المصادر
ابن خلدون والقلقشندي و الاندلسي وهم من ذكرو هذا كلام وبشر بعزك
وقال / الحازمي : بين البصرة ومكة لبني هلال من بني عامر وقيل بين مكة والمدينة، وقال / عرَام عند ذكره الحجاز وقرية يقال لها : مران قرية غناء كبيرة كثيرة العيون والآبار والنخيل والمزارع وهي على طريق البصرة لبني هلال وجزء لبني ماعز وبها حصن ومنبر وناس كثير وفيها يقول / الشاعر :-
أبعدَ الطول الشم من آل ماعزيُرَجي بَهـرانَ القـرى ابـنُ سبيـل
مَرَرنا على مران ليـلاً فلـم نَعُـجْعـلـى أهــل آجــام بـهـا ونـخـيـل
( معجم البلدان ص : 1581 ) الوتدَاتُ : بالفتح ثم الكسر ودال مهملة واّخرة تاء كأنه جمع وتدة إشارة إلى تأنيث البقعة والوتد معروف : رمال بالدهناءٍ ويوم الوتدات يوم معروف بين نهشل وهلال بن عامر . قال / الأصمعي : وبأعلى مبهِل المُجَيمِر وكتفَيه جبالٌ يقال لها الوتدات لبني عبدالله بن غطفان وبأعاليه أسفل من الوتدات أبارقُ إلى سَندها رمل يسمَى الأثوار .
الوتدَةُ : واحدة التي قبلها : موضع بنجد وقيل بالدهناء منها وليلة الوتدة لبني تميم علي بني عامر بن صعصعة قتلوا ثمانين رجلاَ من بني هلال وما أظنها إلا التي قبلها وإنما تلك جُمعت . ( معجم البلدان ص : 1787 )
ومن عنزة هؤلاء بأفريقية حي قليل مع رياح بن أبي ربيعة بن نهيك من بني هلال بن عامر ومنهم أحياء مع طيء ينتجعون ويشتون في برية نجد ( تاريخ / ابن خلدون ص : 589 ) وأما هلال بن عامر فبطون كثيرة كانوا في الجاهلية بنجد، ثم ساروا إلى ديار المصرية في حروب القرامطة ثم ساروا إلى أفريقيا أجازهم الوزير / البارزي في خلافة المستنصر العبيدي لحرب المعز بن باديس فملك عليه ضواحي أفريقية، ثم زاحمهم بنو سليم فساروا إلى الغرب ما بين بونة وقسنطينة إلى البحر المحيط وكان لهلال خمسة من الولد : شعبة وناشرة ونهيك وعبد مناف وعبدالله، وبطونهم كلها ترجع إلى هؤلاء الخمسة فكان من بني عبد مناف / زينب أم المؤمنين بنت خزيمة بن الحرث بن عبدالله بن عمرو بن عبدالله بن عبد مناف، وكان من بني عبدالله / ميمونة أم المؤمنين بنت الحرث بن حزن بن بحير بن الهزم بن رؤيبة الأصغر بن عبدالله بن هلال قال / ابن حزم : ومن بطون بني هلال بنو قرة وبنو بعجة الذين بين مصر وأفريقية، وبنو حرب الذين بالحجاز، وبنو رياح الذين أفسدوا أفريقية وقال / ابن سعيد : وجيل بني هلال مشهور بالشام، وقد صار عربه حراثين، وفيه قلعة صرخد مشهورة قال: وقبائلهم في العرب ترجع لهذا العهد إلى أثبج ورياح وزغبة وفادع فأما الأثبج فمنهم سراح بجهة برقة وعياض بجبل القلعة المسمى لهم ولغيرهم وأما رياح فبلادهم بنواحي قسنطينة والسلم والزاب ومنهم عتبة بنواحي بجاية، ومنهم بالغرب الأقصى خلق كثير كما يأتي في أخبارهم وأما زغبة فإنهم في بلاد زناتة خلق كثير وأقول : ( أن زغبة قبيلة الفارس / ذياب بن غانم الزغبي صاحب الشلفاء المشهورة والتي سار فيها المثل : ( شلفا ذياب ما توطي إلا بلحم ) منهم الزغب مع اّل علي من الصعبة من بني عمر من قبيلة سبيع بن عامر الغلباء وشيخهم الاّن الشيخ / حسين بن مجري اّل جازع ) وأما فادع فإنهم في الغرب الأقصى مع المعقل وقرة وجشم وبنو قرة كانت منازلهم ببرقة، وكانت رياستهم أيام الحاكم العبيدي لـ / ماضى بن مقرب، ولما بايعوا لأبي ركوة من بني أمية بالأندلس، وقتله الحاكم، سلط عليهم العرب، والجيوش فأفنوهم وانتقل جلهم إلى المغرب الأقصى، فهم مع جشم هنالك كما يأتي ذكره، ويأتي الكلام في نسب هلال وشعوبهم ومواطنهم بالمغرب الأوسط وأفريقية عند الكلام عليهم في الطبقة الرابعة ( تاريخ / ابن خلدون ص : 596 )
وأما ما جرى لهم من حوادث :-
وكان بطرابلس الغرب وما والاها زغبة بن أبي ربيعة بن نهيك الهلالي وإخوانهم رياح ( رياح قبيلة من بني هلال بن عامر ) وهما قبيلتان من العرب، وبينهما حروب وعداوة، فأحضر الوزير مكين الدولة أبو علي / الحسن بن علي بن ملهم بن دينار العقيلي، أحد أمراء الدولة، وكان رجلا عاقلا، وسيره إلى زغبة ورياح بخلع سنية وأنعام كثيرة، وأمره أن يصلح ذات بينهما، ويتحمل ما بينهما من ديات، ويفديه بالزيادة في إقطاعاتهما فلما تم له ذلك أمرهم بالمسير إلى / المعز بن باديس، وأباحهم دياره، وتشدد في هذا الأمر حتى توجه المذكورون إلى ديار / ابن باديس وملكوها، وجمعوا ذيوله عليه، وقلموا أظفاره، وضيقوا خناقه حتى لم يتمكن من قتالهم إلا مستنداً إلى حيطان إفريقية وذلك أنهم ملكوا برقة، فسار إليهم المعز فهزموه، وتبعوه إلى إفريقية، وحصروا المدن، فنزل بأهل إفريقية بلاء لا يوصف، فخرج إليهم المعز في أربعين ألفا وقاتلهم، فهزموه إلى القيروان ثم جمع ثمانين ألفا وقاتلهم، فهزموه، وأكثروا من القتل في أصحابه، وحصروه بالقيروان وأقاموا يحاصرون البلاد وينهبون إلى سنة تسع وأربعين، فانتقل المعز إلى المهدية في شهر رمضان منها، حتى نفدت أمواله، وقلت عدده، وتفلت منه رجاله، وأشرف على التلف؛ فلم يجد سبيلاً غير إعمال الحيلة في خلاصه فخرج متخفياً في زي امرأة حتى انتهى إلى المهدية، فاستولت العربان على حرمه وداره وغلمانه، وقتلوا الرجال وسبوا النساء، وانتهبوا ما كان في دوره وقصوره؛ وعاثوا في البلد ينهبون ويأسرون ويقتلون، فخربت القيروان حينئذ إلى اليوم ووصل كثير مما نهب من قصور بني باديس من الأسلحة والعدد والآلات والخيام وغيرها إلى القاهرة، فكان ليوم دخولها إلى القاهرة أمر عظيم من اجتماع الناس واعتبار أهل البصائر بتقلب الأحوال نقل العزيز بالله من كان معهم من بني هلال وسليم إلى مصر، وأنزلهم بالجانب الشرقي من بلاد الصعيد وأقاموا هنالك وأضروا بالبلاد إلى أن ملك / المعز بن باديس القيروان ( اتعاظ الحنفاء بأخبار الأئمة الفاطميين الخلفاء / المقريزي / ص / 167 ) فسارت العرب إلى برقة، وفتحوا أمصارها؛ وكتبوا لإخوانهم الذين بشرقي الصعيد يرغبونهم في البلاد؛ فأعطوا من الدولة دينارين لكل واحد، ومضوا إلى أصحابهم؛ فتصارعوا على البلاد، فحصل لسليم الشرق، ولهلال المغرب وخربوا المدينة الحمراء وأجدابية وسرت وأقامت بطون من سليم وأحلافها بأرض برقة، وسارت قبائل دياب وعرق وزغبة وجميع بطون هلال إلى إفريقية كالجراد المنتشر، لا يمرون بشيء إلا أتوا عليه، حتى وصلوا إلى إفريقية سنة ثلاث وأربعين وكان أول من وصل منهم أمير رياح / مؤنس بن يحيى العنزي؛ فاستماله / المعز بن باديس، وكثر عبثهم في البلاد، ونادوا بشعار المستنصر فبعث إليهم المعز العسار فأوقعوا بها؛ فخرج إليهم في ثلاثين ألفا فهزموه؛ وفر بنفسه وخاصته إلى القيروان، فنهبوا جميع ما كان معه، وقتلوا خلقا كثيرا، وحصروه بالقيروان حتى هلكت الضواحي والقرى واقتسم العرب بلاد إفريقية في سنة ست وأربعين؛ وكان لزغبة طرابلس وما يليها، ولمرداس بن رياح باجة وما يليها ثم اقتسموا البلاد ثانيا، وكان لهلال من قابس إلى المغرب، وهم رياح وزغبة والمعقل وجشم وترنجة والأسيح وشداد والخلط وسفيان ونصوح الملك من / المعز بن باديس فركب البحر في سنة تسع وأربعين؛ فدخل العرب القيروان واستباحوه وخربوا مبانيه، فتفرق أهله في البلاد ثم أخذوا المهدية وحاربوا زناتة من بعد صنهاجة، وغلبوهم على الضواحي واتصلت الفتنة بينهم فخربت إفريقية بأسرها، وصيروا البربر لهم خولاً ومات / المعز بن باديس سنة أربع وخمسين وأربعمائة وكان المستنصر لما بعثهم إلى إفريقية جعل / المؤنس بن يحيى المرداسي ولاية القيروان وباجة، وأعطى زغبة طرابلس وقابس، وجعل / الحسن بن مسرة في ولاية قسنطينة؛ فلما غلبوا صنهاجة ملك كل منهم ما عقد عليه، فاشتد عيثهم وإفسادهم ( اتعاظ الحنفاء بأخبار الأئمة الفاطميين الخلفاء / المقريزي / ص / 168 ) وبنو هلال بن عامر بن صعصعه أخوال لرجال من أكابر قريش ومنهم في نجد الروبة والعزة والجمالين واّل علي والمدارية والشماسات والقبابنة ومليح والرياحيين الصملة وعرينة المداهين أما مليح الرؤيبية فهم سلالة أمير البوادي / حسن بن سرحان ولا زالوا ينتخون باسمه ( اّلاد السريحي ) وهم من الروبة كما أن العزة والجمالين والمدارية واّل علي والشماسات والقبابنة من الروبة أبناء رؤيبة الأصغر بن عبدالله بن هلال بن عامر بن صعصعة وكان لهم راع يسمى / عمار الهتيمي وإليكم القصيدة قال : شاعر بني هلال هذه القصيدة في حربهم على أوشيقر مع قائد البلدة / حديد والذي قتله فيها الفارس / ذياب بن غانم الزغبيي :-
وردنــــاك يـــــا عـــــد يـســمــى وشـيــقــروصــدرنـــا ضـمــايــا والــشـــراب وجــيـــد
وهــــد لــنــا مــــن نــايـــد الــمـــال بــكـــرهوعـقـرهـا مــــن لا رايــــه عـلـيــه ســديــد
وجـــــازاه عــمـــار الـهـتـيـمــي بـمـثـلـهــاوقطع ساعده في الحال بالسيف وكيد
وصـاحـوا وصحـنـا واشتبكـنـا بجمعـهـموصـار الطـراحـا بينـنـا مــا لـهـم عـديـد
إلــــــــى حــــدونــــا لــجــيــنــا بـــســـلامـــهوإلـــــــى حــديــنــاهــم لــــجــــوا بــحـــديـــد
حــديــد يــحــد الـخـيــل بــذويــرع الـقــنــايـــعــــدي عــــلــــى فــرســانــنــا ويــــزيــــد
ثـــم اطـــرد قـدمــه ذيــــاب بــــن عــامــروذبــحــه تــحــت هــــاك الــعــدام وحــيــد
طـعـنــه بـشـلـفـا صـنـعــة ابــــن جــبـــارهتـــــــودع حــلاقـــيـــن الــــــــدروع بــــديــــد
وفي كلام العرب أن العد هو البئر الذي لا ينضب صيفا أو شتاءا والرس هو الذي ينضب في الصيف وبني هلال العامرية المضرية هم الخلعاء الذين لم يدينوا لملوك اليمن بل وأسقطوا تبع في عاصمته وقد ذكر ذلك الهمداني رحمه الله في دامغته وزوجة أبي زيد الهلالي من عبيدة قحطان واسمها عليا الضيغمية وقد قال / الشاعر :-
حنا عبيده لا عبيده غيرناإلا عبيدة جنـب وأهـل بـراد
وضريح أمير بوادي بني هلال الأمير / حسن بن سرحان جد مليح من قبيلة سبيع بن عامر الغلباء في بلاد المغرب العربي والذي يقول :-
أنـــا حـســن مــــا جـابـتــن حـيـضـريـهولا زهمـلـتـنـي عــنــد بـيـبــان دورهـــــا
أنــــا حــســن هــــراج مــــراج مـجـلــسإلــى تــاه راي الـقـوم عـدلـت أمـورهــا
دورن تـلــقــان وراء شــمـــخ الــــــذرىأضــرب بعـيـدان الـقـنـا مـــن يـدورهــا
أضــرب لعيـنـى بكـرتـي بـنـت فـاطـرييعيش مع الماء ما بدا من شطورها
تــمــلا الــقــدح بــكــر وتــمــلاه ثــانــيوتاتـي صمـيـل الـوقـت حــزة فطـورهـا
ومـــــع إبـلــنــا تـســعــة اّلاف خــلــفــهولا خــلــفــة إلا ويـتـبـعـهــا جـــرورهـــا
ورعـيـانـهــا تـسـعـيــن عــبـــد مـقــنــزعوتسعين صبابـي الدلـي فـي نحورهـا
وإلـــــى نـزلــنــا مــنـــزل مـــــا يــســرهــاالـصـبــح وحــنــا مـعـتـلـيـن ظـهــورهــا
معـشـى عشيـنـا بـادهـم دبــة الحـيـاءحـمـضــن ومــــاء مـالـيــات نـحــورهــا
ومـعـشــى عـشـيـنـا بـعـكــاش يــاطــبوالخـيـل تشـكـي الحـفـا مــن جـرورهـا
ومعـشـى عشيـنـا بـضـيـاع وضـيـعـتكـــد ضـيـعـت حيـرانـهـا مـــن درورهـــا
ومـعـشــى عـشـيـنــا فـــــوق بـالـنـقــاءخليـنـا أجــا مـثــل الصـبـايـا نـحـورهـا
ومـعــشــى عـشـيـنــا فــــــوق الـــراشـــدالـعـصــر جـفـلـنــا مـعــاشــي بـقــورهــا
ومعشـى عشينـا بحفـرة جــوف حـفـرهقـلــيــل وبــاهـــا ونـابــيــات قـصــورهــا
وكل الأماكن المذكوره كلها بنجد والحدود العراقية وهناك فرق شاسع بين راوية الأنساب والنسابة وهو أن الراوية يحفظ ما يسمع من الأنساب أما النسابة فهو الذي يربط الجديد بالقديم ويوصل القبائل الحديثة ويربطها بأصولها القديمة والحكم على الشيئ فرع عن تصوره كما قرر الأصوليون لنصل إلى كنهه وحقيقته وعلم الأنساب لا شك أنه علم شريف ولم يعطه إلا الأمثل فالأمثل ومن أعلم الناس بالأنساب رسول الله صلى الله عليه وسلم لقوله : ( لولا معرفتي بالأنساب ما عرفت بني قريضة ) وبعده في أمة محمد خليفته الراشد / أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه وهكذا دواليك أما أنساب بوادي الجزيرة العربية عموما وقبيلة سبيع بن عامر خصوصا فالإستفاضة فيها أعظم من المراجع التي بين أيدينا وذلك لتفشي الأمية قرونا عديدة داخل الجزيرة العربية ولأن من كتبوا عنها من أهل الأمصار يتسقطون الأخبار على أبواب السلاطين كما فعل / الحمداني وغيره وليس راء كمن سمع والإستفاضة قد أقرها الشرع الحنيف وبنو عامر بن صعصعة ومنهم بني هلال بن عامر يوجد منهم اليوم قبائل في سبيع الغلباء بأسمائهم القديمة التي ذكرتهم المصادر بها فتطابقت الإستفاضة مع المصادر كما أن قراّة التاريخ جيدا غير تنسيب القبائل في أصولها القديمة وليس أحد أعرف بالقبائل من أبنائها ولم نورد إلا مصادر معلومة وليست مجهولة ويعرفها كل النسابة وقد أثرت المكتبة العربية علما أن فيها الخطأ والصواب لأنها جهد بشري لا يكتمل وليست قراّنا منزلا ونسب قبيلة سبيع بن عامر الغلباء تعرفه قبائلها توقيفيا من إرثها الموروث ومن المصادر والمراجع ولا مجال للإجتهاد فيه لأن أهل مكة أدرى بشعابها كما يقال وكلامنا المدعم بالأدلة مقدم على كلام غيرنا في أنسابنا ولا زالت أسماء سبيع بن عامر الغلباء صريحة في بني هلال إلى يومنا هذا فرؤيبة الأصغر بن عبدالله بن هلال جد الروبة ونهيك جد رياح ورياح جد الصملة والعرينات المداهين المتفرعين من ابنه أخضر ولا زالوا يسمون بالخضران من بني عمر من سبيع الغلباء إلى يومنا هذا وقد ذكرهم الهجري في بني هلال وقد افترق اّل علي والعزة والجمالين والمدارية عن الروبة من عصور مبكرة وكانت هجرتهم إلى عارض اليمامة في بداية القرن الثامن مع إخوانهم مليح وقد قال الفارس الشاعر / فريج المكيحيلي من اّل عمير أهل رنية رحمه الله :-
وسبعاننـا اللـي حـدروا مــن عنـدنـاعــــمــــر وعــــامــــر خــــيـــــرة الأولاد
مشوا ضحى ما هو بمسرى خايفمــن غـيــر خـــاوه والمـسـيـر عـنــاد
مـــا بـــه ديـــار باسـمـهـم يبغـونـهـاحـطــوا لــهــم بــيــن الــقــروم بــــلاد
نفخـر بطاريهـم وهمـه كـمـا المـثـلالـــجـــد واحــــــد والـــرجـــال أحـــفـــاد
وسبيـع بـن عامـر ينومـس ذكـرهـميـقـطـعــك يـــــا هـــــرج بـــــلا وكــــــاد
والروبة تسمى الغلباء وكرش سبيع لأنها أمدت أغلب فروع سبيع بالقبائل كما تسمى النفعة من عتيبة كرش برقى وكما تسمى قبيلة الحمران من عتيبة كرش الروقة وجميل بن ظليم أو ضريم أو الأضرم أو الأصرم بن شعيثة بن الهزم بن رؤيبة الأصغر بن عبدالله بن هلال بن عامر هم جميلة والتأنيث على القبيلة كما يقال في تغلب ابنة وائل والخلعاء هم بني رؤيبة الأصغر والسنة أثبت من كتب الأنساب وقد ذكرنا في عدة مواضيع صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم وصهر أعيان قريش فهم أخوال لرجل من أدهى قريش وهو / أبو سفيان بن حرب رضي الله عنه وأرضاه وأخوال رجل من أشجع قريش وهو سيف الله المسلول / خالد بن الوليد رضي الله عنه وأرضاه وأخوال رجل من أعلم قريش وهو حبر الأمة وترجمان القراّن / عبدالله بن العباس رضي الله عنهما وأرضاهما وأخوال لرجل من أكرم قريش وهو / عبيد الله بن العباس رضي الله عنهما وأرضاهما وهم الخلعاء الذين خلعوا طاعة الملوك وقد ذكر الصحابي الجليل والشاعر المخضرم / النابغة الجعدي رضي الله عنه وأرضاه في معلقته شراحيل ملكا على جعده في الفلج حيث قال :-
أَرحنَـا مَـعَـدّاً مــن شَرَاحـيـلَ بَعْـدَمـارَوِينَ نَجيعاً من دمِ الجَوْفِ أحْمَرَا
وهذا يبطل ما تناقتله كتب الأنساب من خطأ لأن النص المتقدم وخاصة من أصحاب الشأن يبطل ما تلاه من اجتهادات على غير أساس وقد ذكر جدهم ابن الكلبي في مشجراته كما ذكرته كتابي القلقشندي نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب وقلائد الجمان في التعريف بقبائل عرب الزمان وسبيع وصفا من القبائل العامرية السبع ومن سبع السموت التي لا توجد مجتمعة عند غيرهم ولا يوجد مؤرخ أو نسابة ثقة قال : بأن بني هلال لم يبق لهم بقية في بلادهم الأصلية من الجزيرة العربية وبقاياهم الروبة ومنها العزة واّل علي والجمالين والمدارية ومليح والشماسات ومنهم القبابنة وبني رياح ومنهم الرياحات البقوم والخضران أبناء أخضر بن رياح بن نهيك الهلالي العرينات المداهين والصملة وزغبة ومنهم الزغب مع اّل علي وبني بعجة منهم بعاجين بني ثور وغيرهم والنصوص في أمهات كتب الأنساب المتقدمة ذكرت أغلب فروع سبيع بأسمائها الهلالية وقد قال : بعض العوارف المعاصرين بيتا من الشعر يؤكد أن سبيع الغلباء هي سبع القبائل العامرية من هلال وكعب وكلاب وعامر الأصغر بن ربيعة بن عامر بن صعصعة وإخوانهم من القبائل العامرية الأخرى حيث قال :-
فـــإن سبـيـعـا هـــذه سـبــع أبـطــنلذا اسم سبيع من قبائلها السبع
فلذلك يقال سبيع بن عامر نسبة إلى الجد الأعلى عامر بن صعصعة الجامع لتلك الفروع على التغليب والشيخ / أحمد بن علي القلقشندي في كتابيه قلائد الجمان في التعريف بقبائل عرب الزمان ونهاية الأرب في معرفة أنساب العرب يقول : ومن بني هلال : بنو رياح قال / ابن سعيد : ومساكنهم في إفريقية بنواحي قسنطينة والمسيلة والزاب قال في مسالك الأبصار : وهم فرقة كبيرة، فيهم كان ملك العرب القديم ببلاد المغرب وذكر أن مشيختهم في زمانه كانت لــ / يعقوب بن علي بن أحمد، وكان أبوه في غاية الكرم، بعث إليه سلطان إفريقية ثلاثين حملاً من البَزّ الرفيع والتُّحَف السنية، فوهبها لثلاثة من المستعطين قال : ويجاورهم / عموش بن خلف، ونطاح أخوه، وهم أهل إبل، يكون عند الرجل منهم نحو ستين ألف بعير ذكر ذلك الشيخ / أبي يحيى المغربي الإمام بالقصر الشريف السلطاني ثم قال : والعمدة عليه في ذلك ومن رياح : بنو فادع قال في العبر : ومنازلهم بالغرب الأقصى مع العرب المعروفين بالعقد ومن بني هلال أيضاً : بنو عامر وهم : بنو عامر بن هلال بن عامر بن صعصعة قال / الحمداني : وهم بطون بالصعيد، منهم : رفاعة، وبنو حجير، وبنو عزيز قال في العبر : ومنهم طوائف بإفريقية من بلاد المغرب قال / الحمداني : وبإخميم منهم بنو قُرّة، وبساقية قُلتة منهم طائفة، وبأَصفون وإسنا بنو عُقبة وبنو جَمِيلة ومن بني جميلة : الوزير / نجم الدين الأصفوني قلت : وبإسنا منهم أيضاً : الدويحية والفزازية وغيرهم بنو عامر بطن من عامر بن صعصعة المقدم ذكرهم وهم بنو عامر بن هلال بن عامر بن صعصعة قال / الحمداني : ومنهم طائفة بساقية قلتة من الأعمال الأخميمية من الديار المصرية قال : وهم بطون بنو رفاعة وبنو حجير وبنو عزيز وقد ذكر في العبر : أن منهم طوائف بأفريقية من بلاد المغرب بنو عبد الله - بطن من بني هلال بن عامر بن صعصعة وهم بنو عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة منهم / ميمونة بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه وسلم بنو عزيز - بطن من بني هلال بن عامر من العدنانية ذكرهم / الحمداني وقال : مساكنهم بساقية قلته من عمل أخميم من صعيد مصر بنو هلال - أيضًا - بطن من عامر بن صعصعة من هوازن من العدنانية وهم بنو هلال بن عامر بن صعصعة وعامر تقدم نسبه منهم / ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قال / أبو عبيدة : وهي في بني عبد الله بن هلال وفيهم الشرف في بني هلال ومن بني عبد مناف أيضًا / زينب بنت خزيمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ماتت في حياته وهي التي يقال لها أم المساكين لأنها كانت تحبهم قال في العبر : وكان لهلال خمسة أولاد شعبة وناشرة ونهيك وعبد مناف وعبد الله قال : وبطونهم ترجع إلى هؤلاء الخمسة قال / ابن سعيد : وجبل بني هلال بالشام معروف وقد صار عربه حراثين ومنه قلعة هلال المشهورة قال / الحمداني ولهم بلاد اسوارة من صعيد مصر قال : وكانوا أهل بلاد الصعيد بنو زغبة بطن من بني رياح من بني هلال بن عامر بن صعصعة من العدنانية وأقول : ( أن زغبة بن أبي ربيعة إخواة رياح أبي ربيعة وليسوا منهم ) وكل هذه النصوص وغيرها تذكر فروع قبيلة سبيع بن عامر الغلباء في بني هلال بن عامر فــ / عبد الله بن هلال الذي فيه الشرف لم يعقب إلا من ابنه رؤيبة الأصغر والذين منهم أم المؤمنين / ميمونة بنت الحارث وهم الروبة من قبيلة سبيع بن عامر الغلباء في رنية وكذلك بنو عزيز هم العزة أهل حاير سبيع الغلباء وكذلك بني جميلة هم الجمالين أهل رماح وفي اّل علي من زغبة الزغب جماعة الشيخ / حسين بن مجري اّل جازع راع الغريف وبقية اّل علي إخوان العزة يرجعون في ضريم أو الأضرم أو الأصرم بن عمرو بن شعيثة بن الهزم بن رؤيبة الأصغر بن عبد الله بن هلال بن عامر
___
وبتقرى كلام الي كتبته لك ومصادر موجوده
+
ياخي معروف ان بني عامر بن صعصعه اكبر قبائل هوازن واشدها
وثقيف بنت صور الي طاف على طايف كلها فاسميت على بطايف
وعملو سور عشان يطردون بني عامر بن صعصعه
وبني هلال ياخي ماكبروهم بالعكس هذا حقهم ياخي
تفضل مزيد من معلومات
+
فإن دعوى تبعية قبيلة بني هلال بن عامر بن صعصعة للقرامطة لا تستقيم تاريخيا لأن الرواة أفادوا بهتمة القبائل التابعة للقرامطة استنادا على إمتاع السامر وقد ذكر / الأزهري في تهذيب اللغة أسماء أعوان القرامطة وهم قبائل أخرى غير بني هلال بن عامر وهذا يحتاج إلى بحث وتحري والغالب على الظن أنهم لم يشاركوا القرامطة أولا لبعد موطنهم عن موطن القرامطة وثانيا لأن القبائل التي شاركت القرامطة هتمت كما أسلفنا وفي المقال المنقول التالي ما يبرهن على أن بني / قرة بن عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة كانوا في أفريقيا في عز دولة القرامطة لأنهم من عرب الفتح أو عرب التوازن الأموي فلو كانوا لهم أتباع لما خرجوا من عزهم والقرامطة حاربوا الفاطميين في مصر على الرغم أنهم من أتباعهم ورغم اتفاقهم في المبادئ وبداية القرامطة كانت عام 286 هجرية وبني / قرة من بني عبد مناف بن هلال بن عامر كانوا محاربين إلى جانب من ادعى الأموية إلى عام 397 هجرية حيث قتل ذلك الزعيم في القاهرة ويرى بعض المؤرخين أن نهاية القرامطة كانت عام 398 هجرية فكيف يكون تحت تبعيتهم من كان بعضهم في مصر قبل نهايتهم وقد دخل القرامطة مصر بقيادة / الأعصم بعدما بسط نفوذه على دمشق وقتل واليها من قبل الفاطميين / جعفر بن فلاح ومعه خلقا كثيرا والتقوا في عين شمس بعسكر / جوهر قائد المعز لدين الله الفاطمي والمغاربة وانتصر عليهم فيها وفي غيرها من المواقع وإليكم هذا النص المنقول يؤيد ما ذهبنا إليه : ومنازل بني هلال بن عامر بن صعصعة وبني سليم بن منصور وغيرهم في الحجاز والشام ثم تم انتقالهم إلي مصر في القرن الخامس ولم يبقي منهم متمسكا على حال البدواة إلا جماعات شاردة في بوادي الشام والعراق وسيناء وصحاري مصر وكانت في الجزيره العربية بطون كثيرة ممن لم يخرج منهم ومن هؤلاء بطون هلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان من مضر وبنو سليم بن منصور بن عكرمه بن خصفه بن قيس عيلان من مضر أيضا ثم جشم بن معاوية بن بكر بن هوازن من مضر وكان بنو سليم بن منصور وبنو هلال بن عامر بن صعصعة يسكنون الحجاز ونجد فكان بنو سليم ينزلون في الحجاز حول المدينة المنورة بينما بنو هلال كانوا يعيشون في جبل غزوان عند الطائف في حين كان بنو جشم يعيشون مع هذين الحيين في منازلهم حتي انتقلوا معهم إلي أفريقيا وكان بنو هلال بن عامر بن صعصعة أكثر هذه المجموعات القبلية عددا وأكثرها فروعا وتليها سليم بن منصور ثم جشم بن معاويه بن بكر هوازن ونقل الفاطميين أحلافهم من سليم بن منصور وهلال بن عامر إلى صعيد مصر وهنالك ما يدل على أنهم جماعات منهم من عبرت النيل واستقرت في غربه وهناك ما يدل على أن جماعات منهم وصلت إلى برقة قبل أن يبعث بهم بكتلتهم وزراء / المستنصر إلى بلاد المغرب فقد : ذكر / ابن خلدون مع تحامله عليهم أنه كان في برقة جماعات من أولئك الهلاليين أيام / الحاكم بالله بن العزيز وكانت لهم هنالك حروب مع الصنهاجين من بني زيري البربر أصحاب طرابلس وأفريقيا ويشك / ابن خلدون أن المتقدمين غير الهلالين اللاحقين فيذكر اعتمادا على أبيات لبعض شعرائهم أنهم بنو هلال اّخرون هم بنو عبد مناف ويقول / ابن خلدون أن شيخهم أيام / الحاكم بأمر الله الفاطمي كان يسمي / مختار بن القاسم وأن الحاكم أراد أن يستخدمهم في حروبه على بني زيري وأعلنوا بني هلال الخروج على / الحاكم بأمر الله فما زال بهم حتى صالحهم ثم استدعي شيوخهم إلى الإسكندرية حيث غدر بهم وقتلهم جميعا فكان ذلك سبب فتنة كبيرة في برقة وصحراء مصر الغربية لأن عرب برقة ما كان ليغفروا لــ / الحاكم ورجاله هذا الغدر فثار / أبو ركوة الأموي في برقة الذي ظهر بفي برقه رجل زعم أنه من أولاد / هشام بن عبد الملك ولقبه الناس هنالك بــ / أبي ركوة ولا نعرف إلا أن اسمه / الوليد وانتهزا / الوليد بن ركوة فرصة تغير قلوب بني قرة بن هلال بن عامر بن صعصعة في برقة على / الحاكم بأمر الله فداخلهم وأوغر صدورهم على الخليفة الفاطمي وكان بني قرة قد صالحوا الزناتيين الضاربين في برقة واتفقوا معهم على حرب الفاطميين وأنصارهم الصنهاجيين ثم قصدوا برقة وهزموا واليها من قبل الحاكم الفاطمي واستولوا عليها ثم عاد / الحاكم بأمر الله الفاطمي فأرسل قوة من خمسة اّلاف فارس يقودهم مولى من موالي الفاطميين يسمي / اينال الطويل فهزمهم / أبو ركوة بألف فارس فعظم أمره وزادت ثقة الناس فيه فجمع رجاله ومضى نحو مصر وعسكر قرب كوم شريك جنوبي الفسطاط وسر الناس في مصر بأخبار / أبي ركوة وكاتبه بعضهم كراهة في / الحاكم بأمر الله فخاف / الحاكم بأمر الله خوفا شديدا فأسرع بإرسال قوة من إثي عشر ألف ما بين فارس وراجل فيهم الكثير من عرب بني قرة للقاء / أبي ركوة وأقام عليهم قائدا يسمي / الفضل بن عبدالله فاجتهدا / الفضل في اكتساب رضاء بني قره واستطاع استمالة واحد من شيوخهم يسمي / الماضي من بني قرة وصار / ابن ماضي من بني قرة عينا على / أبي ركوة ولكن / الفضل بن عبدالله عندما واجه قوات / أبي ركوة هابها وتردد في اللقاء وبعد تردد طويل وقع اللقاء واحتال الحاكم الفاطمي على من مع / الفضل بن عبدالله من عرب بني قرة ليحول بينهم وبين ترك صفوفه والإنضمام لإخوانهم من بني قرة ولكن / أبو ركوة كان شجاعا ومقداما فتقدم نحو الفسطاط وعسكر قرب الهرمين فزاد فزع / الحاكم بأمر الله وأيقن بالضياع وأرسل أربعة اّلاف فارس اّخر فانهزم / أبي ركوة وفر إلى بلاد النوبه وهنالك سلموه إلى / الحاكم بأمر الله الفاطمي وأعدم في القاهرة في شوال 397 هجرية الموافق 1007 ميلادية ورجعوا بني قرة واستمروا في برقه خارجين على طاعة الحاكم فأراد الحاكم الفاطمي التخلص منهم فأهدى / باديس بن يوسف بني زيري برقه وبذلك صارت ليبيا كلها في ملك بني زيري الصنهاجيين وفي سنة 420 هجرية الموافق 1029م نجد على رأس بني قرة زعيما منهم يسمي / مقرب بن ماضي ويغلب أنه شارك / جبارة بن مختار بن القاسم في رياسة بني قرة وما كاد / المعز بن باديس يخرج على طاعة الفاطميين حتى انضم إليه / جبارة بن مختار بن القاسم وكتب يؤيده سنة 442 هجرية الموافق 1050م وفي ذلك التاريخ كانت كتلة بني هلال قد وصلت برقه في طريق غزوتها المشهورة للمغرب وهذا كان شأن أولئك الهلاليين السابقين على جماعتهم الكبرى في الهجرة إلى الغرب والذين كانوا مقيمين في برقه ومسيطرين عليها قبل الغزوة الهلالية ونفهم من هذا أن عرب بني هلال الرعيل الأول كان يعيش في برقه وأتى الرعيل الثاني جاء نجدة لأبناء عمومتهم إلا إذا كان يخططون لخوض حرب شرسة مع الفاطميين ثم أن الوزير الفاطمي / البازوري يدعي بأنه هو الذي فكر في توجيه الهلالية إلى أفريقيا وذلك غير صحيح فقد رأينا أن بني قرة من بني هلال بن عامر بن صعصعة كانوا بالفعل في برقه قبل ذلك بزمن طويل ويزعم الوزير / البازوري الفاطمي بأنه أعطى كل رجل من بني هلال جملا ودينارا وسمح لهم بعبور النيل فلقد كانت الموجة الأولى الهلالية في حدود مائة ألف فإذا قدرنا ثمن الجمل في ذلك العصر بأربعة دنانير وهو تقدير متواضع جدا فمعنى ذلك أن كل هلالي خمسة دنانير فيصبح المجموع الكلي 5,00,000 دينار والدولة الفاطمية كانت إذ ذاك وقبله وبعده في ضائقة مالية ولا تستطيع دفع هذا كله لعرب بني هلال وبني سليم والوزير / البازوري يتوجه بنفسه إلى الصعيد 441 هجرية الموافق 1049م وزار شيوخ قبائل الأثبج وغزية ورياح وربيعة وعدي لكسبهم في صفوف الفاطميين والواقع أن بني هلال بن عامر بن صعصعة قد ضموا في صفوفهم أبناء عمومتهم / كريز بني ربيعة بن عامر بن صعصعة وبني جشم بن معاوية بن بكر بن هوازن فهولاء الثلاثة يطلق عليهم كلهم اسم بني هلال ومن ثم كانت جموعهم ضخمة في حين أن بني سليم بن منصور بن عكرمة كانوا فريقا على حدة وكانوا قلة بالنسبة لبني هلال فقد كان نصيب سليم بن منصور برقة طرابلس ومضى بنو هلال وأحلافهم بالباقي فسيطر / مونس بن مخيمر بن يحيى بن شنبر بن مرداس بن رياح على القيروان وباجه وسيطر الأمير / حسن بن سرحان على قسنطينة و / ضبيان على طرابلس وقابس وذلك لدعوة / المعز بن باديس لــ / المونس الرياحي للإنتقال بقومه من برقه وطرابلس إلى أفريقيا ليستعين به وقومه على أبناء عمومته بني / حماد أصحاب القلعة فاستقرت في برقه هيب من سليم وأحلافها رواحة وناصرة وعمرة وسارت قبائل دياب وعوف وغزية وجميع بطون هلال إلى أفريقيا كالجراد المنتشر وتلك هي الموجة الكبيرة الأولي حتي 468 هجرية الموافق 1075م ومن ثم أتت الموجة الهلالية الثانية حتي بلغت ربع مليون هلالي رجالا ونساء وأطفالا وهذا ليس بتقدير كبير لأن الرجل الهلالي يجر معه أسرة مكونة من أربعة أفراد ومعنا ذلك أن الرجال الهلاليين كانوا 50 ألفا مضروبة في خمسة ولم ينتقل بنوا هلال إلى القيروان رأسا بل أوفدوا جماعة منهم على رأسهم شيخ من شيوخهم يسمى / مونس بن مخيمر بن يحي بن شنبر بن مرداس بن رياح فاستقبلهم / المعز بن باديس وأكرم ضيافتهم ودعاهم إلى الإقامة في أفريقيا وعندما هاجروا لأفريقيا كاندفاع الجرمانيين أدرك / المعز إلى أي حد كان ساذجا فقبض على أخ مونس الشيخ / مرعي الشنبري واستفزع ابن عمه القائد / ابن حماد بن بلكين ونفر من عرب الفتح وعسكر / مونس الرياحي و / علي بن رزق و / كريز بن ربيعة في ثلاثة من خيرة قومهم في موضع يسمي حيدران نسبة إلى أسماء الأسد ( حيدر ) بين قابس والقيروان ودارت رحى المعركة فهابوا عرب الفتح الهلاليين وانضموا إليهم فوقعت بصناهجة وزناتة والقبائل البربرية هزيمة قاصمة مات فيها من صنهاجة وحدها 3300 مقاتل فهرب / المعز وتحصن في القيروان وهنا قال / علي بن رزق الرياحي قصيدة مشهورة :-
لقد زار وهنـا مـن أميـم خيـالوأيدي المطايا بالزميل عجال
وإن ابن باديس لأفضل مالكلعـمـري ولـكـن مالـديـه رجـــال
ثلاثـون ألـفـا منـهـم هزمتـهـمثــلاثــة اّلاف وهـــــذا ضـــــلال
فكانت هزيمة قاصمة لدولة بني زيري وفقد / المعز بن باديس السواد الأعظم من قواته وفر وتحصن في القيروان وتقاسموا البلاد الهلاليين فيما بينهم مرتين في المرة الأولي كان لغزية طرابلس وما يليها في حين أن برقة كانت قد تركت لبني سليم بن منصور وفي التقسيم الثاني سنة 446 هجرية الموافق 1054 ميلادية أصبحت لبني هلال بلاد أفريقية وحكموها بوضع اليد مثل / عائذ بن أبي الغيث المرادي الذي تغلب على تونس وملكها وسيتجه عرب المعقل إلى المغرب الأقصي ويستقرون في ملوية وستنساح فيها فلجأ / المعز بن باديس لمصالحة الهلاليين فصاهر بثلاث من بناته ثلاثة شيوخ من الهلاليين وتغلب / مونس بن يحي الرياحي على قابس وصار عاملها / المعز بن محمد الصنهاجي وفي 470 الموافق 1077 ابتاع / تميم بن المعز القيروان من أمير غزية / مهنا بن علي . هذا والله
+
فإن مما ورد في كتاب الهمداني : ( صفة جزيرة العرب ) عن بني هلال أنه ذكر في مواضع متفرقة منه أن منازل بني هلال في تربة ورنية ووادي جلدان وعكاظ التي كان ينعقد بها أكبر أسواق العرب في الجاهلية وأشار الأصمعي والفيروز أبادي إلى أن جل منازلهم في الحجاز ونسب الأصفهاني إلى العامري قوله : ليس ببلادنا قفاف وإنما القفاف في بلاد تميم وقال الإصطخري ( يغلب على نواحي شرق مكة بنو هلال ) وذكر الشيخ / عبد الله بن خميس في كتابه : ( المجاز ين اليمامة والحجاز ) أن مران شمال شرق الطائف كانت قاعدة رئيسية لهم في الماضي، وأنها كانت مدينة عامرة كثيرة الآبار تجود فيها زراعة النخيل ويطيب القمح، كما أشار الشيخ / سعد بن جنيدل في كتابه : ( عالية نجد ) إلى بعض الأشعار الشعبية المنسوبة إلى مهلهل وعليا من بني هلال، كما يقال والتي ورد فيها ذكر لأجزاء عالية نجد كوادي سميرا وذريع وغسل وبذا تنحصر منازل بني هلال في الجاهلية وصدر الإسلام بالطائف والجهات الشرقية منه وأجزاء من عالية نجد من حيث كانوا يجاورون بني عمهم بنو عامر من الجنوب والغرب، ولم يذكر لهم منازل في شرق نجد وقد كان بنو هلال ضمن القبائل التي شاركت في الفتوح الإسلامية أيام الخلفاء الراشدين وقد انتقل كثير منهم كسائر القبائل الأخرى إلى المناطق المفتوحة وبقي بعضهم في منازلهم القديمة فاستقر بعضهم في الكوفة بالعراق، وكان لهم مسجد يعرف بمسجد مسعر بن كدام الهلالي وبمسجد بني هلال كما كان لهم وجود في الموصل وحلب في القرن الأول الهجري وانتقل بعضهم إلى مصر واستقروا فيها وخاصة في الصعيد ويقول الهمداني : أن رنيِّة وتربة بين ديار بني بني هلال وقال / المخبل السعدي :-
فإن تمنع سهول الأرض منيفـإنـي سـالـك سـبـل الـعــروض
وقال / جرير بن عطية بن الخطفى :-
هوى بتهامة وهوى بنجدفيلتـئـم التهـائـم والنّـجـود
وذات عرقٍ فصل ما بين تهامة ونجد والحجاز وفيها يقول / الشاعر :-
كـــأن المـطـايـا لـــم تــنــخ بـتـهـامـةٍإذا صعدت من ذات عرق صدورها
وقال / الشاعر :-
ونحن بسهبٍ مشرفٍ غير منجدولامتهـمٍ فالعيـن بالـدمـع تـشـرق
والجزيرة العربية عند أهل اليمن هي يمن وشام فجنوبها اليمن وشمالها الشام ونجد وتهامة فالنجد ما أنجد منها عن السَّراة وظهر من رؤوسها ذاهباً إلى المشرق في استواء دون ما ينحدر إلى العروض وحجاز وهو ما حجز بين اليمن والشام وسراة هو ما استوسق واستطال في الأرض من جبال هذه الجزيرة مشبَّهاً بسراة الأديم وعروض وهو ما أعرض عن هذه المواضع شرقاً إلى حيز شمال المشرق وعراق وشحر فالعراق ما حاذى المياه العذبة والبحر من الأرض مأخوذ من عراقي الدلو والشَّحر مأخوذ من شحر الأرض وهو سبخ الأرض ومنابت الحموض وسنفصل صفة كل شق من هذه البلدان المنفردة بأسمائها فما كل منها من بلد ضيق استوعبنا ما فيه مثل العروض ونجران وما كان من بلد واسع تزيد أقل أجزائه على أكثر العروض فإنا نصفه صفة عامة متجاوزة ولا نسع غير ذلك لسعة البلاد وكثرة المساكن .
والشاعر الفارس المشهور / ذياب بن غانم بن موسى بن ثور بن زغبة بن أبي ربيعة بن نهيك بن هلال بن عامر بن صعصعة رحمه الله وأسكنه فسيح جناته كما قال عنه / ابن خلدون ( ت 808 هـ ) رحمه الله وأسكنه فسيح جناته في كتابه تاريخ / ابن خلدون و / ذياب بن غانم وينسبونه في بني ثور وقد عده / ابن خلدون من بني ثور بن معاوية بن عبادة بن ربيعة بن عامر بن صعصعة والذين هم اليوم أحد فروع قبيلة سُبيع بن عامر الغلباء أما بالرجوع إلى السيرة الشعبية وما يتـناقله رواة الجزيرة العربية فهو من قبيلة / زغبة بن أبي ربيعة بن نهيك بن هلال بن عامر بن صعصعة ويستدل الرواه بأشعار / ذياب بن غانم نفسه كقوله :-
يقول الفتى الزغبي ذياب بن غانمتـــعـــال يــــــا ذاك الـــزمـــان تـــعـــال
تــعــال يـــــا ذاك الــزمـــان بـخــيــركولـــكـــل عـــصـــر دولــــــةٍ ورجـــــــال
ويقول أيضاً من قصيدة له أُخرى :-
يقول الفتى الزغبي ذياب بن غانمولـــي راس أقـســى حـديــد الـمـبــارد
ولــي حـربـةٍ سميتـهـا ســم سـاعــةأعرضـهـا بالـكـون مــا كـــان كـايــد
ويقول :-
وبيتٍ لقصار الزغابـا يكنهـمكما يكن الكهف فروخ حمام
فالراجح عندي والله أعلم أنه من بني / زغبة بن أبي ربيعة بن نهيك الهلالي العامري كما ذكر الرواة
+
هنا عن مواطنهم ياطيب