اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الفريق
المقال كاملا
محمد عبده الغرابلي المصري
هذه هو أسمه والغرابلي نَسَبه الماسوني العقلاني العميل ، أعلم أنه كلام ثقيل في الإمام المزعوم ، ورائد الإصلاح الديني في ظلال الاستعمار الإنجليزي لمصر ، الحقيقة قد تختفي أحيانا وقد يصور الحق باطلا والباطل حقا ولكن عند البحث والمطالعة واستجلاء الحقيقة تظهر وتلوح علاماتها في أفق المنصف .
وحينما يكون أفق الباحث قد تراكمت في جوه سحب العواطف و التعصب والجهل فإنها تحول بينه وبين شمس الحقيقة فلا يكاد يبصرها.
ترددت عبارات الثناء على ذلك الشخص والمدعو محمد عبده واقترن اسمه عند معجبيه بالإمام لقد أعجب بمحمد عبده نوعين من الناس: أناس جهلوا حقيقته فقبلوا ما نشره له الاستعمار من هالة إعلامية وما مكنه فيه من مناصب دينية آنذاك فانخدعوا بزخرف القول فيه، وصدقوه وأثنوا عليه .
اما الصنف الثاني من المعجبين بمحمد عبده فهم دعاة التجديد الغربي وممن تأثر بالأفكار الغربية والحضارة الغربية وممن درسوا في الجامعات الغربية فأرادوا نقل فكر و حياة الشارع الغربي إلى بلادهم الإسلامية ولو أدى ذلك إلى إلغاء واستبدال بعض أحكام الدين، كقاسم أمين و رفاعة الطهطاوي وغيرهم.
لقد أحبه العلمانيون والليبراليون ورأوا فيه الأنموذج الإسلامي والديني الذي ينبغي أن يقتدي به دعاة وعلماء الإسلام في الإصلاح لذا يغضبون حينما ينتقص أو تبين حقيقته للناس .
لذا من الواجب بيان حقيقة محمد عبده من كلام أبناء جلدته من كتاب وعلماء ومفكرين في ذلك الوقت فرب الدار أعرف بمن فيه .
من هو :
- هو محمد عبده الغرابلي
قال محمد محمد حسين " لقبه الجنبيهي بالغرابلي لأن أهله من الغجر الذين يسمون في بعض البلاد العربية ( النور) أو (الصلب) وهم يسكنون خياما رثة من الخيش ويمتهنون صناعات منها صناعة الغرابيل ...." الاسلام والحضارة الغربية/ 91
- محمده عبد الماسوني : يقول مصطفى صبرى :" أما النهضة الإصلاحية المنسوبة إلى الشيخ محمد عبده فخلاصتها : أنه زعزع الأزهر عن جموده على الدين ، فقرب كثيرا من الأزهريين إلى اللادينيين خطوات ولم يقرب اللادينيين إلى الدين خطوة، وهو الذي أدخل الماسونية إلى الأزهر بواسطة شيخه جمال الدين الأفغاني" موقف العقل والعلم: 1/ 126
- وينقل محمد محمد حسين عن أحد كبار الماسونيين في كتابه فضائل الماسونية قوله " وقد ظهرت الماسونية في سورية في مظهر الإخلاص والمحبة أثناء الحوادث العرابية سنة 1882 مـ فإن الإخوان المصريين والمهاجرين الذين جاءو سورية قابلهم أخوانهم بالترحيب العظيم ودعوهم إلى محافلهم ومنازلهم ، وكان الأفاضل الشيخ محمد عبده وإبراهيم بك اللقاني و .... يحضرون معنا في محفل لبنان ويخطبون .... ونال الشيخ محمد عبده رتبة البلح والصدف من المندوب الأمريكي الذي حضر إلى لبنان " الاتجاهات الوطنية : 1/380
- محمد عبده العميل للغرب :
جاء في سجل التقرير السنوي لسنة 1905 الذي كتبه اللورد كرومر بمناسبة وفاة محمد عبده ما ترجمته :" والأيام وحدها هي التي ستكشف عما إذا كانت الآراء التي تعتنقها المدرسة التي تزعمها محمد عبده سوف تستطيع التسرب إلى المجتمع الإسلامي، وأنا شديد الرجاء في أن تنجح في اكتساب الأنصار تدريجيا ، فلا ريب أن مستقبل الإصلاح الإسلامي في صورته الصحيحة المبشرة بالآمال يكمن في هذا الطريق الذي رسمه الشيخ محمد عبده ، وإن أتباعه ليستحقون أن يعاونوا بكل ما هو مستطاع من عطف الأوربي وتشجيعه " الإسلام و الحضارة الغربية / 89.
- محمد عبده العقلاني :
يقول أبو عبد الرحمن بن عقيل :" قامت النهضة الأدبية في مصر منذ وقت احمد لطفي السيد على عدة تيارات أدبية من بينها المنهج التشكيكي الديكارتي ... وقامت نهضة الإصلاح في الأزهر وفي مناهج البحث بواسطة جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده على المنهج إياه فتضافرت حملات التشكيك على صحاح الأحاديث وعلى حقائق الدين كنزول المسيح وصحة المعجزات ....ويذكر الدكتور عثمان أمين أنه عثر على جميع مؤلفات ديكارت في مكتبة محمد عبده بنصوصها الفرنسية " الكتاب العربي السعودي / 68.
- محمد عبده وتركه فرائض الإسلام :
وناقش أحد علماء الدين آنذاك وهو الشيخ يوسف النبهاني أحد تلامذة محمد عبده في مراحله الأولى وهو محمد رشيد رضا عن شيخه محمد عبده فقال:" لما اجتمعت بالشيخ رشيد رضا ذاكرته بشأن شيخه الشيخ محمد عبده ، فقلت له في شأنه : إنكم تتخذونه قدوة في دينكم ، وتدعون الناس إلى ذلك ، وهذا غير صواب ، فإنه لم يكن محافظا على الفرائض الدينية فلا يصح أن يكون قدوة في الدين ، فمن المعلوم المسلم انه كان يترك كثيرا من الصلوات بلا عذر، وأنا نفسي رافقته من وقت الضحى إلى قبيل المغرب عند رجل كان دعانا في جبل لبنان، فلم يصل الظهر ولا العصر ، ولم يكن له عذر ، بل كان بكمال الصحة ............... وقلت له : وأيضا كان تاركا للحج الى بيت الله الحرام مع الاستطاعة .... وكان يحج الى باريس ولندره وغيرها من بلاد أوروبا مرارا كثيره"
الاسلام والحضارة الغربية /100
- محمد عبده وفسقه :
ثم هجاه النبهاني في رائيته لما رأى منه ما رأى من فسق فقال :
تراهم إباحيين أو هم نظيرهم = إذا كنت على أسرارهم تكشف السترا
وكل امريء لا يستحي من جداله = من الكذب والتلفيق مهم أتى نكرا
فمن قال صلوا قال قائلهم له = يجوز لنا في البيت نجمعها قصرا
وإن قيل لا تشرب يقول شربتها = بقصد الشفا أو قال ليس أسمها خمرا
فلا صام ولا صلى و لا حج لا حبا = فقيرا وإن أودى به فقره برا
إلى أن قال في محمد عبده في رحلته معه :
يعاشر نسوان النصارى ولا يرى = بذلك من بأس وإن كشف السترا
ويأكل معهم كل ما يأكلونه = ويشربها حمراء إن شاء أو صفرا
ويفتي بحل المسكرات جميعها = إذا هي بالأسماء خالفت الخمرا
وقد كنت في لبنان يوما صحبته = لقرب غروب الشمس من ضحوة كبرى
صليت فرض الظهر والعصر بعده = لديه وما صلى هو الظهر و العصرا
وقبل غروب الشمس صاحبت شيخه = لقرب العشا أيام جاورت في مصرا
ولم أره أدى فريضة مغرب = فقاطعت شيخ السوء من أجلها الدهرا
فإياك أن تغتر منهم بفاجر = وإن أنت قد شاهدت من فعله الخيرا.
وقال :
فمن جهة يدعى الإمام ، ويقتدى = بأعمال أهل الكفر من جهة أخرى
يذم خيار المسلمين وعندما = يرى حاجة للكفر يستحسن الكفرا
لكيما يقال الشيخ حر ضميره = فيبلغ عند القوم مرتبة كبرى "
نفس المرجع السابق.
هذه كلمات قليلة موثقة حسب الاستطاعة لبيان حال المدعو بالشيخ والإمام محمد عبده ، وكيف استطاع الإعلام الغربي آنذاك إضفاء الشرعية على أعمالة والوصول عن طريقة إلى مآربه من محاربة للإسلام والمسلمين، ولكن بحمد الله جابهت مصر تلك النزعات التغريبية وقاومتها وبقي الإسلام ولله الحمد وإن حصل ما حصل من آثار ذلك التيار التغريبي باقية إلى الآن نسأل الله أن يزيل تلك المظاهر الباقية وأن يحفظ على المسلمين دينهم ودنياهم .
إن القاريء والمتأمل في تلك الحقبة وكيف حاول الغرب فرض ليبراليته وحريته على ذلك المجتمع المسلم والأساليب التي انتهجوها وقارن بينها وبين أساليبهم اليوم لوجد تشابها كبيرا وسيرا على نفس الخطى ونفس التخطيط و المخطط نسأل الله أن يجعل تدبيرهم تدميرا عليهم وأن لا يرفع لهم راية ولا يبلغهم غاية.
وأن يحفظ علينا وعلى المسلمين دينهم ودنياهم .
|
لاحول ولا قوة الا بالله
لم نكن نعلم أنه بهذا المستوى
لكن السؤال هل حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين من تلاميذه ؟
وفقك الله وجزاك خيرا