بسم الله الرحمن الرحيم
بناء على طلب الإخوان وخاصة أخونا مرزوق الصواط قررت أن أقوم بعمل بسيط وهو تحليل هذه المحاورة
التي جرت بين الشاعرين الشاعر العلم والكبير جارالله الصواط والشاعر القدير عيد بن مرضي وقد يحتمل الصواب والخطأ وهو مجرد اجتهاد ليس إلا وعلى بركة الله نبدأ :
جارالله الصواط
مـرحـبـا عـــد الـحــروف وكـــل حـــرف بنـقـطـه =والـرجــال الـهــم وجـــوب ومـجـلـس ومـركــازي
انــــت شــاعــر نــظــم ولا مـحـتــرف فـالـقـلـطـه =وانــت تـعـرف مقـصـدي يالـشـاعـر المـمـتـازي
بدأ هنا جارالله بالترحيب وهذه عادة شعراء المحاورة بل هي من قوانينها وكان ترحيبهُ قد بدأه بوصف رائع ودقيق
فحينما قال مرحبا عد الحروف وكل حرف بنقطة يعني مرحبا بالرجال وكل رجل بتقديره
والشطر الثاني بين المقصود وهم الرجال اللي لهم وجوب ومجلس ومركازي
ولكن هناك ايحاء من جارالله في الشطر الأول وهو خطير كأن يقصد والله أعلم بأن هناك حروف بلا نقاط أي هناك رجال بلا تقدير ومكانة عند جارالله وإن كان الرجل قد يكون شكلاً لكن ليس مضموناً وقد أكد بأن كل حرف بنقطه أي كل رجل بتقديره وهذا الإيحاء بداية المعنى .
ثم قال في بيته الثاني في شطره الأول أنت شاعر نظم ولا محترف فالقلطة
وهو على شكل سؤال للشاعر المقابل هل أنت شاعر نظم أم شاعر محاورة محترف ثم قال في الشطر الثاني وانت تعرف مقصدي يالشاعر الممتازي
وهنا يقصد بأن ليس كل شاعر نظم يجيد المحاورة وليس كل شاعر محاورة حتى لو انه محترف لا يجيد النظم هذا معنى ظاهرياً لكن هناك معنى
آخر ربما قصده الشاعر جارالله يعني أنت شاعر محاورة مجرد تصف القوافي والألحان على غير معنى أم أنك شاعر محترف تجيد فن المحاورة
وتعرف معانيها ثم في شطره الثاني من البيت الثاني كأن يقول إن شاء الله انك فهمت معناي ووصفه بأنه شاعر ممتازي وهذا مدح للشاعر المقابل.
عيد بن مرضي
الـبـقــا واهــــل الـمــواقــف مـاتـجـيــب الـغـلـطــه =والـرجـال فــي كــل حـالــه يالـشـجـاع اعـــزازي
مـــن يـبــى درب الـسـلامـه مايـطـيـح فــورطــه =والــكــريــم الله عـــطـــاه ويــعــطــي الـمـعــتــازي
رد الشاعر عيد رد ليس عليه غبار حينما قال البقا وهذا أيضاً متعارف عليه بين كل شاعرين الأول يرحب والثاني يرد على الترحيب بكلمة البقا أو غيرها من الكلمات والألفاظ التي ترد على الترحيب والشاعر عيد فهم معنى وإيحاء الشاعر جارالله حيث قال عيد إني من الرجال اللي لهم تقدير وأني من أهل المواقف اللي ماتجيب الغلطة أو الزلة وأهل المواقف طبعاً في نظر عيد هم الرجال الشجعان الأبطال في كل الإتجاهات وهم عزيزين برجولتهم ومواقفهم المشرفة ثم قال في بيته الثاني من يبي درب السلامة مايطيح في ورطة وكأن يقول ابن عيد لا تخاف طريقي بمشيئة الله في أمان ولن أقع في ورطة وسأجيد فن المحاورة وسأصبح شاعر يشهد له الناس وهذا فضل من الله الكريم اللي عطاني وسأعطي المعتازي وسوف أكون مثلك أعطي للناس دروس وتجارب
جارالله الصواط
يــعـــلـــم الله مــانـــحـــب الــعـــالـــم الـمــنّــحــطــه =ابـعــد الـمـغـزى وانــــا بــغــزي مــعــك يـالـغــازي
اثـــر عـنــدك ســـر يـومـنّــك غـلـطــت الـغـلـطـه =تـلـعــب الــكــره ســــوى مــــع نــايــف الــهـــزازي
وهنا بدأ الشاعر جارالله يكشر عن أنيابه ويبدأ بمحاربة الرجال الذين ليس لهم تقدير عند جارالله ووصفهم بأنهم عالم منحطة ربما قصد أناس معينين والله أعلم وهذا وصف في غاية الذل والإهانة لهم وربما كانوا حاضرين تلك المحاورة أو أن أولئك الناس تعامل معهم وخانوه وفي الئطر الثاني من نفس البيت يقول ابعد المغزى أي افهم ياعيد مااقصده وأنا معك في الطريق أما البيت الثاني فقد اتضحت الصورة ويلوم الشاعر ابن مرضي بأنه كان معهم وانه قد انضم معهم أو أنك ياعيد عندك سر لا تود البوح به لذك فعلت مافعلت والشطر الثاني يقول جارالله تلعب الكره سوى مع نايف الهزازي وهذا تصوير رائع من جارالله وكأنه يقول أنت تتأمر ضدي مع فلان ربما يعرفانه الشاعران هذا الشخص وقد شبهه باللاعب المعروف نايف الهزازي واسم اللاعب مجرد تشبيه ووزن لقافية البيت وهذه الأساليب لا يجيدها إلا الشعراء الكبار .
عيد بن مرضي
والله إنّـــي مـعــك مــيــر الــصــوت بالله وطــــه =مــن يـشـب الـنـار نــار ومــن يـجـيـب الـقــازي
صاحبـي لـن زاد ضغطـه كـود تجيـه الجلطـه =كــــان لــــه قــــدره ويــقــدر يـلـعــب الـجـمـبــازي
لا زال الشاعر ابن مرضي عسى الله يوفقه ماشي معاه في المعنى وكأنه يقول أنا لا زلت معك وفي صفك وموقفك ولا تخاف ولست مع أولئك الرجال الذين يسعون ضدك لكن حاول أن لايعلم أحد عن موضوعنا الذي تطرقنا إليه ووصف ذلك الشاعر بقوله بالله وط الصوت وطه أي لا أحد يسمعنا لأن ذلك هناك أُناس تترصد وتنقل الأخبار وربما تثار المشاكل وبعدذلك تصبح مشكلة كبيرة .
أما البيت الثاني فهذا رد قوي على جارالله وكأن يقول الشاعر أنت من كثر ماتحمل على أولئك الرجال فلربما قد يؤدي إلى ازدياد وارتفاع في ضغط دمك وهذا بلا شك والعياذ بالله تحدث الجلطة وكلمة صاحبي هنا المقصودة جارالله فلو قال ابن مرضي صاحبك لقصد نفسه ولكنهم شعار ماشاء الله يتلاعبون بالألفاظ ويصنعون المعاني والشطر الثاني امتداد للشطر الأول ومفهوم منه أنه ياجارالله ماعاد لك قوة ولا حيل أنت كبرت وراحت أيام قوتك وشبابك فلو حاولت تواجه أولئك الرجال لربما ارتفع ضغط دمك وحصلت جلطة والعباذ بالله والله أعلم مجرد تكهنات وفلسفة تحليلية
جارالله الصواط
ليش تصحب ناس مثل السبحه المنّّفرطه= وانـــت عـنــدي مـثــل ضـلــع طـويــق مـايــرازي
عــــن سـوالـفـكــم يـعـلـمـنـي مــديـــر الـشــرطــه =والـســوالــف كـلــهــا صـــــوره عــلـــى بـــــروازي
هنا جارالله لا زال يردد الإسطوانة الهجومية ويلوم الشاعر وبين اللوم بقوله ليش ياعيد تصاحب أُولئك الرجال أو الشلة الفاسدة أو كما وصفهم جارالله في بيته السابق عالم منحطة ووصفهم هنا بأنهم أُناس مفككين وغير مترابطين أو أنهم ربما أولئك الرجال والله أعلم يقصد شباب يضيعون أوقاتهم خارج منازلهم ولا يجلسون في مجالس الرجال بل لهم اتجاهات أخرى ثم بعد ذلك قال وأنت عندي ياعيد مثل طويق مايرازي يعني جبل ثابت وراسي أي لك عندي مكانة قوية وفي البيت الثاني لا زال جارالله يلوم ابن مرضي ويهاجم هجوم قوي على الشاعر وكأنة زعلان منه وشايل على نفسه وقوله عن سوالفكم يعني عن تآمركم أو ربما قصد عن فعايلكم ياشباب اليوم وكأنه يقول عندي خبر أو أخباركم توصلني ومدير الشرطة هنا مجرد تشبيه وهي الوسيلة الناقلة للأخبار ربما قصد أحد الناس اللي يراهم جارالله ثقة عنده وكذلك استخدم كلمة شرطة للقافية أيضاً ولكنه وظف الكلمة كما قلت سابقاً في التشبيه وهذا ابداع لا يحبك مثل هذه الأمور إلا الشاعر المتمكن وابن وصل ماشاء الله عليه داهية ثم بعد ذلك قال مهما فعلتوا وتآمرتوا ضدي لن يضرني ذلك وسوالفكم كلها حبر على قرطاس أو كما قال كلها صورة على بروازي لا جابت ولا ودت
عيد بن مرضي
اعرف اللـي شـال حملـه واعـرف اللـي حطـه= والــحــديــد حـــديـــد يـــومـــنّ الـــقـــزاز قــــــزازي
الــســـوالـــف جــابـــهـــا بــالـــكـــاش ولا قــــطــــه =مـــن يـجـيـب الـلـغــز حــنّــا نــعــرف الالــغــازي
هنا رد الشاعر رد جيد حينما قال اعرف اللي شال حمله واعرف اللي حطه يعني بأن هناك أناس وصلوا لك أخبار غير صحيحه عني وبالعكس تماما هناك رجال اوفياء وأنا منهم ولازالت مكانتك عندي موجودة ولاني بضدك وهذا كله مايهمني طالما أني واثق من نفسي وأني حديد قوي ضد أي شائعة أو مايقال عني وأما أنت ياجارالله قزاز تصدق الأخبار على طول بدون ماتتأكد منها لأن القزاز يتعرض للكسر وأنت ياجارالله تزعل بسرعة والله أعلم وعندي بعض التأويلات غير هذه لكنها هي الأقرب عندي والله أعلم .
ثم قال ابن مرضي في بيته الثاني وهذا مايؤكد كلامي في البيت الأول وهنا يقول السوالف جابها بالكاش ولا قطة أي أن هذه الأقاويل والشائعات التي وصلت عندك ياجارالله جات من مصدر واحد ومجمعة وأكيدة أم أنها جاتك الشائعات من هنا وهنا والشطر الثاني لم أجد علاقة بالشطر الأول لكن ربماقصد الشاعر أني اعرف صدقها من كذبها أو انه مدح نفسه وأنه ذكي يعرف كل الألغاز ويعرف تفسيرها .