[أبو عبد الملك الرويس]

حوار مضحك جداً

والمضحك فيه أنه يحكي إلى حد كبير الواقع لمنتسبي هذا الفكر القائم على تضعيف العقيدة الدينية وتمييع الناحية الأخلاقية وتشويه الفطرة السليمة وتذويب الشخصية الفردية وإن ادعي فيه الحرية الشخصية لأنه يخضع الفرد في الأخير في كل شيء لرأي الجماعة والأقلية للأكثيرة من خلال دعوى الديمقراطية ولو كانت هذه الجماعة أو الأكثرية على خطأ واضح أوتسير في قرارها إلى خطر داهم . وهذا الموضع هو أعظم نقد يوجه إليه في الغرب حتى طالب كثير منهم بترك أو تغيير كثير من مفاهيمه وركائزه ومنها هذا .

وهذا الفكر الآن في أوربا بدأ يضعف لأن مشاعر كثير من الناس الدينية والقومية هناك أخذت في الازدياد بارزة فيما يسمى بالنازيين الجدد والمؤمنين بالغيب ( ما وراء الطبيعة ) . وهذه هي سنة كل الأفكار البشرية التي لا تحصن بنصوص قطعية ؛ كالنصوص الدينية ؛ فكل فكر منها يخضع لهذا النظام الآتي : يبدأ ضعيف ، فيقوى وينتشر ، ثم يضعف شيئاً فشيئاً حتى يزول كلية ليدخل أرشيف التاريخ الفكري البشري بعد أن يحل محله غيره ، وغالباً ما يكون الفكر الحال فكر أمة أو شعب أو دولة قوية مسيطرة اقتصادياً وعسكرياً وسياسياً . وأقوى ما يواجه هذا الفكر بعد دين الإسلام هو فكر الدولة الصينية ، وهو الخطر الداهم القادم إلى هذا الفكر .



وتحية طيبة .

آخر تعديل أبو عبد الملك الرويس يوم 12-Dec-2010 في 12:01 AM.