نصحتَ فأحسنتَ ؛ فجزاك الله خيراً.
وما يحدث الآن في مجال الكرة والأندية من تصرفات من كثير من الخلق هو في حقيقته المشاهدة رفع مستوى الهواية إلى مستوى الغاية ، وإعلاء قدر الرياضة إلى قدر العبادة ؛ فقد سمعنا بمَن يصلّي قيام الليل حتى يدعو في آخره لفريقه بالفوز مع أنّه لا يصلي هذا القيام حينما لا يكون أمام فريقه لقاء ، فلا يصليه خوفًا من ربه أو طمعًا فيما عنده ، وسمعنا بمن يلحّ في الدعاء حتى البكاء لفريقه ولكنه لا يدعو لنفسه ولغفران ذنوبه ونجاته في آخرته ؛ حتى يخيّل أن مقام فريقه في نفسه أعظم من مقام نفسه في نفسه ونجاته يوم بعثه ، بل سمع من أحدهم وجهًا لوجه مَن يقول إنني أحبّ وأوالي اللاعب غير المسلم إذا كان يلعب مع فريقي وأكره وأعادي اللاعب المسلم إذا كان يلعب ضد فريقي !
والحقيقة أن تعظيم الدنيا وبهارجها وزخارفها ومفاخرها ومفاتنها ليس حكرًا على الأندية ومشجعيها ، بل طال كثيرًا من جوانبها التافهة التي رفعت في أعين بعضهم إلى منزلة عالية ؛ كمجال التمثيل وأصحابه ، و الشعر ومحاوراته ، والإبل وفحولها ، والماعز وتيوسها ، والعمائر وإجاراتها ، والأراضي وعقاراتها ، والسيارات وموديلاتها ... إلخ !
ربنا وفّقنا جميعًا إلى ما تحبّه وترضاه عنّا .