ساذكر قصة قصيرة تدل على عظمة قبيلة بني الحارث بين قبائل العرب:
اجتمع يزيد أبن عبدالمدان الحارثي وعامر بن الطفيل القيسي بموسم عكاظ، وقدم أمية أبن الأسكر الكناني، وتبعته أبنةً له من اجمل أهل زمانها، فخطبها يزيد وعامر فقالت أم كلاب امرأة أمية: من هذان الرجلان؟ فقال: هذا يزيد بن عبدالمدان وهذا عامر بن الطفيل، فقالت: أعرف بني الديان، ولاأعرف عامراً .فقال: هل سمعتي بملاعب الأسنة(عامر بن مالك فارس قيس، وأحد أبطال العرب في الجاهلية) فقالت: نعم فقال: فهذا أبن أخية.
وأقبل يزيد يفاخر خصمة فقال: ياأمية، أن ابن الديان الكتيبة ورئيس مذحج، ومن كان يصوب أصابعة فتسيل دماً ويدلك راحتية فتخرجان ذهباً.
فقال أمية: بخٍ بخ، مرعىً ولاكالسعدان(ذهبت مثلاً)
فقال يزيد: ياعامر هل تعلم شاعراً من قومي سار بمدحة الى رجل من قومك قال: لا
فقال: فهل أن شعراء قومك يرحلون بمدائحهم الى قومي فقال: اللهم نعم
قال يزيد: فهل لكم نجم يمان أو برد يمان أو سيف يمان أو ركن يمان؟ قال: لا، قال فهل ملكناكم ولم تملكونا؟ قال: اللهم نعم
فنهض يزيد وأنشأ يقول مخاطباً أبا البنت:
أمى يابن الأسكر بن مدلج**لاتجعلـــن هــوازناً كـــمذحـج
أنك أن تلهج بأمر تلــــجج**ماالنبع في مغرسة كالعوسج
*ولا الصريح المحض كالمزج*
فزوج أمية يزيد بن عبدالمدان الحارثي أبنتة