معلومات
العضو |
|
إحصائية
العضو |
|
|
في ذكـرى حطين قـم يا صـلاح الديـن
في ذكـرى حطين قـم يا صـلاح الديـن
محمد ابو الهيثم
بسم الله نبدأ , وعلى هدى رسوله نسير .
جاء شهر الخيرات , فرح المسلمون و امتلأت البيوت بالبركات , و امتلأت الشوارع بأصوات الصلوات الطيبات , فتيك المساجد ملئت بالمصلين في صلاة الفجر , و تلك الشوارع تصدع بآيات الحق و قد ملئت نورا من أصوات الأئمة في صلاة التراويح , و هؤلاء الأطفال يملئون الطرقات بالأهازيج و الأناشيد فرحاً بقدوم شهر الله المعظم , شهر رمضان , و حال الناس مع رمضان بين عامل بعمل سلف الأمة الصالح و بين ساع لعمل الخير متوسط فيه يرجو عفو الله , و مفرط لاه لا يعدو رمضان عنده أكثر من شهر الفوازير و في رقعة قريبة , هي قلب الأمة , وشريانها الدامي , الذي ينزف كل يوم بدم شهيد جديد , أو طفل يودع والده إلى مثواه البعيد, إلى عالم لا يعلم عنه هذا الطفل أنه بإذن الله دار الخلود لوالده العظيم التليد , أو زوجة ثكلت زوجها الحبيب فهي تودعه مؤملة بلقاء قريب , في دار لن يخذلها فيها جار أو نسيب, و لن يهددها فيها خنزير مريب , و أم تودع درتها أو طفلتها التي فقدتها بطلقات الغدر الدامية , التي تخرج من صدر موغر ملئ بكل حقد لكل ما يمت للإسلام والمسلمين بصلة من بعيد أو قريب.
في أقصانا الحبيب درة الأمة , وحبات القلوب , يا ترى ما حال رمضان , كيف يقضي أحبابنا شهرهم , أفي فرح مثلنا بين أحبابنا وذوينا , أم في ترح بسبب ما تقابلهم به أمتهم من إهمال عجيب , وصمت قاتل لا يجيب , كيف حال إخوة لنا في ديننا يستقبلون قبلتنا و يصلون صلاتنا و يقرءون كتابنا و يتبعون رسولنا و يعبدون إلهنا سبحانه و تعالى .
كيف حال أمي بالقدس , و كيف حال أبي هناك , و كيف أخي و أختي و ولدها و ولدي .
كثيرا ما نسمع بصرخات أخواتنا هناك في رمضان و في غير رمضان...
فأبناء صهيون لا يحترمون حرمة شهر و لا مكان و لا زمان و كفاهم أنهم سبوا و شتموا رب الأكوان.
أين المعتصم يسمع صرخة من فم طاهرة يأمرها الخنزير بخلع ملابسها في سجنه..
رب وا معتصماه انطلقت = من أفواه الصبايا اليتم
صادفت أسماعنا لكنها = لم تصادف نخوة المعتصم
إيــــــه يا صلاح الدين ذكراك عاطرة تملأ القلوب العطشى لذكرى الانتصارات في زمن التخاذل, أريد أن أملأ الدنيا ضجيجا و صياحا لأنادي عليك , علك تخرج لتعيد لأمتك كرامتها السليبة , و لكن هيهات هيهات صياحي و ندائي لن يعيدك , فهذه سنة الله في خلقه بأن من ذهب لن يعود , و لكن تعلقنا ليس بك و إنما بخالقك القادر أن يرزقنا مثلك , و إن كان مثلك ليس فينا الآن يقينا...
لذا أتراجع و أتراجع عن ندائي عليك صلاح الدين , و أتوجه بتضرعي و ابتهالي لرب العالمين...
اللهم نشكو إليك ضعف قوتنا و قلة حيلتنا..
أنت رب المستضعفين و أنت ربنا , اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل الطاعة و يذل فيه أهل المعصية و يؤمر فيه بالمعروف و ينهى فيه عن المنكر , اللهم انصر عبادك المجاهدين في مشارق الأرض و مغاربها , اللهم طهر كل بقعة من الخريطة ترصعت بدماء المسلمين الزكية ممن أسال هذي الدماء...
إخواني...
في رمضان ترق القلوب , و تقرب من الله علام الغيوب , فلا تنسيكم غمرة النفحات , و حلاوة التجمعات , و موائد الخيرات نصرة إخوانكم بكل صغير وكبير , بكل غال و نفيس مقدور , و لا تنسوا فضل الدعاء فإنه سلاح ذو مضاء , و من لم يجد بالدعاء فلن يجود يوماً بالدماء .
إخواني ذكرى بدر و حطين و عين جالوت و غيرها من انتصارات الأمة و أيامها العظام , يذكرنا بهؤلاء الرجال , فهلا أصبحنا رجال , حقيقة ما حولنا يقول بأننا فقط ذكور , أما رجال, فللرجال فعال , أما نحن فأكثرنا أصحاب أقوال وأقوال .
إخواني هبت رياح النصر والتغيير { إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}
فلنتحول إلى خلية من خلايا النحل العاملة , بالعلم , بالدعوة , بالجهاد بالمال و النفس لمن يستطيع , بلا كلل و لا ملل , و ما أعظم نشر التوحيد في زمن قل فيه العلم والعالم , و قام فيه الجاهل و الظالم...
العلم فريضة , الدعوة فريضة , الجهاد بالمستطاع فريضة و أقله الدعاء , والنصرة ولو باللسان , و إفاقة الغفلان....
و ما دون تلك الأمور فهو إثم و تقصير مرير مرير , فهيا بنا نكون لبنات أول , ليخرج صلاح الدين , من بيتي و بيتك , قد يكون هو ابني و قد يكون هو ابنك , فياله من شرف عظيم قد تضيعه و تضيع معه الأمانة , إنها المسئولية ....إنها المسئولية ....إنها المسئولية .
يا أمتي أفيقي , و ليكن رمضان موعداً لتجديد عهد أخذه الله علينا و نحن في ظهور آباءنا و ميثاق مجيد .
ليكن رمضان بداية لتصنيع جيل جديد يعيد البسمة لأفواه أهلنا في الأقصى الحبيب و في كل أرض سليب جيل خالد بن الوليد و صلاح الدين و قطز و العز بن عبد السلام و عمر المختار و أبطال الأمة الأخيار .
اللهم نصرك الذي وعدت , اللهم إنا نعترف لك بتقصيرنا فلا تؤاخذنا بضعفنا و ما فعل السفهاء منا, اللهم غير ما بنا من خور وذل , و أبدله قوة و عزة و نصر من عندك..
{كتب الله لأغلبن أنا و رسلي إن الله قوي عزيز }
{ و لقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين , إنهم لهم المنصورون و إن جندنا لهم الغالبون}
{ و لله العزة و لرسوله و للمؤمنين و لكن المنافقين لا يعلمون }
اللهم انصر عبادك المجاهدين في فلسطين والشيشان والأفغان وإندونيسيا والفلبين وكوبا وبورما وكل مكان يا رحيم يا رحمن...
وأسأل الله أن يأتي رمضان القادم ونحن أفضل ...
التوقيع |
قال الشافعي رحمه الله: أركان الرجولة أربع: الديانة والأمانة والصيانة والرزانة.
قال الخليل ابن أحمد: التواني إضاعة, والحزم بضاعة, والإنصاف راحة, واللجاجة وقاحة.
اللهم أنصر من نصر الدين وأخذل من خذل الدين |
|