الاخ المبدع والمتميز السيف والقلم حفظك الله
قصف بالهاون يستهدف مقرًّا للقوات الأمريكية في سامراء
الأربعاء 17 شعبان 1426هـ – 21 سبتمبر 2005م آخر تحديث 5:10م بتوقيت مكة
مفكرة الإسلام [خـاص]: شنت المقاومة العراقية اليوم الأربعاء هجومًا صاروخيًّا على مقر القوات الأمريكية في منطقة المعتصم بمدينة سامراء الواقعة على بعد نحو 120 كلم إلى الشمال من العاصمة بغداد.
وقال مراسل مفكرة الإسلام في سامراء ـ نقلاً عن شهود عيان من أهالي حي المعتصم ـ أن المقر الأمريكي الواقع في حي السكك وسط منطقة المعتصم تعرض لقصف بقذائف الهاون من قبل المقاومة العراقية؛ حيث سقطت 3 قذائف من عيار 120 ملم داخل المقر بصورة مباشرة وتصاعدت جراء القصف سحب الدخان من داخل المقر.
هذا، ولم يتسنَّ لمراسلنا معرفة حجم الخسائر في صفوف القوات الأمريكية حتى الآن.
-================================================== ==================================
أمراء الحرب على أمريكا بعيون يهودية
الأحد 7 شعبان 1426هـ – 11 سبتمبر 2005م
مفكرة الإسلام: كانت هجمات الحادي عشر من سبتمبر فرصة لا تعوض للكيان الصهيوني لتجنيد كافة ما لديه من خبراء وباحثين ومراكز أبحاث لتجميع أكبر كم من المعلومات حول منفذي تلك الهجمات, وذلك بهدف استخدامها في الترويج لأكاذيب وأساطير ضد الإسلام والمسلمين, ووجدت 'إسرائيل' في تلك الهجمات فرصة لا يمكن تفويتها في جعل الإسلام المتهم الأول والمصدر الرئيس لـ'الإرهاب', وقامت أجهزة المخابرات 'الإسرائيلية' - ومازالت – بحملةٍ, الهدفُ منها إزكاء حالة الخوف في شتى ربوع الأرض ضد الإسلام والمسلمين عبر الترويج لتقارير أمنية جرى إعدادها خصيصًا بهدف تشويه سمعة المسلمين.
ومنذ اللحظات الأولى لهجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 أعلنت 'إسرائيل' بكافة مؤسساتها وأجهزتها الأمنية الوقوف إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية في محاربة العدو الجديد الذي قد يحرق العالم بنيران 'الإرهاب' الأعمى ونعتت الصحافة 'الإسرائيلية' منفذي هجمات الحادي عشر من سبتمبر بصفات غير مسبوقة وسعت بكل طاقتها ومن ورائها أجهزة المخابرات 'الإسرائيلية' لرسم صورة أكثر فظاعة لقادة تنظيم القاعدة ومن يدور في فلكهم.
وفي تقريرنا هذا نسلط الضوء على التناول الإعلامي للصحافة 'الإسرائيلية' لذكرى هجمات الحادي عشر من سبتمبر لكي نعرف كيف استغل هؤلاء الحدث ومدى الحقد الذي يكنه هؤلاء ضد الإسلام وتصويره علي أنه دين 'الإرهاب'.
أسرار البحث عن ابن لادن:
يقول 'يوسي ميلمان' خبير الشؤون الأمنية والمخابراتية بصحيفة 'هاأرتس' 'الإسرائيلية' الصادرة 11-9-2005 وفي مقال تحليلي له بعنوان 'في عام 1999 كان هدفًا' تحدث فيه عن زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن, وسعى في تقريره للكشف عن معلومات جديدة حول مطاردة أسامة بن لادن منذ عام 1999 من قِبل زعماء القبائل الأفغانية وحتى يومنا هذا.
ويشير إلى أنه في شهر فبراير 1999 قام زعماء القبائل الأفغانية بتعقب أثر أسامة بن لادن خلال تنقله في الصحراء جنوب قندهار, وذلك بعد تجنيد عدد منهم لحساب جهاز المخابرات الأمريكية 'cia' للقبض على زعيم تنظيم القاعدة.
وعلى الفور قام قادة القبائل بتبليغ ضباط الاتصال في محطة جمع المعلومات التابعة للمخابرات الأمريكية في باكستان وبدورهم قام عملاء Cia بتعقب أثر أسامة بن لادن لكن دون جدوى, لم يجدوا شيئًا..
وتحدث 'ملمان' عن الحماية التي منحها نظام حكم طالبان في أفغانستان إلى أسامة بن لادن منذ وصوله إلى هناك في منتصف التسعينيات وكان في حينه المطلوب رقم واحد للإدارة الأمريكية خاصة بعد أن قام قبل عدة أشهر من توجهه إلى أفغانستان بإرسال مجموعة من تنظيم القاعدة لتفجير السفارة الأمريكية في نيروبي ودار السلام والإعلان عن تأسيس تنظيم القاعدة لمحاربة اليهود والنصارى.
ويستمر المحلل 'الإسرائيلي' في سرد قصة يعرفها الجميع, ولكن الهدف من وراء ذلك هو ترسيخ حالة العداء والكراهية في نفوس الجميع للإسلام ومن يؤمنون به.
ويقول: كانت تلك الهجمات بداية للحرب بين ابن لادن وأمريكا التي قامت بقصف معسكرات ابن لادن في أفغانستان لكن ابن لادن ذاته تمكن من الفرار.
وفي التاسع من شهر فبراير 1999 قامت المخابرات الأمريكية بتعقب أسامة بن لادن مرة أخرى ونجح Cia بواسطة قمر تجسس حديث في تصوير معسكر خاص يمتلكه أسامة, وظهر وهو يحيط به حراسه الشخصيون من كل جانب – حسب زعم المقال - وكذلك بعض الضيوف, وعلى الفور قررت طواقم محاربة 'الإرهاب' الأمريكية والأجنبية بإرسال فرق خاصة لقتل ابن لادن والخلاص منه وتقرر لسرعة إنجاز العملية ضرب الهدف بصاروخ, وتقرر تحديد الحادي عشر من فبراير 1999 موعدًا لتحديد العملية!!
ويستمر المحلل في مزاعمه بقوله: ولكن تردد مسؤولو البيت الأبيض ونقل ملمان عن 'مايكل شوير' رئيس محطة 'ألك' المخابراتية التابعة لـcia, والتي ينحصر دورها في القبض على أسامة بن لادن القول: إن البيت الأبيض طلب معلومات حول تحركات أسامة بن لادن وما يحدث داخل المعسكر والسبب في وقف العملية هو أنه تبين للمخابرات الأمريكية أن الضيوف الموجودين في معسكر ابن لادن هم بعض الأمراء من دولة عربية..! وتقرر إلغاء العملية وتمكن ابن لادن من مغادرة المعسكر دون أن يمسه أحد بسوء.
ويهدف محلل الصحيفة من وراء تقريره القول بأنه وبعد أربع سنوات من تلك الهجمات يظل ابن لادن حرًا طليقًا دون أن يتعرض له أحد, وبالطبع يعكس الرغبة 'الإسرائيلية' في إبقاء الوضع القائم, خاصة وأن 'إسرائيل' ربحت كثيرًا من محاربة أمريكا للإسلام, وسعت بكل طاقتها للربط بين المقاومة الفلسطينية وما يحدث في فلسطين بكافة التنظيمات الإسلامية التي تحاربها أمريكا وذلك لإثارة الخوف لدى الغرب من المقاومة الفلسطينية.
أيمن الظواهري الزعيم البديل:
يرى الخبير والباحث الاستراتيجي 'الإسرائيلي' 'عاميت كوهين' في بحث خاص له عن أحد قادة تنظيم القاعدة وهو الدكتور أيمن الظواهري المصري الأصل أنه لو غاب ابن لادن فإن الزعيم القادم هو الدكتور أيمن الظواهري, وقال عنه: إنه أصبح مصدرًا لكافة الصلاحيات, خاصة الفكرية والأيديولوجية, ومن المتوقع في حالة إعلان وفاة ابن لادن أن يأخذ الظواهري مكانه ليكون القائد الأول للقاعدة.
ويشير كوهين إلى أن الظواهري يفضل تمامًا مثل ابن لادن تنفيذ العمليات الضخمة بهدف التأثير مرة تلو الأخرى على الرأي العام العالمي وقال: إن كافة الدلائل تشير إلى أن الظواهري كان يعرف أسرار وخبايا هجمات الحادي عشر من سبتمبر, والدليل على ذلك أن اثنين من مختطفي الطائرات هم من أعضاء حركة الجهاد الإسلامي المصرية ومن بينهم محمد عطا. على حد زعمه.
ويسعى الخبير الصهيوني في بحثه الشامل لتسليط الضوء على شخصية أيمن الظواهري وإثارة الرعب لدى قراء البحث منه, حيث سرد ما قال عنه أنه تاريخ الظواهري الخاص منذ أن كان في مصر وحتى يومنا هذا, والهدف هنا يأتي مكملاً للتقرير الأول, وهو أنه في حالة زوال ابن لادن فإن القادم هو الظواهري أي يريد القول: إن الخطر الذي حدث في الحادي عشر من سبتمبر مازال قائمًا, خاصة وأن العقول المدبرة مازالت حرة طليقة.
الظواهري والشقاقي:
في إحدى فقرات البحث خصص كوهين الحديث فيها عما يقول عنه: إنه كانت هناك علاقة بين أيمن الظواهري والدكتور فتحي الشقاقي قائد حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية, والذي جرى اغتياله على يد الموساد 'الإسرائيلي' في التسعينيات ويقول: كان الشقاقي على صلة بأيمن الظواهري خلال فترة دراسته بمصر, واقترح الشقاقي على قادة حركة الجهاد المصرية ضرب أهداف 'إسرائيلية', ولكنه فشل في ذلك, لكن الظواهري قال له: إن الطريق إلى القدس يجب أن يمر بالقاهرة في البداية!!
ويسعى بالطبع الخبير الصهيوني إلى الربط بين قادة المقاومة الفلسطينية وقادة تنظيم القاعدة تعميقًا وترسيخًا للهدف 'الإسرائيلي' الذي يريد الاستفادة بشتى الطرق والوسائل من هجمات الحادي عشر من سبتمبر.
الدكتور عبد الله عزام:
وفي سياق محاولات الربط بين الطرفين سعت مراكز البحث الصهيونية للعودة إلى بدايات تنظيم القاعدة وتسليط الضوء على قادتها ومُنظيرها الفكريين وعلى رأسهم الدكتور الشهيد عبد الله عزام الذي خصص له مركز معلومات مكافحة 'الإرهاب' التابع للمخابرات 'الإسرائيلية' دراسات وأبحاث نظرًا لكونه فلسطيني الأصل وأحد المجاهدين الأوائل في أفغانستان, ومن هنا سعت 'إسرائيل' للقول بأن بدايات من تسميه بالإرهاب العالمي بدايات فلسطينية جاءت من فلسطين.
ونلقي الضوء هنا على أحد تلك التقارير العلنية المنشورة على شبكة الإنترنت لكي نعرف كيفية التفكير 'الإسرائيلي' في الإيقاع بالمقاومة الفلسطينية ونعتها بصفة الإرهاب أمام العالم:
يقول تقرير المركز تحت عنوان 'خطوط عامة في شخصية د.عبد الله عزام':
1. د. عبد الله عزام 'أبو محمد'، من أصل فلسطيني، ومن مواليد العام 1941، وأصله من قرية السيلة الحارثية، قضاء جنين. وقد تأثر منذ نعومة أظفاره بالقصص البطولية عن الشيخ عز الدين القسام - رجل الدين السوري الأصل والذي حارب البريطانيين وقتل على أيديهم في معركة في منطقة جنين في العام 1935 – [الذراع العسكرية التنفيذية لحركة 'حماس' تحمل اسم هذا الشيخ: كتائب 'الشهيد' عز الدين القسام]. وقد أنهى عبد الله عزام دراسة الشريعة الإسلامية بتفوق في جامعة الأزهر, وحاز على شهادة الدكتوراه وانضم إلى جماعة 'الإخوان المسلمين' أثناء دراسته في مصر.
2. تعرف د. عبد الله عزام على أسامة بن لادن أثناء عمل عزام كمحاضر في 'كلية الدعوة والجهاد' في مدينة بيشاور في الباكستان 'المجاورة لأفغانستان'. وقد خرّجت هذه الكلية من أروقتها الكثير من 'المجاهدين' الذين شاركوا في الحرب في أفغانستان ضد الجيش الروسي. وفي الوقت الذي استثمر فيه أسامة بن لادن جُلَّ وقته في المجال اللوجستي 'تمويل وصول المتطوعين وإقامة معسكرات التدريب'، عُني الدكتور عبد الله عزام بالأساس في المجال الأيديولوجي لتذويب مضامين [الإسلام الراديكالي] في نفوس المتطوعين الذين قام بنفسه بتجنيد الكثير منهم من أنحاء العالم. وقد لقي الدكتور عبد الله عزام حتفه في انفجار سيارة في العام 1989، في مدينة بيشاور، على ما يبدو من قبل رُسُل الاستخبارات الروسية.
3. الدكتور عبد الله عزام، 'المرشد الروحي' لابن لادن، يُعتبر حتى اليوم شخصية نموذجية مُهابة، على الساحة الفلسطينية، حيث حولته 'حماس' إلى مصدر إلهام وأنموذج يُحتذى، وكذلك في أوساط أنصار الجهاد العالمي من أتباع تنظيم 'القاعدة'. ويجد تراثه وفكره تعبيرًا مميزًا في كتابه: 'الدفاع عن أراضي الإسلام، أهم فروض الأعيان' والذي يُشكل فتوى إسلامية، ويتم توزيعه من قِبل 'حماس' في الأراضي المحتلة. وينص أهم تصور جاء له في هذا الكتاب على أن: كل أرض إسلامية، كانت تحت الحكم الإسلامي، وبضمن ذلك فلسطين، يجب أن تعود إلى الحكم الإسلامي فقط من خلال الجهاد، كفرض عين على كل مسلم.
4. وقد كان لفكره هذا أعظم التأثير على ابن لادن، الذي يُعتبر صاحب أكبر تأثير على الجهاد العالمي في أيامنا هذه، كما تعمل حركة 'حماس' على تذويب هذا الفكر لدى أعضائها في 'الأراضي المحتلة'. ومن بين صور التعبير عن هذا، توزيع خلاصة فكر عبد الله عزام من قِبل 'لجنة الزكاة' في طولكرم والمحسوبة على حركة 'حماس' حيث تظهر المقولة التالية إلى جانب صورة عبد الله عزام: 'إن كان الإعداد [للجهاد] إرهابًا فنحن إرهابيون، وإن كان الدفاع عن الأعراض تطرفًا فنحن متطرفون، وإن كان الجهاد ضد الأعداء أصولية فنحن أصوليون'.
ثم يسعى كاتب التقرير 'الإسرائيلي' إلى الربط بين فكر الدكتور عبد الله عزام وحركة حماس, ويقول تحت عنوان: [شخصية الدكتور عبد الله عزام وفكره السياسي الإسلامي كمصدر الهام لحركة 'حماس']:
5. المضبوطات والغنائم التي تم العثور عليها أثناء عمليات الجيش الإسرائيلي في 'الأراضي المحتلة' تُعبر عن تحول د. عبد الله عزام وفكره إلى مصدر إلهام لحركة 'حماس'. حيث تظهر صوره على اللافتات, ويتم نشر فكره من خلال الكتب، الوثائق والأشرطة، إلى حد إطلاق اسمه على مسجد في مخيم اللاجئين في جنين, والذي يتولى الإمامة فيه أحد نشطاء 'حماس'.
6. يُستدل من تحليل اللافتات التي تظهر فيها صورة عبد الله عزام أن 'حماس' تتعامل مع عبد الله عزام على أنه واحد من بين 'الشخصيات المفتاحية' الأربع للصراع الإسلامي الفلسطيني والعالمي: الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة 'حماس' - والذي تبرز صورته أكثر-، الشيخ حسن البنا مؤسس حركة 'الإخوان المسلمون' - منها خرجت'حماس'-، الشيخ عز الدين القسام - مصدر الإلهام للذراع التنفيذية لحركة 'حماس'-, والدكتور عبد الله عزام - والذي تتعاطف 'حماس' مع فكره السياسي الراديكالي والذي يقوم أساسًا على الجهاد-.
7. تشكل شخصية الدكتور عبد الله عزام مصدر إلهام بارز للجهاد العالمي. ومن خلال تمجيد هذه الشخصية وتحويلها إلى مصدر إلهام ونموذج يُحتذى، تشُذُ 'حماس' إذن عن بُعدها الفلسطيني الوطني وتُصنّف نفسها أيديولوجيًا مع جماعات الجهاد العالمي، على الرغم من أنها من الناحية الفعلية تركز نشاطها التنفيذي في هذه المرحلة داخل حدود 'إسرائيل' و'الأراضي المحتلة' فقط.
الزرقاوي الأمير الجديد:
ومن الحديث عن قادة وزعماء تنظيم القاعدة المؤسسين ينتقل بنا أحد الخبراء الصهاينة إلى الحديث عما يحدث في العراق وتداعياته ومستقبل التنظيم في ظل الأوضاع هناك.
وبالطبع لم يفت محللي الصحافة 'الإسرائيلية' ما يحدث فوق أرض العراق من مقاومة باسلة للمحتل الأمريكي الغاصب والادعاء بأن تلك المقاومة قد تكون يومًا ما إحدى البدائل الموجودة لاستكمال مهمة تدمير أمريكا والسير على نهج منفذي هجمات الحادي عشر من سبتمبر.
'راؤبين باز' أحد خبراء شؤون الجماعات والحركات الإسلامية في 'إسرائيل' وأحد خبراء جهاز الأمن العام الصهيوني الشاباك, وكذلك أحد أبرز عملاء الجهاز في مناطق عرب 1948؛ حيث كان يقوم بالتجسس عليهم لحساب الشاباك, ويعمل الآن مديرًا لأحد أهم المراكز البحثية الصهيونية المتخصصة في دارسة الحركات والجماعات الإسلامية, وهو مركز 'مشروع دراسات الحركات الإسلامية - Prism'.
يقول 'راؤبين باز' في تحليل نشر له في صحيفة 'هاأرتس' 'الإسرائيلية' مع حلول الذكرى الرابعة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر: منذ انتهاء الحرب في أفغاستان وهناك تغيير يطرأ من فترة لأخرى على هيكل تنظيم القاعدة وعلى نشاطها حول العالم, ويضيف: في السنوات الماضية تحول المجاهدون في العراق إلى مركز رئيس لتنفيذ استراتيجية تنظيم القاعدة, ويؤكد 'باز' في بحث أعده مؤخرًا بعنوان 'استراتيجية الزرقاوي في العراق – هل هناك تنظيم قاعدة جديد؟' ومن خلال تحليل للنصوص الواردة على شبكة الإنترنت الخاصة بأتباع الزرقاوي في العراق أن الزرقاوي تمكن من الفرار من أفغانستان مع سقوط طالبان, وقام بإنشاء معسكر للقاعدة في كردستان العراق, ولكنه لم يسعَ لتنفيذ أية عمليات خاصة مع وجود صدام حسين في الحكم, ولم يكن له أية صلة بحكم البعث العراقي, وذلك حتى لا يقال: إنه يتلقى مساعدات من صدام بحسب الرواية الأمريكية التي تحدثت عن وجود تعاون بين المخابرات العراقية والزرقاوي.
مبايعة الزرقاوي لابن لادن:
يقول الخبير الصهيوني 'راؤبين باز': إنه - ومع اندلاع الحرب على العراق - قام الزرقاوي بالإدلاء بقسم الولاء لأسامة بن لادن, وجرى بعد ذلك تنصيبه أميرًا للقاعدة ليس في العراق وحسب, ولكن في الشرق الأوسط كله, وقام بتحديد استراتيجيات الجهاد ضد الأمريكان وهي:
1. عزل القوات الأمريكية في العراق عبر الهجمات ضد المترجمين العرب والعمال الذين يخدمون الأمريكان والحكومة العراقية الموالية لهم, ووقف تقديم المعلومات المخابراتية لهم.
2. التعرض لرجال الشرطة والأمن الوطني العراقي الذين باتوا يحمون الأمريكان.
3. التعرض للدبلوماسيين العرب والأجانب من الدول التي تؤيد أمريكا.
4. ضرب الشيعة.
ويرى 'راؤبين باز' أن الزرقاوي بات يحتل مرتبة كبيرة في قيادة تنظيم القاعدة, وبات يذكر اسمه أكثر من أسامة بن لادن, الذي أصبح يطلق عليه في بيانات القاعدة بالعراق لقب 'شيخ الإسلام', وهو اللقب الذي يرى فيه الخبير الصهيوني دعوة لتحديد وتحجيم ابن لادن, والقول بأنه أصبح بمثابة الزعيم الروحي للقاعدة, وأن الزرقاوي أمير الحرب الجديد يستعد للفوز بهذا المنصب.
وانتقد الخبير 'الإسرائيلي' وجهة النظر الأمريكية القائلة بأنه لا يوجد علاقة بين الجهاد في العراق وتأثيره على الجهاد العالمي, وقال: إن الأمريكان يرفضون الربط بينهما, كما أشار إلى أن الرؤية الأمريكية غير صائبة, مؤكدًا أنه لو استمرت الحرب على العراق فستنمو شبكات الإرهاب, وسيستمر نجم الزرقاوي في الصعود.
تنظيم القاعدة و'إسرائيل':
وتقوم أجهزة الأمن 'الإسرائيلية' بترويج سيناريوهات تهدف من وراءها إلى إثارة الخوف والفزع في قلوب الناس من شبح تنظيم القاعدة, وتسعي بشتى الطرق ومنذ الحادي عشر من سبتمبر إلى تكرار سيناريوهات الرعب حتى يظل العالم على حالته, ومنذ حوالي شهر قام 'أهارون زائيفي فركش' رئيس جهاز المخابرات العسكرية الصهيونية 'أمان' بعرض الخطة المفصلة لمحاربة تنظيم القاعدة والجهود الحثيثة لإحباط عملياتها حول العالم خلال السنوات الثلاث القادمة على القيادة الأمنية والسياسية في 'إسرائيل'.
وكشف 'بن كاسبيت' المحلل السياسي بصحيفة 'معاريف' والمقرب من دوائر صنع القرار في أجهزة الأمن الصهيونية بعضًا مما أورده 'فركش' في خطته المفصلة.
وذكر المحلل الصهيوني في تقريره المنشور أن جهاز المخابرات العسكرية 'أمان' كثّف من نشاطه الخاص بمراقبة تنظيم القاعدة, وقام منذ فترة بتطوير أسلوب عمله بشأن جمع المعلومات المخابراتية الخاصة بحركات الجهاد العالمية.
وتتضمن خطة 'أمان' رفع الميزانيات, وكذلك دعم الجهاز بأنظمة حديثة تحسن من أدائه في مواجهة الإرهاب الدولي. وادعى 'فركش' في خطته المقدمة للقيادة الأمنية والسياسية في 'إسرائيل' أنه سيكون بإمكان 'أمان' إحباط أكثر من 70% من العمليات الإرهابية حول العالم, وتقديم المساعدة لدول العالم, خاصة دول أوروبا.
وتطرق 'فركش' عن جهود وقدرات المخابرات العسكرية الصهيونية في إحباط أكثر من 90% من العمليات 'الإرهابية' داخل 'إسرائيل'.
وكشف محلل الصحيفة أن 'فركش' أكد أيضًا خلال جلسات سرية عقدها مع بعض قادة الجيش الصهيوني أن لديه قناعة تامة بأن جهاز المخابرات العسكرية 'الإسرائيلي' قادر على مجابهة تنظيم القاعدة تمامًا كما كان قادرًا على مواجهة ما أسماه بالإرهاب الفلسطيني, وكشف 'بن كسبيت' في تقريره تقديرات جهاز المخابرات العسكرية 'أمان' بشأن استهداف تنظيم القاعدة 'لإسرائيل' قائلاً: إن 'إسرائيل' خارج ما أسماه بلعبة الإرهاب الدولي, وليست مدرجة على جداول تنظيم القاعدة.
ونقلت 'معاريف' عن أحد المتخصصين في جهاز المخابرات العسكرية 'أمان' - قام بإعداد دراسة خاصة عن تنظيم القاعدة واستهداف 'إسرائيل' - قوله: إن جميع الأدبيات الخاصة بتنظيم القاعدة خلال السنوات الأولى من نشاطه لم يذكر فيها قط اسم 'إسرائيل', ولم يتم ذكرها إلا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وذلك حينما فشل التنظيم في استمرار استهدافه لأمريكا, وبدأ من بعد ذلك ذكر 'إسرائيل' في بياناته - على حد قول الخبير الصهيوني-.
وذكر 'بن كسبيت' أن مصادر سياسية 'إسرائيلية' أعربت عن اعتقادها بأن نية تنظيم القاعدة استهداف 'إسرائيل' منخفضة جدًا, وقال: إن تلك المصادر أعربت عن سخطها الشديد من تصريحات مسؤولين بريطانيين كبار من أن الصراع في الشرق الأوسط هو السبب في تفجيرات لندن.
ونقلت الصحيفة عن مصدر صهيوني رفيع المستوى قوله: إن الأمريكان أنفسهم الذين قاموا باحتلال أفغانستان مقر القاعدة يعلمون الحقيقة, وهي أن العالم المسيحي والدين المسيحي هو هدف القاعدة وأن 'إسرائيل' ليست في خريطتهم.
وكشف رئيس جهاز المخابرات العسكرية 'فركش' أن تقديرات 'أمان' تشير إلى أن تنظيم القاعدة يقوم بتشغيل سبع شبكات 'إرهابية' معزولة, وأسامة بن لادن هو الذي يقوم بالتنسيق فيما بينها وهي كالتالي: شبكة 'أبو مصعب الزرقاوي' في العراق - والجماعة الإسلامية في آسيا - والشبكة الأم في باكستان وأفغانستان - وشبكة محلية في شمال أفريقيا - وشبكة أخرى في القرن الأفريقي وهي التي قامت باستهداف الطائرة 'الإسرائيلية' في كينيا - والشبكة الأوروبية المسؤولة عن تفجيرات لندن ومدريد ويعتقد أن أعضاءها جاءوا من الجزائر.
وقال 'بن كسبيت': إن تلك الشبكات ترتبط بقيادة موحدة تمامًا كما لو كان 'قائد أركان' واحد يمسك بزمام القاعدة، وأضاف أن ابن لادن قد يكون مختبئًا عند الحدود الباكستانية – الأفغانية وتشمل قيادة الأركان قيادة عمليات تقوم بالتصديق على العمليات الرئيسة, وقسم مالي قوي يقوم بجمع الأموال من حول العالم, وقسم للتدريب العسكري لتدريب المتطوعين للجهاد العالمي.
وقال محلل الصحيفة استنادًا لخطة 'أمان': إن معسكرات التدريب الجهادية في أفغانستان بعد الغزو الأمريكي لها تم نقلها للسودان ـ حسب ادعائه ـ إلا أنها اكتشفت، ثم جرى نقلها لليمن والعراق الذي أصبح مصنعًا لخروج 'الإرهابيين' إلى أنحاء العالم، وأضاف: إنه حتى عام 2004 تمكن أكثر من 1.000 متطوع من دخول العراق عبر ثلاث قنوات مركزية وهي: إيران عبر البحر ومن الشرق جاءوا من السعودية ومن سوريا.
وقال 'بن كسبيت': إن القناة السورية هي أكثر القنوات قلقًا للولايات المتحدة وساعدت 'إسرائيل' في كشف معلومات سرية كثيرة عنها.
واختتم التقرير المخابراتي الصهيوني بالقول: إن عمليات تنظيم القاعدة حول العالم تشهد انحصارًا, مشيرًا إلى أن العام الماضي شهد مصرع 700 شخص, فيما شهد العام الحالي مصرع 105 فقط، وقال التقرير: إن تلك الأعداد لا تشمل العراق ومن يلقون حتفهم فيها, معتبرًا العراق بمثابة 'عالم آخر', إلا أن التقرير كشف أن المخابرات 'الإسرائيلية' ترى أن تنظيم القاعدة يحارَب بشكل فعال للغاية بقيادة أمريكا والغرب، وترى كذلك أنه يجب الاستمرار في هذا الطريق وزيادة التعاون الدولي في هذا الشأن.
تحليل الرؤية 'الإسرائيلية':
1. منذ أربع سنوات والخطاب الإعلامي 'الإسرائيلي' موجه توجيهًا يقوم في مجمله على محاولة ربط الإسلام بـ'الإرهاب', ولا يأتي ذلك باتهام الإسلام صراحة بأنه دين عنف, ولكن يأتي ذلك تحت ستار الادعاء بأن هناك من يتأهب لتدمير العالم وإلحاق الخراب به, ويأتي هذا طيلة أربع سنوات حشدت فيها وسائل الإعلام 'الإسرائيلية' كل ما لديها للربط بين التنظيمات الإسلامية المختلفة والتهويل من قدرتها.
2. قامت 'إسرائيل' ومازالت تقوم عبر خبراء شؤون الجماعات والحركات الإسلامية بإعداد دراسات تقوم بترويجها عبر مراكز الأبحاث العالمية لتصل إلى الناس كافة وصناع القرار, وخاصة تلك التي تزعم فيها الصلة الوطيدة بين المقاومة الفلسطينية وشبكات الجهاد العالمية.
3. تستفيد 'إسرائيل' من الحالة القائمة منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر, وذلك عبر الاتصالات الوطيدة التي أقامتها أجهزة المخابرات 'الإسرائيلية' مع كافة أجهزة المخابرات العالمية, وعلى رأسها المخابرات الأمريكية وتحصل بمقتضى هذا التعاون على ما تريده من معلومات مخابراتية في شتى المجالات.
4. لدى 'إسرائيل' رغبة في استمرار حالة الخوف لدى الأمريكان بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر, حيث ترى في ذلك فرصة لزيادة الهوة في العلاقات بين أمريكا والشرق الإسلامي.
5. تلعب الصحافة 'الإسرائيلية' والإعلام الصهيوني بشكل عام دورًا محوريًا في رصد ما يحدث في العالم العربي, وتقوم بترجمته وإرساله إلى مراكز بحثية يهودية تقوم بنشره على أعلى المستويات داخل أمريكا وخارجها, وتتعمد نشر كل ما يسيء إلى الإسلام والمسلمين.
6. ونرصد في النهاية أن 'إسرائيل' استفادت ومازالت تجني ثمار الاستفادة من وراء تلك الهجمات, بل تقوم من حين لآخر بتطوير وجهات النظر والرؤى التي تمكنها من الاستمرار في جني تلك الثمار.
أعده للمفكرة: أحمد إبراهيم
================================================== ==================================
نهاية مصداقية الأمم المتحدة
الأحد 14 شعبان 1426هـ – 18 سبتمبر 2005م
الخبر
مفكرة الإسلام: رفضت الأمم المتحدة طلبًا لسوريا للاستعانة بلجنة تحقيق عربية؛ لفحص أدلة لجنة التحقيق الدولية في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق 'رفيق الحريري'.
التعليق
يومًا بعد يوم نكتشف نحن العرب والمسلمين أن الأمم المتحدة ما هي إلا نوع من الوهم، أو الآلية الكاذبة؛ فالقرارات ضد العرق والسودان تنفذ فوراً، أما القرارات ضد إسرائيل فهي إما تُنقض من قِبل الولايات المتحدة الأمريكية 'حق الفيتو'، أو يتم تجاهل تنفيذها بدعوى أنها لا تستند إلى ما يسمى بالفصل السابع من لائحة مجلس الأمن والأمم المتحدة، وقد كانت ولا تزال الأمم المتحدة هي نوع من فرض إدارة الكبار على الصغار لا أكثر ولا أقل؛ ومن ثم فإن وجود الدول العربية فيها كان نوعًا من شهادة الزور، أو لا شهادة على الإطلاق، وفي الآونة الأخيرة وبعد أن أصبحت الهيمنة في العالم لصالح الولايات المتحدة الأمريكية بعد سقوط الاتحاد السوفيتي السابق والمجموعة الاشتراكية؛ فإن الأمم المتحدة تحولت إلى مجرد ذراع سياسي للولايات المتحدة تنفذ من خلاله ما تريده هي وليس ما تقتضيه مصلحة العالم، وقد استخدمت الولايات المتحدة الأمم المتحدة على نطاق واسع في موضوع غزو واحتلال العراق؛ لاستصدار ما تشاء من قرارات لإكساب شرعية كاذبة على ممارساتها في هذا الصدد.
ولعل آخر ما يمكن رصده في هذا الصدد هو استصدار قرار 1559 للتحرش بسوريا وحصار المقاومة اللبنانية، وتمكين إسرائيل من كل الأوراق .
على أن هناك إهانة واضحة صدرت من الأمم المتحدة ضد الدول العربية عندما رفضت الأمم المتحدة طلبًا لسوريا للاستعانة بلجنة تحقيق عربية لفحص أدلة لجنة التحقيق الدولية في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق 'رفيق الحريري'، وكأن الأمم المتحدة تقول إنها لا تثق في القضاة العرب، وهي إهانة بالغة ! ! .
اخي السيف والقلم تقبل تحيات اخوك النافذ