واشنطن تتوقع الأسوأ وإخلاء نيو أورليانز من جميع سكانها
[img]http://[/img]
دعا وزير الأمن الداخلي الأميركي مايكل شيرتوف الأميركيين إلى الاستعداد لمواجهة الأسوأ بعد انحسار المياه التي تغطي مساحات واسعة في جنوبي الولايات المتحدة بسبب الإعصار كاترينا الذي أوقع مئات القتلى والمصابين.
وقال لمحطة فوكس الأميركية الإخبارية إنه عندما تنحسر المياه عن نيو أورليانز أو يتم ضخها سيتم الكشف عن جثث لأشخاص علقوا في الفيضانات داخل منازلهم أو جثث في شوارع.
وأشار إلى أن تلوثا سيحدث و"سيكون أفظع من كل ما شهدته الولايات المتحدة ربما باستثناء هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001".
مدينة أشباح
يأتي ذلك فيما بدت مدينة نيو أورليانز كمدينة للأشباح اليوم بعد اكتمال عملية إجلاء الناجين من سكان المدينة فيما انتشر مسؤولون حكوميون في سائر أرجاء المنطقة المنكوبة بعد انتقادات وجهت للإدارة الأميركية لبطئها في التعامل مع الكارثة.
واستغرقت عملية إجلاء آلاف الضحايا من ملعب سوبردروم لكرة القدم ومركز المؤتمرات في نيو أورليانز ثماني ساعات بعد أن اتخذوها ملاذا لهم خلال هبوب العاصفة ليجدوا أنفسهم فريسة لظروف عصيبة.
وأصبحت الشوارع هادئة إلى حد بعيد ومهجورة في عاصمة الجاز التي كانت تنبض ذات يوم بالحيوية والأوقات السعيدة، وجابت قوات من الحرس الوطني وأجهزة الأمن المدينة المغمورة بالمياه والتي عانت خلال الليالي الماضية من عمليات نهب وعنف تشوبها الفوضى.
ومن الصعب تحديد عدد المدنيين الذين ظلوا في نيو أورليانز والتي كان عدد سكانها قبل الإعصار يبلغ أكثر من 500 ألف شخص. في حين لا يزال الكثيرون محاصرين في منازلهم التي أصبحت معزولة جراء الفيضانات.
مساعدات وتعزيزات
التعزيزات العسكرية والمساعدات تدفقت إلى المناطق المنكوبة رغم تأخرها (الفرنسية)
وبينما تدفقت المساعدات إلى المناطق المنكوبة وصلت الدفعة الأولى من 17 ألف جندي إضافي تقرر إرسالهم كتعزيزات إلى نيو أورليانز بعد ستة أيام على إعصار كاترينا الذي سبب دمارا هائلا.
ومع هذه التعزيزات سيرتفع إلى 50 ألفا -منهم 11 ألف عسكري ونحو 40 ألفا من الحرس الوطني- عدد الجنود على الأرض اعتبارا من مطلع الأسبوع المقبل لمساعدة ضحايا الكارثة.
وفي تطور هام أعلنت الأمم المتحدة في بيان اليوم أن واشنطن وافقت على العرض الذي قدمته المنظمة الدولية للمساعدة إثر كارثة إعصار كاترينا.
وفي ذات السياق أعلن الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو) أن الولايات المتحدة طلبت منهما مساعدات عاجلة إلى المناطق التي ضربها الإعصار كاترينا.
وقالت المفوضية الأوروبية إن المساعدات المطلوبة تشمل بطانيات وتجهيزات طبية للطوارئ وماء و500 ألف وجبة غذائية للمنكوبين. كما أشار حلف الناتو إلى أن واشنطن طلبت منه إمدادات غذائية عاجلة.
فتح تحقيق
الجيش نقل المصابين إلى خارج نيو أورليانز (الفرنسية)
وفي الوقت الذي تسعى فيه الإدارة الأميركية جاهدة لتلافي الانتقادات ضدها أعلنت رئيسة لجنة الشؤون الحكومية بمجلس الشيوخ سوزان كولينز من الحزب الجمهوري والعضو الديمقراطي باللجنة جوزيف ليبرمان أنهما سيفتحان تحقيقا فيما أسمياه "الإخفاق الكبير" في استجابة إدارة بوش للإعصار.
وركزت الانتقادات على جوانب عرقية وسياسية، فقد عزا النواب السود في الكونغرس تأخر عمليات الإغاثة لأن معظم سكان المناطق المنكوبة هم أميركيون من أصل أفريقي.
وهاجم القس الأميركي الأفريقي جيسي جاكسون الرئيس بوش، معتبرا أن الأميركيين السود مستبعدون من مراكز المسؤولية في إدارة عمليات الإغاثة.
كما عبر قادة سود آخرون عن أن وسائل الإعلام الأميركية صورتهم على أنهم عصابات نهب وليسوا ضحايا للكارثة.