*الوصية بما يصلح شأن المرء كله *
عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلي الله عليه و سلم لفاطمة – رضي الله عنها - :
" ما يمنعك أن تسمعي ما أوصيك به أن تقولي اذا أصبحت و اذا أمسيت :
(( يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله و لا تكلني الي نفسي طرفة عين ))
أخي /أختي في الله : هذه هي وصية الرسول صلي الله عليه و سلم لابنته الطاهرة فاطمة – رضي الله عنها - , لقد أوصاها بوصية من وصاياه الغالية و لكنه صلي الله عليه و سلم قد نسيت العمل بهذه الوصية , أو وجدها لم تعمل بها في وجوده , فتسائل صلي الله عليه و سلم قائلا : (( ما يمنعك أن تسمعي ما أوصيك به ؟! )) . ثم من حبه لها و عاطفته و شفقته عليها يذكرها مرة ثانية بهذه الوصية : (( أن تقولي اذا أصبحت و اذا امسيت )) . اذن فهذه الوصية تقولها فاطمة بالليل و النهار و كذلك ينبغي لكل مسلم و مسلمة أن يقولوها . و هنا يدور في الأذهان ماذا سيقول الرسول صلي الله عليه و سلم ؟! و تأتي الاجابة الجامعة الشافية :
(( يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث )) , ان المسلم عندما يقول حي يا قيوم فانه استغاث بمن لديه الحياة لا بمن سواه و القادر علي القيام بشئون عباده و لا يقدر علي ذلك سواه .
(( برحمتك أستغيث )) , أي برحمة الله التي وسعت كل شئ , خلق الله الرحمة مائة جزء , أنزل منها جزءا واحدا الي هذه الدنيا , فيه يتراحم الخلائق , و أبقي سبحانه الباقي الي يوم القيامة ليرحم به عباده , و من هذا الجزء ترفع الدابة حافرها عن ولدها !!
(( أصلح لي شأني كله )) , أي أصلح لي كل أموري , أصلح لي معاشي في دنياي , و أصلح لي صحتي , و أصلح لي رزقي , أصلح لي ذريتي , أصلح لي اقاربي , أصلح لي جيراني ..... , يا لها من عبارة عظيمة تحوي معان جليلة !
(( و لا تكلني الي نفسي طرفة عين )) , اي كن يا الهي مؤيدا و من نفسي لي ناصرا .
و هكذا أخواني و أخواتي في الله ان وصلتم للفوز بهذا الدعاء فقد انصلح شأنكم كله . فما أيسرها في العمل و ما أعظمها في الأجر و الميزان .
* المرجع : من وصايا الرسول صلي الله عليه و سلم .
"اللهم اجعل عملنا صالحا و لوجهك الكريم خالصا و لا تجعل منه شيئا للناس و لا نصيبا منه للشيطان و تقبله منا يا رب بقبول حسن ترضاه "
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين