بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله مَن جعل له في كل شيء آية تدلّ على قدرته وعظمته وحكمته وربوبيّته وألوهيّته ووحدانيته ، فبصّر بها عباده المؤمنين فضلاً منه ؛ فاهتدوا إلى سواء السبيل ((
وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ )) ، وحجبها عن الكافرين عدلاً منه ؛ فضلّوا عن سواء السبيل (( ولا يظلم ربّك أحدًا )).
وصلّى الله وسلّم على مَن أعطِيَ جوامع الكلم والرحمة المهداة ((
وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين )) :
خُقلتَ مُبرّأ مِن كل عيبٍ = كأنك قد خٌلقتَ كما تشاءُ
وعلى آله وصحبه ومَن والاه إلى يوم الدين . وبعد :
إخوتي الكرماء ، أحبّتي الأعزاء ، السلام عليكم ورحمة وبركاته أجمعين ، وأسعدكم الله في كل أوقاتكم ، وأنعم عليكم ومتّعكم بالاستقامة في الأديان ، وبالصحة في الأبدان ، وبالأمن في الأوطان ، وبالبرّ والصلة في الأهل والأقارب ، وبالتوبة والمغفرة في رمضان الذي أهنئكم جميعًا به سائلاً الله الجليل المجيب برحمته وفضله أن يعود علينا ـ جميعًا ـ سنين عديدة مليئة بكلّ ما يُقرّب إليه ـ سبحانه ـ وفي حياة سعيدة مطمئنّة .
ولقد دعاني مَن لا يسعني ردّ دعوته بإلحاح يسير منه نابع من كرم نفسه وسموّ خلقه ومحبته لأخيه الأخ الحبيب والمشرف اللبيب (@ـايل ) بأن أكون ضيفًا في برنامجه ؛ فرحّبتُ بطلبه ، لتكون هذه أوّل مرّة أقبل أن أستضاف في برنامج : ( كرسي الاعتراف ) طيلة مسيرتي في المنتديات ، وما هذا إلا إكرامًا وتقديرًا منّي لهذا الرجل الكريم ، ولهذا المنتدى الكريم إدارة وأعضاء وزوّارًا ، هذا المنتدى العتيد الذي يحمل اسم قبيلة ( عتيبة / الهيلا ) المجيدة بالعليا :
عتيبة كانت ولم تزل علـى = درب العلا من قبـل كنعـان
وهنا أوجّه الشكر العطر إلى مضيفي الكريم (@ ـايل ) على ما سطّره في مقدمة برنامجه الجميل من عبارات تحمل حسين المعاني وكريم المشاعر الشيء الكثير ، والمُقدّر العزيز ، في حقّ أخيه المحبّ له ( عبد الله ) صاحب لقب ( عاشق الحقيقة ) الذي يُبادله من المشاعر نفسها ، ويكنّ له من المودّة صادقها ، ومن الكرامة كاملها ... وأعرّج بالشكر النضر إلى كلّ مَن طلب استضافتي ليعرف عن أخيه ما هو حق له لا يلام عليه ؛ فمَن يسأل عمّن رافقه خلف قناع المعرّف سنين في هذا المنتدى في مضمار القلم نثرًا وشعرًا ، ومقالاً وحوارًا ، ومراسلة ومباركة في بعض جوانب شخصيّته ، وأطراف حياته ما جانب الصواب ، وحقّه أن يُجاب.
وأودّ أن أشير إلى شكري الجزيل إلى مستضيفي الكريم بوصفه لي بالكاتب والشاعر ـ فقط ـ ، ولم يزد كما زاد غيره في غير هذا الموضع ؛ فـ (( رحم الله امرأ عرف قدر نفسه )) ، وأثاب مَن أنزل الناس منازلهم ؛ فـ ( عاشق الحقيقة ) ـ وإن كان يشكر ويُقدّر لإخوته الأعزاء حُسن ظنهم به وتوشيحهم له برفيع الوشاح ـ مجرّد كاتب وشاعر لم يصل إلى منزلة الداعية ، ومنزلة العالم الرفيعة .
وأرحّب هنا بكل مَن رحّب بأخيه بجميل قوله وثنائه ، وحسين سطره ومداده النابع من كرم ذاته ، والهاطل من علوّ أخلاقه ، مثمّنًا ذلك لهم ومقدّرًا ، ولستُ منه مستغربًا ؛ فمَن حلّ بين أهل الكرم فلا يستغرب أن يُغمَر مِن الكرم ، ويُروَى من عسله المصفّى ، ويُلبس من حلله الأسمى ؛ فلهم منّي ـ جميعًا ـ الشكر النضر ولهم طيّب الذكر ما بقيَ العُمر .
وحقيقة كنتُ أريد المشاركة البارحة إلا أن ظرفًا اجتماعيًّا في نطاق الزيارة حال دون ذلك .
وإن شاء الله سأجيب عن استفسارات وأسئلة الإخوة الكرام كل على حدّة ، شاكرًا لهم قبلها طرحهم لها .
هذا . وإلى اللقيا القريبة تقبلوا مودّي تردفها تحيّتي
أخوكم ومحبّكم:
*عاشق الحقيقة *
2 / 9 / 1432
هـ