وهذه حقيقة أخرى عن النفيسي هذا أوردها إنصافًا له وبيانًا لموقفي منه ، وهي أن له مواقف جيدّة عديدة منها أنه رافض ومعارض بشدّة للتسلّط والغطرسة الأمريكية في المنطقة العربية والإسلامية ، وهذا حاله مع قطب الشر الآخر ، وهو إيران الصفوي وأطماعه التوسعية المذهبية والسياسية والعسكرية والاقتصادية في الخليج العربي ، بل الوطن العربي كله ، وفي هذين الموقفين الجيّدين خاصة أنا معه ومؤيّد له بشدّة .
وأما موقفه من حكام الخليج ، و ـ كذلك ـ تأييده للخروج عليهم والمظاهرات ضدّهم ؛ فأنا ضده بشده ، وهذا ما أخالفه عليه ، بل أستهجنه وأستعجبه من إنسان مثله ؛ لأنهم ( أي : حكام الخليج ) مسلمون ، ولم يصرّحوا بكفر ، ولم يظهروا تركهم للصلاة ومنعهم للزكاة ، وهذا أمر ، والآخر ـ وهو مهم ـ أن في الخروج عليهم وفي المظاهرات ضدهم مفاسد عظيمة في الدين والدنيا لا يجهلها مسلم عاقل قد قدّم دينه على دنياه ، وعقله على عاطفته ، ومستقبله على حاضره ومنفعة الجماعة على منفعة الخاصة ، ومكسب الوحدة واللحمة على مكسب اللقمة والتخمة ، والاتحاد على الاختلاف ، وهناك أمر إلى هذا يُضاف وهو أن المظاهرة والخروج يؤدّي في الغالب إلى كسر وحدة الوطن التي هي كالزجاج الذي إذا انكسر لا ينجبر ، ويضاف إلى مما ذُكر هذا الأمر ذو الخطر ، وهو أنّ مَن يدعو إلى الخروج على حكام الخليج يبني ذلك على فضاوة الجيوب وقلة الأرصدة من الريالات والدينارات وليس بقصد نصرة الإسلام وتطبيق شريعته بين الأنام ؛ فهو في حقيقته خروج للدنيا ، وليس للدين ، مع أنه في نهايته في أغلب أحواله يفسد الدنيا وقد لا يسلم الدين !!
التوقيع |
الآراء كثيرة مُتباينة .. وتبقى الحقيقة واحدة .. تراها العين التى ترَى بالعقل من منظار النقل و الهُدى ، لا العين التي ترَى من منظار الفِسق والهَوى !؟
.
.
|
آخر تعديل عـاشـق الحقـيـقـة يوم 19-Jul-2011 في 07:52 AM.