[أبو طالع العتيبي]

بسم الله الرحمن الرحيم


إرضاء الناس غاية لا تدرك



اراد الوالد ان يعلم ابنه قاعدة : ( إرضاء الناس غاية لا تدرك )

فقال له تعال يا ولدي حتى اريك الدرس عمليا

فخرجا الى السوق مع الحمار

فسمعا الناس يقولون :
اغبياء لا يستفيدون من الحمار

فقال له اركب يا ولدي
وعندما ركب سمعا الناس يقولون
ولد عاق

فنزل وقال اركب يا ابت
فركب الوالد
فسمعا الناس يقولون
ظالم لا يرحم الصغير

قال له اركب يا بني
فركب الابن خلف والده
فسمعا الناس يقولون :
ما أظلمهما لا يرحمان دابة مسكينة

فنزلا
وحملا الحمار فوق اكتافهما
فسمعا الناس يقولون
حمقى يركبهما الحمار بدلا من ان يركباه

فأخذ ابنه جانبا وقال له :
أرأيت يا بني
وقبل ان يكمل الوالد كلامه همس الابن وأمسك بيد والده وقال :
صدقت يا ابت
صدقتضحكت فقالـوا ألا تحتشـم** بكـيـت فقـالـوا ألا تبـتـسـم
بسمـت فقالـوا يرائـي بهـا** عبست فقالـوا بـدا مـا كتـم
صمت فقالوا كليـل اللسـان** نطقـت فقالـوا كثيـر الكـلـم
حلمت فقالوا صنيع الجبان** ولـو كــان مقـتـدراً لانتـقـم
بسلـت فقالـوا لطـيـشٍ بــه** وما كان مجترئـاً لـو حكـم
يقـولـون شــذ إذا قـلــت لا** وإمـعــة حـيــن وافـقـتـهـم
فأيـقـنـت أنـــي مـهـمـا أرد** رضـى النـاس لابــد أن أذم