بقلم الباحث عدنان البرقاوي
ثانيا: مزاعم بعض عشائر أهالي قرية بُرقة وغيرها من القرى المجاورة قضاء نابلس: من المعلوم أنَّ هناك قرية أخرى في قضاء رام الله من الضفة الغربية تسمى بُرقة أيضاً، وبُرقة هذه ( بضم الباء) يلفظها الفلاحون عندنا ( بُركة) وهي ليست بالقطع بَرقة عتيبة وهنا مربط الفرس فكان المسافر منهم من الأردن الى الكويت والسعودية عند مروره على موظف جوازات الحدود ويقرأ موظف الجوازات على جوازات سفرهم كلمة مكان الميلاد: بُرقة يبادر بالسؤال بسطحية وسذاجة الجاهل بالأنساب هل انت برقاوي عتيبي ؟وعندما يقرأ نفيعات يسأل هل أنت نفيعي؟ وهذا ما فتّح عيون هؤلاء المسافرين الى عتيبة خاصة وأنّ النسبة الى بُرقة هي بَرقاوي تماماً كما هي النسبة الى بَرقة وكذلك النسبة الى نفيعات: نفيعي كما هي النسبة كذلك الى النفعة، ومن هنا يقع خلط التشابه في الأسماء وهي كثيرة جداً لدى العديد من عشائر الجزيرة العربية ولا تعتبر دليلاً قاطعاً لإثبات النسب فكوني بَرقاويّ معاذ الله أن أدّعي الانتساب الى بَرقة وهي بطن من عتيبة وانما نسبة الى البلد التي هي بُرقة مع أنني ولدت في قريتي الثانية ذنّابة.
- هذا التعتيب ( اقصد التنسيب الى عتيبة ) لم يسمع به الا إثر حرب الخليج،لماذا في هذا الوقت بالذات وليس من قبل؟ هل نقول صح النوم أم ماذا؟
- عندما تبيّن لهؤلاء انّ بُرقة (بضم الباء) ليست هي بَرقة (بفتح الباء) أصبحنا نسمع عن اسم "الحفاة" استنباطاً من نزاعات تمت بين فريقين من أهل القرية أحدهما يسمى سيف والفريق الآخر يسمى حيف فكيف تحولت كلمة حيف سابقاً لتصبح حفاة لاحقاً؟ ولماذا لايكون الحفاة هؤلاء مثلاً من متعان من بلحارث وليس من طلحة الروقة؟ مجرد تساؤل ما لم يثبت الدليل.
- لم نسمع من آباءنا عن وجود وثائق ثبوتية لدى أهل هذه القرى عن هجرة تمت من قبيلة عتيبة الى هذه المنطقة ولم نرَ شجرة عائلة فيها تسلسل جدود من الجزيرة العربية سوى روايات مستحدثة عن بعض العامّة تحتمل التأويل في النصوص ومثل ذلك كثير جداً هذه الأيام كرواية أنّ صلاح الدين الأيوبي ذهب الى القريات وأحضر معه مجاهدين من عتيبة وهذا غير ثابت تاريخياً ومن المعلوم أنّه لم يحدث نزوح لعتيبة من الحجاز إلا الى وسط الجزيرة العربية في نجد ولم نسمع عن هجرات أو نزوح الى الشمال أو بلاد الشام بهذه الأعداد الكبيرة اذ لا يعقل أن تتم من الجزيرة هجرة كبيرة تحت جنح الظلام ولايؤرخ لها أبناء عتيبة من مصدرها ونبعها الصافي في الجزيرة العربية وأستدرك قائلاً: لو سمعنا تأكيداً من حكماء عتيبة بحركة نزوح على هذا النحو لسلمنا بذلك بالسمع والطاعة.
- أبناء هذه العائلات بيض البشرة في الغالب الأعظم تكاد تكون سحنتهم اوروبيّة مما يرجح كونهم من أصول رومانية دخلت في الاسلام زمن الفتوحات ولا يرى الا في النادر القليل جداً وجوهٌ بسحنة يمكن ردها بالفراسة الى الجزيرة العربية ومما يدل على ذلك هو أنَّ اسم احدى هذه العشائر " دغلس " وهذا الاسم هو في الأصل أعجمي معرب من اسم دوغلس (Douglas) وقد قرأت على موقع الهيلة نداء من أحد أبناء هذه العشيرة يطالب العتبان بالضغط على حكومة الكويت للسماح له بادخال عائلته للالتحاق به في الكويت على أنه عتيبي، ألا يحق لنا أن نشتم من هذا الأمر السعي وراء مكاسب شخصية في الأساس؟ .
- من المعروف أنّ قرية بُرقة وما جاورها كانت مأهولة منذ القدم وعلى جوارها كانت تقع مملكة السامرة (سبسطية) وتملؤها اشجار الزيتون المعمرة منذ زمن الرومان ولها مكانة دينية عند العبرانيين والمسيحيين على السواء ولاتزال حتى الان بها كنيسة مسيحية فيثار هنا تساؤل كيف تم احلال عشائر بدوية بها وبمن جاورتها من قرى والمعروف عن المسلمين عدم طردهم لسكان المناطق المفتوحة بل أنّ سكان هذه المنطقة كما هو معروف دخلوا أفواجاً في دين الاسلام وبقوا في قراهم.