دمعة الزهد فوق خدك خرسا = و وجيب الفؤاد يحدث جرسا
أنت من أنت يا محب و ماذا = في حناياك هل تحملت مسا
ما لهذي الدموع ما لك صب =حالكم مأتم وقد كان عرسا
شامة الزهد في محياك سارت = قصة تطمس الحكايات طمسا
قال: أزمت هجرة بيقيني = قد مللت المقام و ازددت بؤسا
و أمه الصحراء تروي حديثا = يتوالى يفيض روحا و أنسا
تشتكي بعده و تهدي إليه = زفرات الحين جنا و أنسا
هجرت نومها و أسهرت الحب = فينا جذب ترى أين أمسي
جاءها يقطع الرمال و حيدا = يركب الليل يصحب الذئب خمسا
كلما حل قفرة سار منها = يتوارى يحبس ممشاه حسا
قال: يا أرض يا رمال خذيني = كفنيني إني عشقتك رمسا
دولتي جعبتي و كنزي يقني = فإذا ما وصلت فالأكل ينسي
طاردتني الدنيا فطرت برجلي = و اتخذت البلاد رحلا وحلسا
عشت فردا والناس مليون حولي = و أراها الذئاب غلسا و طلسا
خولوني مالا فقلت: دعوني = أنا مالي أن لا أرى المال نحسا
لاطفوني هددتهم هددوني = بالمنايا لا طفت حتى أحسا
أركبوني نزلت أركب عزمي = أنزلوني ركبت في الحق نفسا
وأطرد الموت مقدما فيولي = و المنا اجتاحها وهي نعسا
قد بكت غربتي الرمال و قالت: = يا أبا ذر لا تخلف و تأسا
قلت: لا خوف لم أزل في شباب = من يقيني ما مت حتى أوسا
أنا عاهدت صباحي وخليلي = و تلفنت من أماليه درسا
لو حوا بالكنوز رامو محالا = و أروني تلك الدنانير ملسا
لا أريد المتاع قد صنت نفسي = فدعوا عرضكم فرأسي أقسى
كلها لا أريد فكنوا عناني = أطلقوني أسير في الأرض شمسا
و اتركوني أذوب في كل قلب = أغرس الحب في حناياه غرسا
أجتلي كل روضة بدموعي = و أبث للأزهار في الروض همسا
هذه خيمتي و هذا مكاني = و نشدي الرياح لحنا و جرسا
خفت الصوت في التراب و ماتت = عزمات كالفخر تنبس نبسا
و اخفت سيرة طوتها الليالي = و توارت ذؤابة الزهد حبسا
استرحت يا فؤاد يا نفس قرى = و اكتبي قصتي بسبعين طرسا
أين ميراثه لينعم فيه = عاشق المال أين مالك أرسا
بردة أبلت الليالي سداها = و تركت العصا و خلفت ترسا
خــذ الثــانية يا ذيبان
| التوقيع |
قال الشافعي رحمه الله: أركان الرجولة أربع: الديانة والأمانة والصيانة والرزانة.
قال الخليل ابن أحمد: التواني إضاعة, والحزم بضاعة, والإنصاف راحة, واللجاجة وقاحة.
اللهم أنصر من نصر الدين وأخذل من خذل الدين |