فيصل المسعودي ، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
و مرحبًا بك ، وأهلاً بك وسهلاً ـ أستاذنا العزيز ـ ..
وما عندك مِن صادق الأخوّة وسامق المودّة لأخيك معروف مخبور ، الذي يبادلك نفس الشعور ، ويكن لك معهما الإكرام والتقدير .
عزيزي ، لقد تابعتُ الموضوع المذكور مدّة يومين إلا أنني لم أجد عليه مداخلة ؛ فتركتُه ، ثم وجدتُ لك عليه بعد ذلك مداخلة منك كريمة جميلة ؛ فحرصتُ على الردّ عليها بما يليق بها إلا أن انشغالي بالنقاشات في بعض مواضيعي الأخرى في هذا المنتدى وغيره حالت دون ذلك إلى الساعة ، وإن شاء الله سأعود إليه قريبًا ؛ فالعطر لا يُترك حتى يتعطّر منه ، والدّرّ لا يعرض عنه مَن يعرف قدره ، وأنا ـ بإذن الله ـ ممّن يعرف قدره ، والفضل لله وحده ؛ فله الشكر وحده ...
وإجابة على كريم جميل سؤالك ، أقول وأستمدّ مِن الله العون :
للحكم على التعليم ـ في نظري ـ فإنه ينظر إلى جوانب عدّة أبرزها :
1-المشرّع والمشرف والمنظم والمتابع ( وزارة التعليم وإدارات التعليم )
2-الرسالة والوسيلة ( المنهج والهدف والمبنى المدرسي ... )
3- المرسل والمنفّذ ( المعلم )
4- المستقبل والمستفيد ( التلميذ )
5- الاستفادة والثمرة والنتيجة ( مخرجات التعليم ) .
وح
قيقة أرى أن تعليمنا في جانب ( الرسالة ) متميّز ومفيد لدرجة عالية إلا أنه في الجوانب الأخرى أقلّ بكثير ؛ فهو كالبذرة الطيّبة التي لم تجد يدًّا فلاحة حاذقة جادة متابعة ، ولم تجد ـ كذلك ـ أرضًا خصبة ؛ حتى تُعطي لذيذ ومفيد الثمرة .
وزيادة في توضيح الرأي الخاص أعطي كل جانب من جوانب التعليم السابقة درجة المستحقّة ، وهي :
1-المشرّع والمشرف = 50 %
2-الرسالة والوسيلة = 90 %
3- المرسل والمنفّذ = 60 %
4- المستقبل والمستفيد = 20%
5- الاستفادة والثمرة والنتيجة 30%
ومن خلال هذه النسب المعطاة لكل جانب من جوانب التعليم المهمّة يتّضح في الأخير نسبته في عمومه بجمع نسب هذه الجوانب في نسبة عامة واحدة التي تُعطي في الأخير نسبته هو وحاله هو ـ والله أعلم ـ
فنجد أنها ( 50 % ) ؛ أي نسبة ضعيفة ، وحال هزيلة .
فإذن تعليمنا من هذه النسبة يحتاج إلى إعادة نظر سريعة ، وسرعة معالجة خاصة في الجوانب ذات الضعيفة بداية بالتلميذ ؛ فصعودًا بالمخرجات ، ثم الجهة المشرفة ، ثم المنفّذ ، وأمّا
الجانب الأخير ، وهو الرسالة والوسيلة فجانب مرتفع النسبة لا يضير تركه ، إلا أن مما يضحك أن إعادة النظر فيه والاهتمام به ، بل الاتهام له أكثر من غيره مع أنه الأقوى والأميز والأفضل !
وهنا أقول ينبغي التركيز على المستفيد ( التلميذ ) برفع رغبته تجاه التعليم نفسه ، و ليس ذلك ـ فقط ـ بتوفير جوانب حسية جاذبة ـ مع أهميتها ـ ؛ لأنه في النهاية سيملّ منها ؛ كما ملّ من سوابقها ، فيُبحث لجذبه مرة أخرى وأخرى عن غيرها من طرق الجذب التي في النهاية هي مجرد فقاعة صابون سرعان ما تنتهي وتنجلي ، بل برفع الهمة في نفسه ووعيه بأهمية العلم نفسه ، وجعله يقبل عليه بحب وشغف نابع هذا الإقبال من الحب وليس من العنف ، وذلك برفع الوعي الاجتماعي عامة في البيئة التي يعيش فيها التلميذ في هذا الأمر خاصّة ؛ كما كان في عصور الازدهار عند المسلمين ؛ وبهذا ـ بإذن الله ـ ستتحسّن حال تعليمنا إلى مستوى مرتفع دون الحاجة إلى زيادة التكلفة وضخ المليارت العديدة التي في النهاية تذهب في أغلبها هباءً ؛ لأنها أنفقت في زرع بذرة جيّدة في أرض إلى الآن ليست بخصبة >> وهذه هي المشكلة . . !؟
فلتخصب الأرض ( التلميذ ) ؛ قبل أن تبذر البذرة ( المنهج والمقرّر والهدف ) ؛ حتى تثمر ثمرة مفيدة نافعة ـ بإذن الله تعالى ـ ؛ فالعبرة في تقبّل العقول بحب وقناعة لما هو معروض ، وليس بالتزيين الذي في الأخير تعتاد عليه النفس فتملّه فلا تستفيد منه لعدم حبه وتقبله !
((
أعطني تلميذًا محبًا للعلم أعطك تعليمًا متميزًا مفيدًا مثمرًا لو تحت شجرة وبسبورة وبطبشورة ))
ولعل فيما ذكرتُ ما أفدتُ مَن أكنّ له من المودّة والأخوة ما أكنّ ..
وأعيد الترحيب الكبير بك ، والشكر الجزيل لك ..
ومودّتي تردفها تحيتي..
.
.
وإلى إجابة ـ بإذن الله تعالى ـ قادمة .