في السيرة وكان لكنانة ولقيس فيه أربعة أيام مذكورة يوم شمطة ويوم الشرب وهو أعظمها يوما ، وفيه قيد حرب بن أمية وسفيان وأبو سفيان أبناء أمية أنفسهم كي لا يفروا ، فسموا : العنابس ويوم الحريرة عند نخلة ، ويوم الشرب انهزمت قيس إلا بني نضر منهم فإنهم ثبتوا ، وإنما لم يقاتل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع أعمامه وكان ينبل عليهم وقد كان بلغ سن القتال ))
من كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير (ت 630 هـ) :
(( كان الفجار الأول بين قريش ومن معها من كنانة كلها وبين قيس عيلان.
وسببه أن رجلًا من كنانة كان عليه دين لرجل من بني نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن فأعدم الكناني فوافى النصري سوق عكاظ بقرد وقال: من يبيعني مثل هذا بما لي على فلان الكناني فعل ذلك تعييرًا للكناني وقومه فمر به رجلٌ من كنانة فضرب القرد بالسيف فقتله أنفةً مما قال النصري فصرخ النصري في قيس وصرخ الكناني في كنانة فاجتمع الناس وتحاوروا حتى كاد يكون بينهم القتال ثم اصطلحوا ))
و في موضع آخر يقول (( سمي الفجار لما استحل الحيان كنانة وقيس فيه من المحارم وكان قبله يوم جبلة وهو مذكور من أيام العرب و الفجار أعظم منه ))
و في موضع آخر يقول : (( ثم إن قيسًا جمعت جموعها ومعها ثقيف غيرها وجمعت قريش جموعها منهم كنانة جميعها والأحابيش و أسد بن خزيمة ))
و في موضع آخر يقول : (( وكانت قيس قد تقدمت إلى عكاظ قبل قريش فعلى بني عامر ملاعب الأسنة أبو براء وعلى بني نصر وسعد وثقيف سبيع بن ربيع بن معاوية وعلى بني جشم الصمة والد دريد وعلى غطفان عوف بن أبي حارثة المري وعلى بني سليم عباس بن زعل بن هني بن أنس وعلى فهم وعدوان كدام بن عمرو ))
من كتاب المنمق من أخبار قريش لابن حبيب البغدادي (ت 245 هـ) :
(( تجمعت قيس وتجمعت هوازن وسليم جميعاً وثقيف وأحلافها من جسر بن محارب وغيرهم ممن لحق بهم ))
و في موضع آخر (( وتجمعت قيس واستعانت بثقيف وجمعوا الجموع وقادوا الخيل فكانت خيلهم كثيرة يومئذ ))
و في موضع آخر : (( صفت قيس صفوفها وكان الذي يسوي صفوفها أبو براء عامر بن مالك بن جعفر وأخذ الراية حرب بن أمية وأخذ راية قيس أبو براء ))
و في موضع آخر ((فكانت الدبرة أول النهار لقيس على كنانة ... فلما كان وسط النهار ظهرت عليهم كنانة فقتلوهم قتلاً ذريعاً ... وانهزمت قيس وقتل من أشرافهم عباس الرعلي في بشر من بني سليم وانهزمت ثقيف وبنو عامر وقتل يومئذ من بني عامر عشرة فلما رأى ذلك شيخ من بني نصر صاح يا معشر بني كنانة! أسرفتم في القتل فأجابه عبد الله بن جدعان: إنا معشر سرف ولما رأى أشراف قيس ما تصنع قبائل قيس من الفرار عقل رجال منهم أنفسهم منهم يبيع بن ربيعة وغيره ثم أضطجع وقال: يا معشر بني نصر! قاتلوا عني أو ذروا فعطف عليه بنو نصر وبنو جشم وبنو سعد بن بكر وفهم وهربت قبائل قيس غيرهم فقاتلوا حتى انتصف النهار ثم إن عتبة بن ربيعة نادى وإنه يومئذ لشاب ما كملت له ثلاثون سنة: يا معشر قريش! علام تقتلون أنفسكم إن هذا ليس برأي فعجب منه يومئذ لحداثة سنه من ثم من ذوي الأسنان لم يهتد ولم يدع إلى ما دعا إليه من الصلح ثم أرسل إلى قيس: آتيكم فأكلمكم قالوا: نعم ولم تكره ذلك قيس وكانت الدبرة عليها آخر النهار فمشى بينهم عتبة حتى اصطلحوا وقال لقيس: انصرفوا فيعد هذا الأمر إلى أحسنه وأجمله فإنكم في شهر حرام وقد عورتم متجركم وانقطعت موادكم وخاف من قاربكم قالت قيس: لا ننصرف أبداً ونحن موتورون ولو متنا من آخرنا قال عتبة: فالقوم قد وتروا وقد قتلوا نحواً مما قتلتم وجرحوا كلما جرحتم قالت قيس: قتلانا أكثر من قتلاهم قال عتبة: فإني أدعوكم إلى خطة هي لكم صلاح ونصفة عدوا القتلى فإن كان لكم الفضل ودينا فضلكم وإن كان لهم وديتم فضلهم قال أبو براء: لا يرد هذه الخطة أحد إلا اخذ شراً منها نحن نفعل وأجابوا فاستوثق من رؤساء قيس من أبي براء وسبيع بن ربيعة ثم انطق إلى حرب بن أمية وابن جدعان وهشام بن المغيرة فاستوثق منهم وتحاجز الناس وأمنوا وعدوا القتلى فوجدوا لقيس فضل عشرين رجلاً فودتهم ))