اقتباس:
هل لأمريكا دور في إسقاط بن علي
|
؟
بعد إرادة الله وقدره الإجابة بنعم . ولا شك في ذلك ، فحاله قريب من حال ياسر عرفات ، وحال صدام ، مع الفارق الإيجابيّ لصالح هذا الأخير ؛ فما هو وهما إلا حجر شطرنج ( جندي ) ضُحي به للمصلحة السياسية والاقتصادية والفكرية لأمريكا وحلفائها ولا أدلّ على ذلك من كون حاله وحال شعبه منذ أن حكم إلى يوم سقوطه واحداً لم يتغيّر فلا جديد في ذلك في الجوانب كلّها إلا أنّ حال أمريكا وحلفائها هو الذي قد تغيّر ومال عليه مع الشعب ، فجاء موقف أمريكا نفسها مؤيّدأً ومقويّاً للمعارضة الأخيرة خلاف مواقفها السابقة المؤيّد له ولحزبه ولحكمه ولقمعه وظلمه طيلة ربع قرن ـ تقريباً ـ وما فعله آنذاك من ظلم وقمع وقتل أكثر ممّا فعله في المعارضة الآخيرة إلا أنّ نتائجها على خلاف نتائج السابقة لها . وهذه الحقيقة قد اكتشفها ابن عليّ نفسه في هذه المعارضة ، وهي التي دعته لأخذ قرار الفرار العاجل المفاجئ لعلمه الأكيد أنّ أمريكا وحلفائها لن تقف معه مثلما كانت في السابق ، بل ستتركه يواجه الاعتقال والقتل وحده ، وممّا يؤكّد هذه الحقيقة إعلان أمريكا بعد مغادرته مباشرة احترامها وقبولها بموقف واختيار الشعب التونسيّ ، وهذا الاحترام والقبول خلاف مواقفها مع المعارضات الشعبية في الدول العربية كما في الجزائر ومصر وغيرهما .
وتعريجاً على ما مرّ للتوضيح يمكن أن يشار إلى أثر المعارضة الضعيف في مصر وليبيا والجزائر مع أنّ كلّ هذه المعارضات هي الأقدم والأقوى ، هذا الضعف النابع من فقدانها للعنصر القويّ المؤثّر وهو التأييد الأمريكي وحلفائها لها ، وهذا خلاف ما حدث في المعارضة التونسيّة الأخيرة التي نالت هذا التأييد الذي جعلها في شهر زمان تسقط رئيس البلاد العنيد العتيد المتربّع على سدّة الحكم ربع قرن ، ونظامه وحزبه المترابط القويّ .
وفي الختام أعتقد أنّه لا يشكّ عاقل متابع أنّ سقوط رئيس تونس جاء خطوة وفق مشروع وخطّة أمريكا وخطاها لتغيير خارطة الشرق الأوسط الساسية والفكريّة والاقتصاديّة متزامنًا وتبعاً لغيره من خطوات ؛ كاحتلال أفغانستان والعراق وإسقاط الحاكم وحزبه فيهما ، وكتقسيم السودان وغير ذلك . وها نحن الآن وفي الغد القريب ننتظر ما الخطوة التالية ؟! ومَن التالي في مسيرة تحقيق هذا المشروع الأمريكي ؟!
آخر تعديل أبو عبد الملك الرويس يوم 22-Jan-2011 في 01:37 PM.